دولتان خليجيتان تدفعان مصر باتجاه حرب في ليبيا
بعد فشل الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، في احتلال طرابلس، عملت دول خليجية على تشجيع النظام المصري على الانغماس في الحرب الليبية بحجة “حماية أمن الحدود الغربية لمصر”.
الإمارات والسعودية، دعمتا حفتر بالأسلحة والمرتزقة لإسقاط حكومة الوفاق الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة وجميع المنظمات الإقليمية والدولية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي.
ورغم هذا الدعم، فشل حفتر في إسقاط الحكومة الشرعية، وتم طرد قواته خلال الأسابيع القليلة الماضية من كامل الغرب الليبي.
** تحركات السيسي بدأت مع خسارة حفتر
وبعد ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء الليبي فايز السراج، في 18 مايو الماضي، السيطرة على قاعدة الوطية العسكرية، غرب العاصمة طرابلس، وتحريرها من مليشيات حفتر، جاءت تعليمات السيسي للجيش المصري“بالاستعداد للحرب لحماية الأمن القومي”.
كما اقترح السيسي خيار وقف إطلاق النار في عموم ليبيا، بعد أن تم تطهير كامل العاصمة طرابلس وجميع المناطق المحيطة بها من مليشيا حفتر.
وفي مؤتمر صحافي مشترك أعقب لقاءً مع حفتر وحليفه السياسي رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، بالقاهرة في 6 يونيو الجاري، أعلن السيسي عن مبادرة أطلق عليها اسم “إعلان القاهرة”.
وقال آنذاك: “توصلنا إلى اتفاق مع حفتر وصالح لأخذ مبادرة سياسية لإنهاء الصراع في ليبيا. وكجزء من هذه المبادرة، نطالب بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا اعتبارا من 8 يونيو”، لكن الحكومة الليبية رفضت هذا الطرح.
والسبت، أجرى السيسي زيارة للقوات الجوية المصرية قرب الحدود الليبية، طالبا من تلك القوات “الاستعداد” لأداء أي واجبات محلية أو عابرة للحدود إذا لزم الأمر.
وفي كلمة متلفزة عقب تفقده وحدات من القوات الجوية بمحافظة مطروح، المتاخمة للحدود مع ليبيا، قال السيسي مخاطبا قوات الجيش: “كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا، أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا”.
وأضاف السيسي أن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا “باتت تتوفر له الشرعية الدولية، سواء للدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا وهو مجلس النواب”.
وأردف قائلا: “تجاوز سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة لمصر.. ولن يدافع عن ليبيا إلا أبناؤها ونحن مستعدون لتسليح أبناء القبائل وتدريبهم”.
** رسائل دعم دول الخليج للسيسي لم تتأخر
رسالة السيسي هذه لقيت دعماً من دول خليجية هي الإمارات والسعودية والبحرين.
وأعربت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان صدر بعد وقت قصير من خطاب السيسي، عن دعم أبو ظبي لمصر في جميع التدابير التي تتخذها “لضمان استقرارها وأمنها”.
كما دعمت وزارة الخارجية السعودية السيسي، مشيرة إلى أن السعودية تقف إلى جانب مصر وتدعم حقها في حماية حدودها وشعبها، معتبرة أن “أمن مصر من أمن المملكة”.
وعلى ذات المنوال، أعربت وزارة الخارجية البحرينية عن دعمها للرئيس المصري، معتبرة أن البحرين تقدر رسالة السيسي، وأنها مستعدة لدعم إجراءاته الهادفة لضمان استقرار مصر.
** الجيش الليبي: خطاب السيسي إعلان حرب
وقوبلت تصريحات السيسي ورسائل دعم الدول الخليجية، بردة فعل سلبية من قبل الممثلين الشرعيين لليبيا أمام المجتمع الدولي.
رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، استنكر تصريحات السيسي، واعتبرها “مساسا بالسيادة وتدخلا سافرا في شؤون ليبيا”.
فيما قال العميد عبد الهادي دراه، الناطق باسم “غرفة عمليات سرت الجفرة” التابعة للجيش الليبي، إن “تصريحات السيسي بأن سرت والجفرة خط أحمر حسب وصفه، هو تدخل سافر في شؤون بلادنا، ونعتبره إعلانا واضحا للحرب على ليبيا”.
وفي بيان للبرلمان الليبي في طرابلس، تم التأكيد على أن نظام السيسي هدد بالتدخل في ليبيا “تحت ستار الدفاع عن النفس”، مبيناً أن هذه المواقف العدائية من شأنها الإضرار بالأمن والسلامة الإقليمية.
** ردود فعل علماء الدين
بدوره، أشاد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محي الدين القره داغي، بما حققته الحكومة الليبية من انتصارات على مليشيا حفتر.
وقال “القره داغي” عبر صفحته على فيسبوك: “الانتصارات التي تتحقق على أرض ليبيا، هي انتصارات الثورة ضد الاستبداد والدكتاتورية”.
وأكد أن “الصراع اليوم في منطقتنا بين محور الخير وإرادة الشعوب للحرية والكرامة، وبين محور الشر والاستبداد وإهانة الشعوب وكبتهم”.
كما أعرب القره داغي عن اندهاشه من تعليمات السيسي للجيش المصري بالاستعداد للتدخل في ليبيا، مشيرا إلى أن تلك الاستعدادات يجب أن تكون موجهة ضد السياسات الإثيوبية لحماية مصالح مصر وحقوقها في مياه النيل.
بدوره، قال الأمين العام السابق لـ”حزب الله” اللبناني، صبحي الطفيلي، إن السيسي يسعى لمواجهة ضد الشعب الليبي بعد هزيمة حفتر، لتجنب المواجهة مع إثيوبيا.