السلطات المغربية تتخذ مجموعة من الإجراءات والتدابير لإدارة المرحلة الثانية من الحجر الصحي ابتداء من منتصف ليل الخميس المقبل

عادت الإصابات بفيروس كورونا المستجد إلى الارتفاع في المغرب، ووصلت حتى صباح أمس الأحد إلى 9957 حالة مع الثبات في عدد الوفيات التي ما زالت منذ عدة أيا  ثابتة عند 213 حالة، إلا أن هذا الارتفاع لم يمنع السلطات التخفيف من إجراءات الحجر المنزلي ابتداء من الخميس المقبل.
ورصدت وزارة الصحة المغربية ما بين مساء السبت وصباح أمس الأحد، 118 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس إلى 9957 حالة، وبلغ عدد الحالات التي جرى استبعاد إصابتها، بعد الحصول على نتائج سلبية للتحاليل الخاصة بها،520621 حالة منذ بداية انتشار الفيروس بالبلاد، ولم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة بسبب الفيروس، ليثبت إجمالي الوفيات عند 213 حالة، وتم التأكد أيضاً من 26 حالة شفاء جديدة خلال المدة نفسها، وبذلك يرتفع مجموع الحالات التي نجحت في التعافي من الجائحة إلى 8249 حالة، لتصل نسبة التعافي من كورونا إلى 82,85 في المائة، وانخفضت نسبة الفتك الى 2,14 في المائة، ويبقى 1495 يتلقون العلاج.

ارتفاع عدد الإصابات

وتوزعت الـ 118 إصابة جديدة على 8 جهات، ورصد في جهة العيون الساقية الحمراء 37 حالة، لتصل الى 44 حالة، حيث لم تسجل في الجهة منذ بدء رصد الإصابات بالفيروس إلا 7 حالات، وتعود الإصابات الجديدة كلها لمهاجرين أفارقة من دول جنوب الصحراء كانوا بصدد محاولة الهجرة السرية إلى جزر الكناري، تم توقيفها في مدينة طرفاية. وتم رصد 26 في مراكش آسفي، و20 في جهة الدار البيضاء سطات، و14 في طنجة تطوان الحسيمة، و13 في جهة فاس مكناس، و6 في الرباط سلا القنيطرة، و1 بجهة بني ملال خنيفرة، و1 في كلميم وادي نون.
وصلت الحصيلة التراكمية للمعلن إصابتهم بالجائحة إلى 3018 حالة في جهة البيضاء، و1718 في مراكش آسفي، و1535 في الرباط سلا القنيطرة، و1475 بطنجة تطوان الحسيمة، و1101 في فاس مكناس، و586 في جهة درعة تافيلالت، مقابل 200 إصابة في جهة الشرق، و131 في بني ملال خنيفرة، و 90 في جهة سوس ماسة، و54 في كلميم وادي نون، و44 إصابة أخرى على مستوى العيون الساقية الحمراء، و5 في جهة الداخلة وادي الذهب.
وأعلنت السلطات المغربية أمس الأحد، مجموعة من الإجراءات والتدابير لتأطير المرحلة الثانية من «مخطط تخفيف الحجر الصحي» ابتداء من يوم الخميس المقبل عند منتصف الليل.
وقال بلاغ مشترك لوزارتَي الداخلية والصحة إن هذه المستجدات تأتي بناء على القرار المتخذ من طرف السلطات العمومية، المتعلق بالمرور إلى المرحلة الثانية من المخطط، وأخذاً بعين الاعتبار ضرورة تحقيق التوازن بين تطورات الوضعية الوبائية ومتطلبات العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، وتتمثل التدابير المتخذة لإنعاش الأنشطة الاقتصادية على المستوى الوطني في السماح للمقاهي والمطاعم بتقديم خدماتها في عين المكان، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، واستئناف الأنشطة التجارية بكل من المراكز التجارية والمجمعات التجارية الكبرى والقيساريات، وفق شروط محددة.

إعادة فتح محلات الترفيه

كما تقرر إعادة فتح محلات الترفيه والراحة، كالقاعات الرياضية والحمامات، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المئة من طاقتها الاستيعابية، بجانب استئناف الأنشطة المرتبطة بالإنتاج السمعي البصري والسينمائي، واستئناف النقل العمومي بين المدن، وفق شروط محددة. وسيتم استئناف الرحلات الجوية الداخلية وفق شروط محددة.
وابتداء من منتصف ليل بعد غد الأربعاء، سيتم على مستوى «منطقة التخفيف 1» السماح بالتنقل بين الجهات المصنفة في «المنطقة 1» شريطة الإدلاء بالبطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية، إضافة إلى فتح الفضاءات الشاطئية، مع ضرورة احترام التباعد الجسدي، وإعادة فتح ملاعب القرب المتواجدة في الهواء الطلق، واستئناف الأنشطة السياحية الداخلية وفتح المؤسسات السياحية؛ على ألا تتجاوز 50 في المائة من طاقتها في الإيواء والإطعام.
وفي عمالات وأقاليم «المنطقة 2» التي ما زالت تعرف إجراءات حجر مشددة، سيجري ابتداء من يوم بعد غد الأربعاء السماح بالتنقل داخل المجال الترابي للعمالة أو الإقليم دون «رخصة استثنائية للتنقل»، مع إلزامية التوفر على رخصة مهنية (أمر بمهمة)، أو رخصة استثنائية مسلمة من طرف السلطات المحلية لأسباب أو ظروف قاهرة، من أجل التنقل خارج المجال الترابي للعمالة والإقليم.
كما ستعرف المنطقة نفسها رفع الإجراء القاضي بإغلاق المتاجر عند الساعة 8 مساء، وستجري إعادة فتح قاعات الحلاقة والتجميل، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، وإعادة فتح الفضاءات العمومية في الهواء الطلق، من متنزهات وحدائق وأماكن عمومية، واستئناف ممارسة الأنشطة الرياضية الفردية في الهواء الطلق؛ كالمشي واستعمال الدراجات الهوائية.
وقال بلاغ الوزارتين إنه تقرر الإبقاء على المستوى الوطني على جميع القيود الاحترازية الأخرى التي تم إقرارها سابقاً في حالة الطوارئ الصحية، من إغلاق المتاحف وقاعات السينما والمسارح والمسابح العمومية، ومنع التجمعات وحفلات الزواج والجنائز.
ودعت الوزارتان في بلاغهما «جميع المواطنات والمواطنين مواصلة التزامهم الكامل والتقيد الصارم بكافة التدابير الاحترازية المعلن عنها، من تباعد جسدي، وقواعد النظافة العامة وإلزامية ارتداء الكمامات الواقية وتحميل تطبيق ‘وقايتنا’، وتشدد على أنه في حالة ظهور أي بؤرة جديدة لهاته الجائحة فسيتم العمل على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتطويقها والحد من تداعياتها السلبية».
وقال وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، مساء السبت، أن إجراءات التخفيف تأتي بعد الإعلان بعد إعادة تصنيف جميع العمالات والأقاليم ضمن منطقة التخفيف رقم 1، باستثناء عمالات وأقاليم طنجة أصيلة ومراكش والعرائش والقنيطرة.

الالتزام بإجراءات الحجر

وأكد أن الهدف من ذلك هو أن تعود الحياة في جميع مناطق البلاد إلى مستواها العادي في أقرب الآجال، مؤكداً في هذا الصدد أن المطلوب من جميع المواطنين والمواطنات الالتزام بجميع الإجراءات الواجب اتخاذها لمحاربة الفيروس، بما في ذلك التباعد الجسدي وغسل اليدين وارتداء الكمامة، وكذا تحميل تطبيق «وقايتنا».
وشدد الوزير المغربي على أن ظهور بؤر وبائية أمر لا يجب الاستهانة به، ولكن لا يجب أن يشكل مصدر هلع «لأنها ستظهر ويجب أن نتعايش معها»، مضيفاً أن المطلوب هو التعامل مع الفيروس بما تقتضيه المرحلة وأن أي منطقة ستشهد ظهور بؤر وبائية، سيتم الرجوع فيها إلى إجراءات القيود الصحية.
وأنشأت وزارة الصحة مستشفى ميدانياً في جماعة سيدي يحيى الغرب سيخصص لاستقبال حوالي 700 حالة إصابة التي تم اكتشافها في بؤرة وبائية للعدوى بفيروس كورونا في بعض الوحدات الخاصة بتعليب الفواكه الحمراء بإقليم القنيطرة، وذلك ضمن مجموعة من الإجراءات، ومن ضمنها إجراء التحاليل المخبرية لجميع العاملين في هذه الوحدات، وإغلاق جميع هذه الوحدات، ونقل جميع حالات الإصابة المسجلة بها إلى المستشفى الميداني يوم أمس الأحد، وفتح تحقيق في هذا الشأن من طرف لجنة مكونة من وزارات الصحة، والفلاحة، والشغل، والداخلية؛ لتحديد المسؤوليات.
وقال وزير الداخلية المغربي إنه تقرر تشديد قيود الحجر الصحي بمجموعة من الجماعات التابعة لأقاليم القنيطرة ووزان والعرائش التي يأتي منها عمال الوحدات المذكورة، داعياً مواطني ومواطنات هذه الجماعات للالتزام بالحجر الصحي التام «لنتغلب في القريب العاجل على هذه البؤرة، وتعود الحياة لطبيعتها في هذه المنطقة».
وأوضح أن اكتشاف حالات الإصابة بهذه البؤرة الوبائية جاء في إطار التحاليل التي تنجز في جميع الوحدات الصناعية والتجارية وغيرها، وهو ما مكن من اكتشاف هذه البؤرة والتحكم فيها بسرعة، مؤكداً أنه تم الشروع في إجراء التحاليل لجميع مخالطي الحالات المصابة، وهي العملية التي ما زالت مستمرة.
وأعلن عبد القادر اعمارة، وزير النقل والتجهيز المغربي، عن استئناف الرحلات البرية (القطارات والحافلات) والجوية الداخلية ابتداء من يوم الخميس المقبل، وأضاف أن حركة التنقل بين المدن التي تم تصنيفها ضمن «المنطقة 1» ستستأنف بشكل عادي، أما التنقل انطلاقاً من «المنطقة 2» فإنه سيكون خاضعاً لشروط، دون أن يكشف الوزير عن ماهيتها.
وقال في تدوينة على «فيسبوك» إنه «في إطار الإجراءات الحكومية لتخفيف الحجر الصحي، فإن حركية رجال البحر من وإلى البواخر التجارية، بدأت منذ يوم الجمعة الماضي، وذلك بعد موافقة مديرية الملاحة التجارية التي ستحرص مع كل السلطات المعنية وكافة المتدخلين، على الالتزام التام للجميع بكل الإجراءات الصحية الوقائية ضد فيروس كورونا».
وأعاد المغرب، الأحد، وبشكل استثنائي، فتح معبر الكركارات الحدودي مع موريتانيا.
وقالت السفارة الموريتانية في الرباط، إن باقي العالقين الموريتانيين في المغرب، ستتم إعادتهم عبر المعبر البري، ابتداء من اليوم (أمس الأحد)، مؤكدة اكتمال ترتيبات عملية عودة هؤلاء المواطنين، الذين يتجاوز عددهم ثلاثمائة شخص، حيث تتم عملية دخول الموريتانيين العالقين في المغرب، عبر مجموعتين، أمس الأحد واليوم الإثنين، وتشمل المواطنين الذين سجلوا أنفسهم لدى السفارة بغرض العودة في إطار هذه العملية.
ووفرت موريتانيا لمواطنيها الحافلات لنقلهم من المغرب، كما فتحت الباب أمام سائقي السيارات للعودة إلى بلادهم براً بشرط التنسيق مع السفارة.
وعملت السلطات الموريتانية على تهيئة مركز استقبال على مستوى نقطة العبور، حيث ستجرى الفـــحوصات اللازمة للوافدين عليه، وكذلك إجراءات الدخول الاعتيادية.
ونظمت السلطات الموريتانية في وقت سابق رحلة جوية، لإعادة مواطنيها من المغرب، وتعهد الوزير الأول الموريتاني، إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا، الأسبوع الماضي، بحل إشكال باقي العالقين في الجنوب، في أقل من أسبوع.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: