المغاربة يطالبون بالمحاسبة في تماطل المسؤولين في بؤرة لالة ميمونة

تعفنت ضيعات الفراولة بضواحي القنيطرة، ووجدت السلطات العمومية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، صعوبة في توفير سيارات الإسعاف والأطر الصحية لنقل مئات الحالات إلى المستشفى الميداني ببن سليمان ، بينما مازال منحى الإصابات المؤكدة في ارتفاع وسط مخالطي العاملات المصابات وأفراد أسرهن.

سجلت وحدتان إنتاجيتان تابعتان لشركة في ملكية إسباني بالجماعة الترابية لالة ميمونة، صباح اليوم (الجمعة)، 455 حالة إصابة مؤكدة جديدة حسب مصادر موثوقة للجريدة ، تضاف إلى 142 إصابة مؤكدة في الأيام الماضية، لتتحول المنطقة (100 كيلومتر عن القنيطرة) إلى بؤرة وباء حقيقية، قربت المغرب من 10 آلاف إصابة.

حصيلة الحالات الإيجابية التي كشفت عنها نتائج التحاليل المخبرية الأولية لعينات عاملات بوحدة صناعية توجد بدوار أولاد عگيل بلغ عددها 455 حالة إلى حدود هذه اللحظة. والسلطات الصحية تقرر إخضاع عدد من الإصابات المكتشفة لتحاليل مخبرية إضافية قبل الإعلان عن النتائج بشكل رسمي..و تلقى مستشفى الإدريسي  (الغابة) بالقنيطرة 26 حالة مساء اليوم في حين يأوي الحي الجامعي بالساكنية 56 مصابا بكورونا فقط للمبيت في إنتظار التنسيق مع المستشفى الميدان بين سيدي يحيى الغرب و سيدي سليمان لإستقبال الحالات المؤكدة المصابة بكوفيد  19 .

واستنفرت السلطات الصحية والإدارية بجهة الرباط سلا القنيطرة جميع امكانياتها حيث زار وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت و وزير الصحة خالد آيت الطالب مدينة القنيطرة للوقوف على الأسباب التي أدت إلى إنتشار الوباء بين العاملين  الشيء الذي أدى إلى قرار منع الدخول و الخروج من دائرة لالة ميمونة و جماعة سيدي علال التازي حيث إنتقل كل من رئيس الدائرة المكرن و قائد التازي و مسؤولي الدرك للإشراف شخصيا على ” البارجات ” المنصوبة في الطريق إلى حين إستقرار الوضع الوبائي و لمحاصرة العدد الكبير من الحالات المؤكدة والمحتملة في صفوف المخالطين من صفوف العاملات القارات والموسميات في الوحدتين الإنتاجيتين وفي صفوف العاملين في الضيعات القريبة والسائقين والمساعدين وأصحاب عربات النقل وأسرهم، إذ تتوسع رقعة الإصابات جغرافيا لتمتد إلى جماعة الشوافع المجاورة وضواحي وزان وسيدي علال التازي ومولاي بوسلهام وسيدي سليمان ووزان والقنيطرة والعرائش.

و قد استنجدت العاملات بمعمل الفرولة بمولاي بوسلهام قبل شهر المسؤولين بالتدخل و طالبوا بإجراء التحاليل المخبرية للتأكد بعدم الإصابة بفيروس كورونا بعدما تم التأكد من إصابة مسؤول في المعمل بكوفيد 19 إلا أن عدم تدخل المسؤولين و التماطل في إتخاذ التدابير الإحترازية جعل الوباء ينتشر في هذه المنطقة التي ربما سترفع من عدد الإصابات المؤكدة بالمغرب .

وتستقطب ضيعات الفراولة بجماعتي لالة ميمونة والشوافع آلاف العاملات القارات والموسميات المتحدرات من أسر فقيرة بالمناطق المجاورة، إذ يشتغلن في ظروف صعبة وسط الاكتظاظ والضغط لعزل حبات التوت ووضعها في علب خاصة وتهييئها للتصدير، في مقابل رواتب هزيلة تتراوح بين 70 درهما و80.

وعادت الوحدتان الإنتاجيتان التابعتان لشركة “ن.م” إلى العمل مع انطلاق موسم جني الفراولة بضيعات القنيطرة، دون التأكد من اتخاذ الاحتياطات اللازمة في ما يتعلق بالسلامة والوقاية من احتمال الإصابة بفيروس كورونا ونقل العدوى وسط آلاف العاملات المجتمعات في مكان واحد.

وظهرت حالات الإصابات الأولى، نهاية الأسبوع الماضي، دون أن تتخذ إدارة الشركة ومندوبية الصحة بالقنيطرة أي إجراءات للحد منها، وإلزام رب العمل بالتدابير والإجراءات ودلائل الوقاية المعتمدة من الحكومة، وتعتبر شرطا لاستئناف العمل.

ورجحت المصادر أن انتشار الوباء بالوحدتين بدأ أواخر ماي الماضي، مع وصول موسم الجني إلى ذروته، إذ تعمل إدارة الشركة في العادة على مضاعفة نشاط معاملها في هذه الفترة، باللجوء إلى عاملات مياومات، تجلبهن من مختلف أقاليم المنطقة، ومن بينهن امرأة تتحدر من القصر الكبير وهي التي اتضح، في الثاني من يونيو الجاري، أنها نقلت العدوى إلى زميلاتها، لكن رغم ذلك استمر العمل في الشركة، ولم يعمم الفحص على المستخدمات في حينه، ما أسهم في استمرار تفشي الفيروس في صفوفهن.

وبعد تسجيل الحالة الأولى، لم تشمل الفحوصات سوى 100 مستخدمة من أصل حوالي 954، تبين، في السابع من يونيو الجاري، إصابة 18 مستخدمة منهن، فيما لم تعمم الفحوصات عليهن، إلا انطلاقا، من 11 من الشهر نفسه، فأثبتت إصابة 73 عاملة، إضافة إلى حالات الإصابة المكتشفة بين المخالطين، بعد اضطرار المئات، بينهم أفراد أسر كاملة، للخضوع لإجراءات العزل الصحي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: