المغرب: مع الارتفاع المفاجئ في عدد إصابات كورونا بتسجيل 206 حالات جديدة تبدد الآمال في تخفيف الحجر الصحي

ارتفعت في المغرب وبشكل مفاجئ أرقام الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد، لتتبدد الآمال بإجراءات التخفيف من الحجر الصحي المفروض، منذ منتصف  مارس الماضي، في عدد من المدن الكبرى بما فيها العاصمة الرباط، التي سجلت أكبر عدد من الإصابات خلال الفترة الزمنية من مساء الخميس إلى الساعة العاشرة من صباح أمس الجمعة.
وبعد انخفاض منحنى عدد الإصابات خلال الأسبوعين الماضيين، ارتفعت بشكل لافت أعداد الإصابات لتسجل 206 حالات جديدة للإصابة بكورونا، موزعة على خمس جهات وسجل بجهة الرباط سلا القنيطرة 164 إصابة مؤكدة بالفيروس، رغم أن هذا العدد لم يسجل بالعاصمة حتى في أكثر أوقات «الشدة» لتصل الحصيلة في هذه الجهة إلى 1080 حالة، متجاوزة جهة فاس مكناس وعرفت جهة طنجة تطوان الحسيمة 22 إصابة جديدة بكورونا، ليبلغ المجموع بهذه الجهة 1428 حالة أما جهة مراكش آسفي فقد سجلت 15 إصابة جديدة مؤكدة بالفيروس المستجد، لتصل بذلك الحصيلة فيها 1672 حالة وسجل بجهة الدار البيضاء سطات، التي ما زالت تحتل صدارة الجهات المصابة 4 حالات جديدة، ليصل مجموع الإصابات المؤكدة فيها إلى 2968 إصابة، بينما سجلت جهة فاس مكناس إصابة واحدة رفعت الحصيلة بها إلى 1065 حالة.
وأعلنت وزارة الصحة المغربية عن حصيلة الإصابات في المغرب 9280 حالة مند بداية الجائحة ووصل عدد المتعافين إلى 8081 حالة، بزيادة 40 حالة جديدة، وتشكل حوالي 88.6 في المئة من الحالات النشطة التي ما زالت تتماثل للشفاء. فيما استقر عدد الضحايا 213 حالة، وبلغ إجمالي الحالات المستبعدة بعد تحاليل مخبرية سلبية 488795 حالة.
وسجلت جميع الإصابات بجهة الرباط في وحدتين تابعتين لشركة إسبانية تعمل في تصدير الفراولة، في جماعة «لالة ميمونة»، القريبة من مدينة القنيطرة ومخالطة العمال المصابين مع أسرهم، وهو ما دفع إلى إغلاق الوحدتين، وإغلاق كل الطرق المؤدية إلى جماعة لالة ميمونة. وقالت السلطات إن تفجر البؤر الوبائية جاء بسبب خلل في طريقة نقل عاملات الفراولة حيث لم تحترم بتاتاً شروط السلامة الصحية وهي السبب في انتقال العدوى بين المخالطين والذين يقدر عددهم بالمئات ويتزايد بشكل يومي، ما ينذر بوقوع كارثة وبائية بالمنطقة، و»الإشكال الخطير هو الامتداد الجغرافي لعاملات الفراولة».
وأكد رئيس الحكومة المغربية، الدكتور سعد الدين العثماني، أن له «الثقة الكاملة» بأن المغرب «سيتمكن من الخروج من هذه الجائحة منتصرة، ومرفوعة الرأس.وأضاف في افتتاح مجلس الحكومة الخميس، أن «هدف بلادنا أن يعود كل المواطنين العالقين في ظروف آمنة وأن تتم العملية بسلام، وأن تكون قصة نجاح مغربية، تضاف إلى سجل النجاحات الجماعية التي حققتها بلادنا في مواجهة جائحة كورونا.وقد شملت هذه عملية إعادة المغاربة العالقين في الخارج كلاً من الجزائر وإسبانيا وتركيا، قبل أن تشمل في مرحلة تالية المواطنين العالقين في فرنسا وبلدان أخرى. وتعمل وزارة الخارجية على تنظيم عودة المواطنين المغاربة العالقين بالدول التي تضم أعداداً قليلة منهم.
وفيما تتواصل عملية إعادة المغاربة العالقين في إسبانيا، أعلنت السفارة الإسبانية وقنصلياتها في المغرب أنها برمجت رحلتين بحريتين ثانيتين لنقل حاملي الجنسية الإسبانية أو حاملي تصريح إقامة في إسبانيا العالقين في المغرب والمركبات المسجلة في الاتحاد الأوروبي، من ميناء طنجة المتوسط إلى ميناء الجزيرة الخضراء، نهاية الأسبوع الجاري. حيث تغادر الرحلة الأولى يوم الجمعة (26  يونيو يوم السبت 27 يونيو على الساعة الثانية ظهراً. وآخر موعد لطلب الحجز هو 23 يونيو، وسيتم بيع التذاكر عن طريق الهاتف مع وجوب الدفع عن طريق بطاقة الائتمان.
وتمكنت إسبانيا حتى الآن من إجلاء أكثر من 9500 سائح إسباني من المغرب منذ إغلاق حدوده الجوية والبحرية نتيجة تداعيات جائحة «كورونا»، بفضل عمليات التنسيق المتواصلة بين الدبلوماسية المغربية ونظيرتها الإسبانية.
وقرر المغرب، بتشاور مع السلطات الإسبانية، تعليق الرحلات الجوية والنقل البحري للمسافرين من وإلى إسبانيا حتى إشعار آخر، وأفاد بلاغ رسمي بأن الملك محمد السادس والعاهل الإسباني فيليبي السادس أجريا مشاورات بخصوص قرار تعليق الرحلات الجوية والبحرية من وإلى إسبانيا، في أعقاب المبادلات التي جرت بين رئيسي الحكومتين ووزراء الداخلية والخارجية للبلدين.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: