احتدام المنافسة بين “الأحرار” وأكبر أحزاب المعارضة في المغرب

اتهمت قيادات من حزب التجمع الوطني للأحرار في المغرب، بتآمر حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية على رشيد الطالب العلمي وزير الشباب والرياضة السابق، وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، عبر ترويج تهم تمس سمعة الحزب.

وقرر حزب الأصالة والمعاصرة (البام)، أكبر حزب معارض، تقديم طلب بتشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق في ما أسماه “فضائح” وزير الشباب والرياضة السابق رشيد الطالبي العلمي، المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، منها إنشاء موقع إلكتروني خاص بالمخيمات الصيفية، بمبلغ يصل إلى 25 مليون درهم أثناء توليه المسؤولية.

وقال الأمين العام للأصالة والمعاصرة عبداللطيف وهبي إن هذه اللجنة ستظطلع بمهمة التدقيق في “كل ما له علاقة بوزارة الشباب والرياضة خلال فترة تسييرها، من مشاريع وطلبات عروض وصفقات وأوجه صرف الميزانيات المرصودة وأوجه وطرق صرفها، ومدى تطابق كل ذلك مع القوانين الجاري بها العمل مؤكّدا أن حرمة المال العام خط أحمر لا يمكن التهاون بها في تتبع خيوط وتفاصيل كل الملفات التي تفوح منها روائح الفساد في التسيير للشأن العام.

واستند وهبي لإحراج القيادي بحزب الأحرار على خلاصات تقرير صادر عن المفتشية العامة للمالية، الذي أكد أن الوزير السابق أنشأ موقعا إلكترونيا للتخييم خصصت له الوزارة 25 مليون درهم، في حين أن تقديرات المختصين تؤكد أن تكلفة الموقع الإلكتروني الذي تم إنشاؤه لن تتجاوز 30 ألف درهم.

ومن جهته نفى وزير الشباب والرياضة السابق رشيد الطالب العلمي هذه الأخبار، متهما خصومه السياسيين باستهدافه وتصفية الحسابات، والتجأ إلى القضاء في ما نسب إليه، مطالبا الخصوم بإثبات ذلك بالحجج والأدلة.

اتهامات بإنشاء موقع إلكتروني للمخيمات الصيفية، بمبلغ يصل إلى 25 مليون درهم

كما استغرب رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية لحسن السعدي صمت أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة عن فضائح الوزيرين من العدالة والتنمية محمد أمكراز والمصطفى الرميد، ونطق ظلما في قضية الموقع الإلكتروني المفتعلة من قبل كتائب البيجيدي لإلهاء المواطنات عن فضيحتي وزير حقوق الإنسان ووزير الشغل.

وأضاف السعدي أن وهبي اختار التستر على جرائم وزراء العدالة والتنمية واختلاق تهم وهمية لوزير تجمعي وقيادي مشهود له بالعمل والمواقف الصارمة تجاه استغلال تجار الدين للمخيمات الصيفية لأغراض أيديولوجية ضيقة.

ويقول مراقبون إن الصراع السياسي بين الحزبين له امتدادات سابقة، تتعلق باتهامات الأصالة والمعاصرة لحزب الأحرار بمحاولة السيطرة على دوائر انتخابية تعود إليه عبر استقطاب قيادات وناخبين.

ومن جهته، اعتبر القيادي بالأصالة والمعاصرة عبداللطيف اعميار، أن حزبه لا يحتاج لتأشيرة ولا إلى صكوك غفران من قبل خصمه السياسي (العدالة والتنمية)، لكي يكتسب المشروعية، مشددا على أن المغرب محتاج الآن لحزب قوي يعارض العدالة والتنمية.

واتهم القيادي بحزب الأحرار، بتقديم خدمة مدفوعة الثمن آجلا للعدالة والتنمية، فضلا عن المراهنة على هذا الحزب لتقلّد المسؤولية الحكومية مستقبلا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: