الكوادر الطبية المغربية تنظم اليوم وقفات في عدد من المدن احتجاجاً على الإهمال الذي تتعرض له

بدأت كوادر القطاع الطبي في المغرب احتجاجات على إهمالها وعدم مكافـأتها على ما بذلته من جهود وما قدمته من تضحيات وتعرضها للمخاطر في مكافحة فيروس كورونا المستجد، ومن المقرر أن يحتشد الممرضون اليوم الأربعاء في الساحات العامة لعدد من المدن، بعد أن ارتفعت الإصابات بالفيروس في أحد مستشفيات مدينة طنجة.
وتواصل وزارة الصحة المغربية الإعلان عن خارطة متابعة الفيروس وتطوراته، بعد أن عاد أرقام الإصابات للارتفاع، وقالت إنها رصدت 95 إصابة جديدة مؤكدة بالفيروس خلال ليلة أول أمس ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس، حتى صباح أمس الثلاثاء، إلى 12385 حالة، وارتفع عدد الحالات التي جرى استبعاد إصابتها، بعد الحصول على نتائج سلبية للتحاليل الخاصة بها، ليبلغ 659895 حالة منذ بداية انتشار الفيروس في البلاد.

لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة

وأكدت في بلاغ على موقعها الإلكتروني، أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة بسبب الفيروس خلال الفترة الزمنية بين السادسة من مساء الإثنين والعاشرة من صباح أمس الثلاثاء، بعد أن سجلت مساء أول أمس 4 حالات وفاة، ليصبح إجمالي الوفيات 225 حالة، وتم التأكد أيضاً من 6 حالات شفاء جديدة، وبذلك يرتفع مجموع الحالات التي نجحت في التعافي من الجائحة إلى 8839 حالة، إلا أن نسبة التعافي تواصل الانخفاض قياساً مع عدد الإصابات وباتت أمس الثلاثاء 71,37 في المائة، بينما نسبة الفتك 1,82 في المائة، ويبقى 3321 يتلقون العلاج.
وشهدت 8 جهات في المغرب الإصابات الـ95 إصابة الجديدة التي سجلت ليلة أول أمس، حيث سجلت 48 حالة في جهة الدار البيضاء سطات، و16 في العيون الساقية الحمراء، و12 في جهة مراكش آسفي، و8 في طنجة تطوان الحسيمة، و6 على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة، و4 في فاس مكناس، و1 في كلميم وادي نون، و1 في جهة الداخلة وادي الذهب، وتصبح الحصيلة التراكمية للمعلن إصابتهم بالجائحة تصل حالياً إلى 3427 حالة في جهة البيضاء، و2214 في طنجة تطوان الحسيمة، و1959 بجهة الرباط سلا القنيطرة، و1937 في مراكش آسفي، و1251 في فاس مكناس و586 في جهة درعة تافيلالت، ووصلت في جهة العيون الساقية الحمراء إلى 473 إصابة، و206 في جهة الشرق، و 152 في بني ملال خنيفرة، و92 في جهة سوس ماسة، و76 في كلميم وادي نون، و12 في جهة الداخلة وادي الذهب.
ويخرج اليوم مئات الممرضين في 12 مدينة وإقليم على الأقل للاحتجاج أمام مندوبيات الصحة وفي بعض المستشفيات، تلبية لدعوة من المجلس الوطني للصحة الذي دعا في وقت سابق إلى رفع مستوى اليقظة لدى الممرضين، للشروع في «برنامج نضالي تصعيدي في حال استمرار التسويف والتماطل في التعاطي مع مطالب هذه الفئة».
وقالت فاطمة الزهراء بلين، المنسقة في لجنة الإعلام والتواصل في حركة ممرضي وتقنيي الصحة في المغرب، إن الممرضين وتقنيي الصحة في المغرب سينظمون، بدءاً من غد (اليوم) الأربعاء، وقفات في مختلف المدن، احتجاجاً على الإقصاء والتجاوزات التي شابت تعامل وزارة الصحة مع جائحة كورونا.
وأضافت بلين أن سبب الاحتجاج في هذا التوقيت أن الخروج يأتي بعد استقرار الوضع الوبائي في المغرب، لأن الأمر في السابق لم يكن ممكناً، وقالت إن العودة للساحة النضالية جاءت بسبب «استفزازات» وزارة الصحة والكثير من الخروقات التي شابت تعاملها مع الجائحة، كما أن وزير الصحة في البرلمان لم يتحدث عن الممرضين ولخص القطاع في الأطباء فقط.
وأوضحت أن من أسباب الاحتجاج الخروقات التي شابت عملية إسكان الممرضين في الفنادق وإطعامهم، كما تم طرد الكثيرين بشكل مفاجئ، ناهيك من المحسوبية والزبونية رغم أن نقائص وزارة الصحة نزلت على عاتق الممرضين الموجودين في الصف الأول لمواجهة الجائحة. والرهان المستقبلي في القطاع يجب أن يكون على مهنة التمريض، ولو كانت نية الوزارة هي الإصلاح لراهنت على الجسم التمريضي.
وكشفت المتحدثة باسم حركة ممرضي وتقنيي الصحة أن عدد الإصابات في صفوف الممرضين، بفيروس كورونا بلغ 48 إصابة، رغم تكتم الوزارة، لافتة إلى أن بؤرة مستشفى محمد الخامس في طنجة يمكن أن ترفع الأرقام.
وقالت جماعة العدل والإحسان، أقوى الجماعات المغربية ذات المرجعية الإسلامية، إن جائحة كورونا «عرت واقع الاختلالات البنيوية التي تنخر منظوماتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بدءاً من تغول السلطوية والانفراد بالقرار، وإقصاء وتهميش الفاعل السياسي والاجتماعي والنقابي، وقصور بارز في منظومات الصحة والتعليم والتشغيل، وهشاشة المقاولات الصغرى والمتوسطة، والفشل الذريع في توفير الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية والاستقرار المهني الكريم للشغيلة المغربية».
وأوضحت الجماعة، في بلاغ لها أول أمس الإثنين، أن المغرب دخل مرحلة «التعايش مع الفيروس» في ظل تزايد أعداد المصابين وتنامي انتشار البؤر المهنية التي يصاب فيها مئات العاملات والعمال، كبؤر «رونو»، ومعامل الكبلاج في طنجة، ووحدات «الفريز» بلالة ميمونة، والجرف الأصفر في إقليم الجديدة.
وقالت إن هذه البؤر نمت مشاعر الخوف والقلق الذي يهدد الصحة العامة بسبب ضعف احترام إجراءات السلامة والوقاية في أماكن العمل، وتعطيل البنود والمؤسسات المنصوص عليها في مدونة الشغل، ونقص عدد مفتشي الشغل، وقلة عدد العمال المصرح بهم لدى صندوق الضمان الاجتماعي، وتراخي السلطات أمام تهاون المشغلين في احترام الإجراءات الوقائية.

شروط الصحة والسلامة

واستنكرت الجماعة الاستهانة بأرواح العاملات والعمال وحقوقهم في مختلف وحدات الإنتاج ومراكز الخدمات، وفي مقدمتها بؤرة لالة ميمونة وشركة «رونو» في طنجة، مطالبة بتشديد مراقبة واحترام شروط الصحة والسلامة، ومحاسبة المتورطين في جريمة الاستهتار.
وانتقدت بطء عمل لجنة اليقظة الاقتصادية، وإقصاء الفاعل النقابي منها، وتأخرها في صرف الدعم للفئات الهشة والمتضررة، وعدم تعميمه على مستحقيه، وغياب الشفافية عن أوجه صرف مخصصات الصندوق الخاص بتدبير الجائحة. وطالبت بضمان استمرار توزيع الدعم للذين لم يتمكنوا بعد من مورد الدخل بسبب استمرار إغلاق المقاولات، وتعميم التصريح بالعمال والمستخدمين لدى صندوق الضمان الاجتماعي.
ودعت الدولة إلى ضرورة مراجعة خياراتها الاقتصادية والاجتماعية، واستيعاب دروس كورونا، وذلك بجعل الصحة والتعليم والبحث العلمي والتشغيل الكريم على رأس أولويات البرامج والمشاريع والمخططات الحكومية المكرسة للعدالة الاجتماعية. وطالبت بالتحفيز المادي للأطر الصحية اعترافاً وتثميناً للمجهودات الجبارة التي بذلوها وما زالوا في مواجهة الجائحة، وبـتوفير شروط الحماية الضرورية لهم.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: