حكومة العثماني المعدلة بوزارات دون مهام

يبدو أن زمن الوزراء الذين كانوا يمارسون «مهامهم» بدون حقائب قد ولى، خاصة وأن الدستور المغربي ربط المسؤولية بالمحاسبة، فبات من العبث محاسبة وزير بدون مهام محددة، بل والأكثر عبثا تعيينه وزيرا للدولة.
آخر من شغل هذا المنصب هو الوزير الراحل عبد الله بها، وكأن القدر شاء أن يموت المنصب بموت آخر من حمل صفته، لكن ليس الوزير «الشبح» وليد الحكومات الموسعة، بل إن هذه الحقيبة استحدثت منذ أول حكومة بعد الاستقلال، حين منحها على سبيل الترضية لكثير من السياسيين والمقربين أبرزهم أحمد العلوي وعبد الرحيم بوعبيد ومحمد اليازغي ومحمد بلحسن الوزاني، وعبد الهادي بوطالب، وأحمد رضا كديرة، وامحمد باحنيني، والمعطي بوعبيد، ومحمد أرسلان الجديدي، وأحمد بوستة، والمحجوبي أحرضان، وأحمد عصمان، وعباس الفاسي، وامحند العنصر، وصولا إلى عبد الله باها. علما أن الدستور المغربي ألغى الحقيبة الفارغة حين نص على الحكومة من رئيسها والوزراء، زيادة على كتاب للدولة.
يفرض المنطق محاسبة المسؤول عن كل قطاع، التزاما بقاعدة ربط المسؤولية بالمحاسبة التي ينص عليها الدستور. فلا يمكن أن تستقيم هذه القاعدة بدون وجود وزير يتحمل حقيبة وزارية ويلزم قانونيا بتدبيرها، لذا يبدو من المستحيل محاسبة وزير بدون حقيبة. ينص الفصل 87 من دستور 2011، على أن تتكون الحكومة من رئيس ووزراء، ويمكن أن تضم كتابا للدولة، وأمام وضوح النص الدستوري يصبح الاجتهاد بدعة.
لكن الأمر مختلف هذه المرة مع حكومة العثماني فهناك وزراء بحقيبتهم و لكن بدون مهام ، الشيء الذي ينطبق على وزارة الجالية التي أصبحت قوقعة فارغة لا أحد يعرف ما عمل الوزيرة نزهة الوافي و الشلة التي تحيط بها ، وزارة خصصت للجالية المغربية و مشاكلها و لكن حينما ظهرت المشاكل أختفى الكل وراء وزارة الخارجية و وزيرها ناصر بوريطة ، يرى البعض أن المشكل يكمن في الوزراء أنفسهم الذين يقبلون لعب دور الوزير الشبح، الذي نادرا ما تطاله أسئلة البرلمانيين وانتقادات الصحافيين وحراك النقابيين، خاصة حين يتعلق الأمر بأسماء وازنة في عالم السياسة قبلت بحقيبة فارغة.
البعض يتكلم عن مديرية بغطاء وزارة ، و منهم من يؤكد أن ليس للوزيرة أي حق في إتخاذ القرارات في إنتظار الضوء الأخضر من وزارة الخارجية .

هذه الوزارة التي أعطت الكثير للجالية المغربية في ظل  عبد الكريم بنعتيق، الذي عينه الملك محمد السادس، وزيرا منتدبا لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، في حكومة العثماني ، ومنذ تعيينه، أشرف بنعتيق على عدد من الأنشطة التي تهم مغاربة العالم وقطاع المهجر، حيث نظمت مجموعة من التظاهرات الوطنية والدولية لايلاء أهمية خاصة لمغاربة المهجر ولقضايا الهجرة.

و ترأس افتتاح منتدى الهجرة والتنمية الذي احتضنته مدينة مراكش، قبل انطلاق المؤتمر الدولي الذي اختتم بتوقيع كبرى الدول على ميثاق مراكش للهجرة.

و أشرف بنعتيق على اطلاق فعاليات الجامعة الشتوية لشباب مغاربة العالم، هذا الحدث الذي نظمته الوزارة للسنة التالية على التوالي، والذي عرف نجاحا واشادة كبيرة.

وتنفيذا للتعليمات الملكية الداعية الى ايلاء اهتمام خاص بمغاربة العالم، عكف الوزير المنتدب على القيام بجولات الى عدد من الدول للوقوف على مشاكل ومتطلبات الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

وفتح بنعتيق باب الحوار مع عدد من الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، لاقتراح سبل وطرق الاستثمار بأرض الوطن وللحد من ظاهرة هجرة الأدمغة.

كما تدخل بنعتيق في قضايا مجموعة من المهاجرين الذي واجهوا مشاكل في بعض الدول “ليبيا ودول الخليج”، وقام بمجهودات مهمة لايجاد حلول واقعية ومنطقية لها في أقرب الآجال.

اذن انجازات كثيرة وأنشطة أكثر تلك التي أشرفت عنها هذه الوزارة فأين نحن الآن من كل هذه الإنجازات أم أننا نهدم دائما كل ما بنيناه

فمن عجز عن البناء فلا يشتغل بالهدم .. اتركوا الوطنيون  يبنون و يعملون.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: