الأزمات تسيطر على الكرة المغربية
خفض الرواتب والعقود المنتهية صداع يؤرق أندية الدوري المغربي ما بعد أزمة كورونا.
باتت كرة القدم المغربية تعيش على وقع العديد من الأزمات والأحداث المتعلقة بتوقف النشاط الرياضي في زمن كورونا. وساد جدل ونقاش كبير حول عدد من المواقف، التي تباينت فيها آراء الأندية والمسؤولين.
ارتفعت حدة الجدل حول الموسم الأبيض، خلال الفترة التي تفشت فيها جائحة كورونا في المغرب، وساد غموض كبير حول مستقبل الدوري، إذ طالب البعض بإلغاء الموسم دون تحديد البطل أو الهابطين، بينما اعترضت أندية أخرى على المقترح، وقالت إنه لا يخدم مصالحها، لاسيما تلك التي تنافست على التتويج أو على بطاقتي الصعود.
وفي نهاية المطاف، تدخلت الحكومة المغربية، وأعلنت استئناف المسابقة، وبالتالي ستحتكم الفرق لواقع الملعب لتقرير مصيرها.
واحدة من الظواهر التي تفجرت فور إعلان اتحاد الكرة خفض رواتب أطقم المنتخبات المغربية، قبل أن يدعو فرق الدوري لتسير على نهجه. وحدث خلاف عميق بين الفرق، فمنها من سار في طريق اتحاد الكرة، بينما اعترض لاعبو فرق أخرى عليه، في حين ألقى الوداد بورقة خفض الرواتب لمعترك لاعبيه، الذين تطوعوا في ما بينهم واختاروا الكيفية التي انتهت على ضوئها القصة بهدوء.
كانت العقود المنتهية، واحدة من الإشكالات التي سيطرت على الكرة المغربية في زمن كورونا. وأثار هذا الخلاف لاعب الوداد محمد نهيري، الذي تمرد على ناديه ورفض الالتحاق بتدريباته، مؤكدا أن عقده منتهي في يونيو، بينما طالبه الفريق بالانضمام للتدريبات وخوض كافة المباريات حتى نهاية الموسم.
نهاية العقود
واضطر اتحاد الكرة، عن طريق حسن الفيلالي، رئيس لجنة القوانين والأنظمة، للتدخل لتوضيح مسألة نهاية العقود. ودعا الفيلالي، اللاعبين للاستمرار في الدفاع عن ألوان فرقهم حتى آخر مباراة مقررة بالموسم الكروي الحالي، وليس كما تضمنه العقد المبرم. وكشف اتحاد الكرة المغربي عن تصوره لخطة استئناف نشاط الدوري المحلي للموسم الحالي، سواء على مستوى البرمجة، أو الجانب البدني، وكذلك الاحترازات المتعلقة بالجانب الصحي، بعد توقف المسابقة خلال الفترة الأخيرة بسبب فايروس كورونا.
وجاء ذلك في أعقاب إعلان عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة المغربي، عن استئناف منافسات الموسم الحالي من الدوري المحلي نهاية شهر يوليو المقبل، وبالتحديد يوم 25 منه، لتستمر المباريات لنحو 50 يوما، حيث تختتم المسابقة يوم 13 سبتمبر المقبل.
وحسب فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فإن الأندية الوطنية بإمكانها العودة إلى تدريباتها بدءا من الخميس 25 يونيو الحالي، وسط مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي سيتم فرضها لضمان عودة سليمة للنشاط الكروي. استمدت خارطة عودة الدوري المغربي روحها من الدوريات الأوروبية الكبرى، حيث اتسمت بالدقة في كل شيء، وتحديد مواعيد معينة لكل الفعاليات المرتبطة بعودة المسابقة وكذلك تحضيرات الموسم الجديد وارتباطات الأندية الخارجية.
اتحاد الكرة اضطر للتدخل لتوضيح مسألة نهاية العقود، عن طريق حسن الفيلالي، رئيس لجنة القوانين والأنظمة
واشترط لقجع تقسيم الملعب إلى مجموعتين لا تتجاوز كُل واحدة منهما 5 لاعبين، موضحاً أن هذا الشرط سيبقى قائما لمدة 10 أيام كمرحلة أولى، ثم 20 يوماً كمرحلة ثانية، سيُسمح فيها بخوض التدريبات بالشكل العادي. ثم يأتي استئناف التدريبات الجماعية قبل انطلاق المباريات الشهر المقبل، والتي ستقام عبر مرحلتين، الأولى مخصصة للمباريات المُؤجلة، وتمتد حتى 8 أغسطس المقبل، بحيث تتساوى كل الأندية على مستوى عدد المباريات التي خاضتها. بينما تمتد المرحلة الثانية بين 12 أغسطس و13 سبتمبر، وستخصص تلك الفترة لإجراء باقي المباريات، وحتى نهاية الدوري آخرها.
ويُنتظر أن تنظم المباريات بواقع مباراتين أيام الجمعة، و3 مباريات أيام السبت، و3 مباريات أيام الأحد، ثم مباراتين أيام الثلاثاء، و3 مباريات أيام الأربعاء والخميس، وذلك إما في السادسة أو الثامنة أو العاشرة مساء بحسب كُل لقاء، على أن تجري الأندية مبارياتها بالنسبة لكل ناد على حدة كل 3 أو 4 أو 5 أيام.
وقال مصطفى الخلفي، مدرب الفتح الرباطي، إن العودة للمنافسات بعد فترة التوقف تتطلب مجهودات كبيرة. وأوضح الخلفي “التوقف لـ5 أشهر عن خوض أي مباراة، مسألة لم يسبق أن حدثت، كي تمثل لنا كمدربين أو لاعبين مرجعا نستلهم منه سبل العمل، لنكون في أتم الجاهزية بعد استئناف الدوري”.
جولات حاسمة
وأضاف “أعتقد أن استعادة إيقاع المباريات واللعب، لا بد أن تنطلق من برنامج مضبوط في التدريبات، ثم خوض وديات مدروسة، وينتهي الأمر بالتدرج في خوض مباريات المسابقة، كي نصل إلى الجولات الحاسمة ونحن في كامل قوتنا”.
وواصل “لن أستبق الأحداث، لكني واثق أن التدوير هو ما سيصنع الفارق، إلى جانب التعامل بذكاء مع المباريات الأولى، وكذلك تفادي الإصابات، لكون روزنامة الدوري مضغوطة كما لم يحدث في السابق، وعلينا أن نتكيف مع هذا الوضع”.