عندما_يتحول_الوطن_الى_سجنٌ_ومنفى

باريس/ نجاة بلهادي بوعبدلاوي

منفيون خارج الوطن الذي نعتز بانتمائنا إليه مهما جارعلينا، حتى ولو لم نطل العيش الكريم فيه، لأن من يدير دواليبه لديه أطماع تتسع إلى ما بعد حدود الوطن، وطن استباحه الواقفون على شأننا وضموه إلى أملاكهم فخوصصوه، واصبحوا اوصياء عليه ..
أي وطن هذا الذي يخضع لنقاط التفتيش ويخرج أبنائه قصرا من بلدهم، ويزج بأبنائه عنوة في السجون..أي وطن هذا الذي يشجعنا على الهجرة منه إلى أصقاع الدنيا؟ وأي وطن هذا الذي تسكنه بالإيجار، وتدفن فيه مقابل مال.
الوطن سجن كبير لا يفرق بين جريمة السرقة و”جريمة الكتابة”، لا يفرق بين رجل العصابة ورجل الخطابة، إنه زمن الوطنية التي أصبحت مجرد بطائق تباع في أرصفة الشوارع وواجهات الأكشاك والمكتبات…
لا تحاول أن ترفع صوتك في وجه الظلم إلا إذا كنت مستعداً لأن تصبح منفياً خارج الوطن أو قابعا بالسجون وتواجهك تهمة الخيانة العظمى..
عزيزي المواطن عندك خياران لا ثالث لهما سوى الإنحياز لصف الفاسدين الذين يعبثون بالوطن ويبيعون الوهم للشعب، “صوتكم فرصتنا”، وإما مصفقاً وثرثاراً أو محايداً يرضى أن يعيش مهاناً حتى يأتيه عزرائيل ليأخذ روحه إلى وطن آخر لا يملكه الفاسدون…

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: