المغرب ينخرط في جهود مكافحة كورونا بأفريقيا

وصلت حزمة من المساعدات الطبية المخصصة لكوت ديفوار، السبت، في إطار مبادرة يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس، لدعم بلدان القارة الأفريقية في جهود التصدي لفايروس كورونا وتجسيدا لركائز التعاون العميق والشراكة القائمة بين المغرب ودول القارة الأفريقية.

وقال وزير الخارجية الإيفواري علي كوليبالي السبت “إن المساعدة الطبية المرسلة إلى كوت ديفوار بتعليمات من الملك محمد السادس، تجسد قيم التضامن التي يدعو إليها العاهل المغربي والتي تندرج ضمن رؤية تعزيز التعاون جنوب – جنوب بين الدول الأفريقية”.

وأكد سفير المغرب بأبيدجان عبدالمالك الكتاني، أن المساعدات الطبية المغربية الموجهة للعديد من البلدان الأفريقية من أجل مواكبتها في جهودها للتصدي لجائحة فايروس كورونا، تعكس الاهتمام الخاص بمقاربة المملكة في مجال التعاون جنوب – جنوب، كما تترجم رؤية الملك محمد السادس من أجل التعاون بين البلدان الأفريقية والتضامن الأفريقي في جميع الظروف.

وأكد الخليفة العام للطريقة التيجانية الصوفية بكوت ديفوار، الشيخ مصطفى سونتا، أن هذه البادرة “عمل قوي وراسخ يشهد مرة أخرى على رؤية الملك محمد السادس من أجل أفريقيا متضامنة، ويؤكد العمق الأفريقي للمغرب”.

وتستهدف تلك المساعدات المغربية 15 دولة أفريقية، وتتكون من حوالي ثمانية ملايين كمامة، و900 ألف من الأقنعة الواقية، و600 ألف غطاء للرأس، و60 ألف سترة طبية، و30 ألف لتر من المطهرات الكحولية، و75 ألف علبة من الكلوروكين، و15 ألف علبة من الأزيتروميسين.

المساعدات تشمل 15 دولة أفريقية، وتتكون من حوالي ثمانية ملايين كمامة، و900 ألف من الأقنعة الواقية

وفي السياق ذاته أطلق الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بصفته رئيسا لقسم الشؤون الإنسانية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، “نداء للعمل من أجل دعم الاستجابة الإنسانية في مكافحة وباء كوفيد – 19”، من نيويورك، حيث حصل على دعم قياسي من 171 دولة تمثل جميع المجموعات الإقليمية، أي حوالي 90 في المائة من أعضاء الأمم المتحدة.

وتندرج هذه المبادرة الإنسانية، حسب هلال، في إطار الاهتمام الموصول الذي يوليه الملك محمد السادس للدول الأفريقية الشقيقة، كما تُعززُ مبادرة لرؤساء الدول الأفريقية تروم إرساء إطار عملياتي بهدف مواكبة البلدان الأفريقية في مختلف مراحل إدارتها لجائحة كورونا، فضلا عن المساعدات الطبية التي تم إرسالها، بتعليمات من العاهل المغربي، إلى العديد من البلدان الأفريقية عبر جسر جوي.

ويعكس انشغال العاهل المغربي بالوضع الصحي في أفريقيا حسا إنسانيا عميقا، إذ أمر بتوجيه أسطول ضخم من طائرات الخطوط الملكية المغربية من أجل إيصال مساعدة طبية مهمة لنحو خمسة عشر بلدا بمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء.

ويرى دبلوماسيون من دولة مالي، أن مبادرة الملك محمد السادس تسلط الضوء على الطريقة التي يمكن بها للدول الأفريقية أن تدعم بعضها البعض خلال فترة الأزمات، مضيفين أن المساعدات الطبية تجسد درسا حقيقيا في مجال التعاون جنوب – جنوب والروابط التي يجب أن تسود القارة الأفريقية.

مبادرة إنسانية موصولة

وثمن السفراء الأفارقة المعتمدون لدى الأمم المتحدة في نيويورك عاليا مبادرة الملك محمد السادس بتقديم مساعدات طبية للعديد من البلدان الأفريقية لمواكبتها في جهودها للقضاء على جائحة كوفيد – 19 وعبروا بالإجماع عن شكر وامتنان بلدانهم لهذه الالتفاتة الإنسانية.

ويندرج هذا العمل التضامني في إطار تفعيل المبادرة التي أطلقها، الملك محمد السادس، في 13 أبريل 2020، باعتبارها نهجا براغماتيا وموجها نحو العمل، لفائدة البلدان الأفريقية الشقيقة.

وأكد تقرير أصدرته اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، أن المغرب جاهز طبيا مقارنة بالعديد من الدول الأفريقية، وبإمكانه مد يد العون لأغلبية الدول الأفريقية.

وفي الوقت الذي عبّر فيه المغرب عن تضامنه العملي مع القارة الأفريقية في أزمة كورونا، أشادت منظمة الصحة العالمية بمبادرة الملك محمد السادس المتعلقة بمنح مساعدات طبية للبلدان الأفريقية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: