في الرباط.. عادت المقاهي وعاد الرفاق القدامى

استعادت مقاهي ومطاعم الرباط الخميس أجواءها بشكل جزئي بعد أشهر من الإغلاق مع اتخاذ التدابير والإجراءات الصحية اللازمة لاستئناف نشاطها، بغية ضمان السلامة الصحية للزبائن والعاملين.

ولا يخفي مرتادو هذه الفضاءات حنينهم لكأس قهوتهم المفضل الذي كانوا إلى عهد قريب ينتشون بارتشافه فرادى أو مع أصدقائهم، قبل أن يفسد الفايروس عليهم نشوتهم.

قال حفيظ دباب، مسير مقهى بحي أكدال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “نحن سعداء بهذا الاستئناف للنشاط وقرار التمكن من العمل من جديد بعد ثلاثة أشهر من الانتظار. هذا الأمر سوف يعيد الحياة والحركة”، مبرزا أن عملية الافتتاح تقتضي القيام بالترتيبات اللازمة لضمان السلامة الصحية للزبائن والمستخدمين والحفاظ على العلامة التجارية للمقهى.

وتابع أن المقهى يتقيد بكافة التدابير الصحية التي أصدرتها السلطات المختصة، في سياق تخفيف الحجر الصحي والعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية.

وأضاف دباب أن قرار إغلاق المقاهي والمطاعم كانت له عواقب وخيمة على المهنيين في هذا القطاع، حيث وجد معظمهم أنفسهم يعانون من بطالة تقنية.

وقال عادل الشافعي، صاحب مطعم بالحي ذاته، إن “هذا الاستئناف مهم بالنسبة لنا بكل تأكيد. إنه يمثل بارقة أمل لهذه الفضاءات التي تستأنف نشاطها ببطء، ولكن سيكون صعبا بعض الشيء، حيث لدينا متأخرات ثلاثة أشهر يتعين تأديتها تهم الفواتير المتراكمة، بالإضافة إلى التكاليف القارة المتعلقة بالإيجار والضرائب وغيرها”.

وأكد أن مطعمه مستعد لاستقبال زبائنه، مع العمل على ضمان نظافة المبنى وأدوات المطبخ باستمرار، فضلا عن توفير المواد الهيدرو كحولية والأقنعة الواقية بالنسبة للمستخدمين.

وأضاف “يبدو أن سكان مدينة الرباط مستعدون للخروج من الحجر الصحي واستعادة إحساسهم بالحركة واستئناف عاداتهم، هناك إحساس غريب بطعم الحرية في الوقت الذي تغيرت فيه أشياء كثيرة، لكن فايروس كورونا لا يزال موجودا ويغذي أحيانا الشعور بالقلق”. وفي هذا الصدد، قال أيمن، أحد الزبائن المعتادين على ارتياد مطعم سوري في وسط مدينة الرباط، الذي كان ينتظر دوره لأخذ طلبه “مع أيام الصيف المشمسة الجميلة، لم يعد هناك مجال للبقاء في المنزل”.

قرار إغلاق المقاهي والمطاعم كانت له عواقب على العاملين في القطاع حيث عانى معظمهم من البطالة

وأوضح هذا الشاب أنه كان يعتاد على الجلوس على شرفة المطعم بحثا عن جو مرح وصيفي، وهو يحتسي عصير الليمون بالنعناع، معربا عن أمله في العودة إلى عاداته القديمة ابتداء من الخميس.

وفي تصريحات مختلفة، عبر المواطنون عن ارتياحهم لإمكانية استعادة الحياة الطبيعية والتنقل بحرية، مع احترام التدابير الصحية من أجل العمل على وقف تفشي انتشار فايروس كورونا.

وفي زمن الحجر الصحي تداول عشاق القهوة صورا لكأس القهوة ولجلساتهم السابقة معه على طاولة المقهى على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونشر أحدهم مقطع فيديو قصيرا “يؤرخ” للحظات الأولى لنزول قطرات القهوة ساخنة بلونها البني الأخاذ من مصفاة ماكينة عصرية احترافية من تلك التي تستخدم بالمقاهي، وأرفقها بعبارة طريفة جاء فيها “لا ينصح بمشاهدته من طرف مدمني القهوة”، وهو المقطع ذاته الذي أعاد نشره شاب آخر وعلق عليه بالقول “نعتذر على قساوة المشهد”.

عضو آخر بالمجموعة نشر صورة لكأس قهوة في طور الإعداد بالمقهى وطرح سؤالا على الأعضاء مفاده “كيف حالكم معشر المدمنين؟”، قبل أن تأتيه أجوبة تنطوي على شيء من الطرافة وتلخص الشوق لهذا المشروب السحري من قبيل “نتألم في صمت”، و”صبر جميل”، و”نستعيض عنها بالقهوة سريعة الذوبان في انتظار الفرج”. و تطوع أحد أعضاء المجموعة لتصوير مقطع فيديو وهو في مطبخ منزله، قدم فيه طريقته لتحضير كأس قهوته البديلة قال إنه عادة ما يعتمدها في رحلاته للمناطق الجبلية، بخطوات بسيطة تقوم أساسا على غمر ملعقتي قهوة وقطعة سكر بقليل من الماء الساخن، ثم خفقها بقوة قبل إضافة الماء الكافي بما يمكّن من إنتاج قهوة معتقة برغوتها “الفاتنة”، قبل أن يجيبه أحدهم أن هذا المشروب المنزلي ومشروب المقهى “لا يستويان”.

واكدت السلطات على  مواصلة الالتزام الكامل والتقيد الصارم بكافة التدابير الاحترازية، مشددة على أنه في حالة ظهور أي بؤرة جديدة لهاته الجائحة، فسيتم العمل على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتطويقها والحد من تداعياتها السلبية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: