ساحة الفنا في مراكش تستفيق من سبات كورونا

ساحة المدينة الحمراء في انتظار عشاقها

بعد أكثر من ثلاثة أشهر قضّتها خالية من عشاقها وزوارها، استفاقت ساحة جامع الفنا بمراكش، واستفاق معها فنانوها الشعبيون والحكواتيون والحلايقية من خلال لقاء افتراضي تضمن عروضا عن بعد في إطار تظاهرة فنية في رسالة تستدعي فيها زوارها المغاربة والأجانب إلى العودة لمعقل الثقافة الشعبية في المغرب.

سافر حكواتيو ساحة “جامع الفنا” التاريخية في مراكش، السبت، بالجمهور في رحلة افتراضية تضمنت عروضا عن بعد في إطار التظاهرة الفنية “ساحة جامع الفنا مباشر”.

ويُعتبر فن الحكواتي (الحلايقي) مكونا من مكونات الثقافة المغربية منذ غابر الأزمان، لكن ميراث هذا الفن واستمراريته يتهددهما خطر الاندثار.

واستغل 27 فنانا اعتادوا تقديم عروضهم في ساحة الفنا فترة الحجر الصحي، وحضروا للحدث الاستثنائي في انتظار عودة الروح إلى الساحة الشهيرة.

وأظهر فنانون شعبيون بسمعة محلية وعالمية، من ضمنهم الحلايقي محمد باريز وحجيبة الماقوري وعبدالرحيم الماقوري “الأزلية” والمسيح “عبدالإله أمل” وفرقة هداوة ومريم أمل “الغيوان” والرايس إبراهيم العسكري “الروايس” وعبدالرحيم بانا “التقيتيقات”، مواهبهم الكبيرة التي استطاعت أن تنال إعجاب الجمهور.

وتمثّل الساحة تجمّعا فريدا من نوعه لتقاليد الشعب المغربي الثقافيّة التي تؤدى من خلال التعابير الموسيقيّة والدينيّة والفنيّة.

تظاهرة مغربية

وتسعى هذه التظاهرة الفنية عن بعد، التي نشطها فنانون بالساحة، إلى نقل أجواء الحلقة الشائعة في ساحة جامع الفنا التي أضحت اليوم خاوية على عروشها بسبب فايروس كورونا المستجد.

كما تروم هذه التظاهرة الفنية والثقافية نقل رسالة مفادها أن الساحة التاريخية لجامع الفنا بمراكش تطمح إلى استقبال زوارها وفنانيها في المستقبل القريب.

وتقع هذه الساحة المثلثة عند مدخل المدينة تحوطها المقاهي والمتاجر والمباني العامة وتنشط فيها الأعمال التجارية اليومية ومختلف أشكال الترفيه، وهي نقطة تلاقي السكان المحليين والشعوب من أصقاع أخرى.

ويأمل فنانو الساحة، رغم هذه الظرفية الحساسة، في طي هذه الصفحة سريعا واستعادة قطار الحياة والسماح لعشاق هذا الفضاء في ملاقاته من جديد في جو من الودية والفرح.

وقدم فنانون عروضا مستوحاة من الساحة من أمثال الكوريغرافي توفيق إزيديو والحكواتيين مهدي الغالي ومها المادي.

استغل 27 فنانا اعتادوا تقديم عروضهم في ساحة الفنا فترة الحجر الصحي، وحضروا للحدث الاستثنائي في انتظار عودة الروح إلى الساحة الشهيرة

وسعت هذه التظاهرة إلى إخراج فناني الساحة من العزلة التي كانوا يعيشونها جراء حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي، في التفاتة لهؤلاء الفنانين الذين نشطوا جمهورا عبر قرون وأيام وليال. وينظم منتدى مراكش الغد تظاهرة “جامع الفنا مباشر”، التي شهدت مشاركة حلايقية وفنانين معاصرين، وباحثين في التراث اللامادي، ومهتمين بساحة جامع الفنا وما تحتضنه من فنون فرجة وفنانين شعبيين، وهي التي أعلنتها منظمة اليونسكو تراثا ثقافيا لا ماديا، منذ 2001.

ومن بين فقرات البرنامج العام، عروض من الفنون التي تميز ساحة جامع الفنا والمدينة الحمراء، وأفلام حول الفنون الشعبية بساحة جامع الفنا، وعروض فنية معاصرة مستوحاة من الساحة، إلى جانب جلسة حوار، تحت عنوان “الفنون: الفنانون والفضاء ما بعد كوفيد – 19″، بمشاركة غولدا الخوري وحميد التريكي وأحمد سكونتي وماحي بيبين وعزوز بوجميد وجعفر الكنسوسي ومها المادي وسعيد بلكادا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: