علاج بريطاني يعزز آمال إنهاء أزمة كورونا وسط مخاوف من موجة ثانية للوباء

عزز إعلان باحثون بريطانيون نجاح علاج في إنقاذ العديد من المرضى بفايروس كورونا المستجد في حالة خطيرة الآمال من أجل إنهاء أزمة الوباء العالمي الذي فتك بحياة مئات الآلاف من الأشخاص ولا تزال دول تتحسب لعودة قوية له على غرار الصين التي تشدد إجراءاتها في العاصمة بكين.

احتفت منظمة الصحة العالمية مساء الثلاثاء بتحقيق “اختراق علمي” بعد أن أعلن باحثون بريطانيون أنّ دواء من عائلة الستيرويدات أثبت فاعلية في إنقاذ حياة مرضى بكوفيد – 19 يعانون من الأعراض الأكثر خطورة، وذلك في وقت تتعاظم فيه المخاوف من موجة ثانية أكثر ضراوة لهذا الوباء خاصة مع التحذيرات التي تطلقها الصين.

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في بيان “إنّه أول علاج مثبت يقلّل من الوفيات في صفوف مرضى كوفيد – 19 ممّن يتنفّسون بواسطة قوارير الأوكسجين أو أجهزة التنفّس الاصطناعي“.

وأضاف “هذا نبأ سارّ وأهنّئ الحكومة البريطانية وجامعة أوكسفورد والمستشفيات العديدة والمرضى الكثر في المملكة المتحدة الذين ساهموا في هذا الاختراق العلمي المنقذ للأرواح”.

وعالميا، أودى فايروس كورونا المستجدّ بحياة 438 ألفا و250 شخصا على الأقل حول العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر. وسُجّلت رسميّا أكثر من ثمانية ملايين و90 ألفا و290 إصابة في 196 بلدا ومنطقة منذ بدء تفشي المرض.

ولا تعكس الأرقام إلا جزءا من العدد الحقيقي للإصابات، إذ إنّ دولا عدّة لا تجري فحوصات لكشف الإصابة إلا لمن يستدعي وضعه دخول المستشفى. وبين هذه الحالات، أُعلن عن تعافي ثلاثة ملايين و698 ألفا و500 شخص على الأقلّ.

تيدروس أدهانوم: ديكساميثازون أول علاج يقلّل من الوفيات في صفوف مرضى كورونا

وبالرغم من أن الآمال تعززت بالتوصل إلى علاج للمرض إلا أن التوجس من موجة ثانية لكورونا يربك جهود العلماء والدول في ذلك حيث شددت بكين قيود الحركة للتصدي للموجة الثانية من كوفيد – 19، بينما تعدى عدد ضحايا الوباء في الولايات المتحدة عدد ضحاياها في الحرب العالمية الأولى.

واختبر باحثون يقودهم فريق من جامعة أوكسفورد البريطانية عقارا على أكثر من ألفي مريض بكورونا يعانون من أعراض خطيرة.

وقال بيتر هوربي، أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في قسم الطب بجامعة أكسفورد، إنّ “ديكساميثازون هو أول دواء يظهر تحسّنا في البقاء على قيد الحياة لدى مرضى كوفيد – 19. هذه نتيجة جيّدة جدا“.

وأضاف أنّ “ديكساميثازون غير مكلف ويباع دون وصفة طبية ويمكن استخدامه على الفور لإنقاذ الأرواح في جميع أنحاء العالم”. وما لبث أن أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أنّ المملكة المتّحدة ستباشر فورا وصف منشّط “ديكساميثازون” لمرضى كوفيد – 19.

وفي بيانها قالت منظمة الصحة إنّ “الباحثين أطلعونا على المعلومات الأولية عن نتائج التجربة، ونأمل بشدّة معرفة التحليل الكامل للبيانات في الأيام المقبلة”.

وأوضحت المنظمة الأممية أنّها ستجري “تحليلا تاليا” لهذه الأبحاث لتحديث مبادئها التوجيهية “بحيث تعكس كيف ومتى ينبغي  استخدام الدواء” لعلاج مرضى  كوفيد – 19.

وبموازاة هذه الأنباء السارة، تواصل الصين اتخاذ إجراءات مشددة لمحاصرة الوباء في العاصمة بكين.

وألغت السلطات الصينية العشرات من الرحلات الجوية من بكين وإليها وأغلقت المدارس وبعض المناطق في مسعى لمحاصرة الوباء.

وأدت معاودة ظهور الفايروس في المدينة خلال الأيام الستة الماضية إلى تغير كبير في نمط الحياة اليومية بالنسبة لكثيرين، ويخشى البعض من أن تكون المدينة في طريقها إلى عزل عام في ظل تزايد حالات الإصابة بكوفيد – 19.

وسجل مسؤولو الصحة 31 حالة إصابة مؤكدة جديدة في 16 يونيو ليصل مجمل الإصابات منذ الخميس إلى 137 حالة، في أسوأ ظهور جديد للمرض في بكين منذ أوائل فبراير.

ولا تزال الطرق العادية والسريعة في المدينة مفتوحة ولم تصدر أوامر للشركات والمصانع بالتوقف عن العمل، لكن السلطات كثفت الأربعاء إجراءات السيطرة على الحركة من المدينة وإليها وفي محيطها.

وأظهرت بيانات مؤسسة “فاري فلايت” التي تتابع بيانات الملاحة الجوية أن حوالي 60 في المئة من الرحلات من مطار بكين الدولي وإليه أُلغيت أو ستُلغى على الأرجح.

كما أظهرت البيانات أن نحو 70 في المئة من الرحلات من مطار داشينغ وإليه أُلغيت أو ستلغى.

وأفادت وسائل الإعلام الرسمية بأن مسؤولي السكك الحديدية يؤكدون إمكانية استعادة ثمن تذاكر الرحلات المتجهة إلى بكين والخارجة منها كاملا في محاولة لحث الناس على عدم السفر مع أن خدمة القطارات لم تُعلق رسميا.

الصين تواصل تخاذ إجراءات مشددة لمحاصرة الوباء

وتم إلغاء جميع خدمات سيارات الأجرة المنطلقة من المدينة وأيضا بعض رحلات المسافات الطويلة بالحافلات الثلاثاء عندما عاود المسؤولون وضع المدينة عند مستوى التحذير الثاني، وهو ثاني أعلى مستوى في منظومة الاستجابة الطارئة لمرض كوفيد – 19 والتي تتألف من أربعة مستويات.

وجرى تصنيف نحو 27 منطقة على أنها متوسطة الخطورة وهو ما أخضع من يدخلها لفحص درجات الحرارة والتسجيل.

وأُعلنت منطقة واحدة قريبة من سوق مترامية الأطراف لبيع المواد الغذائية بالجملة، وهي مصدر التفشي الحالي، على أنها عالية الخطورة مما أدى إلى فرض الحجر الصحي على سكانها.

وأغلقت جميع دور رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والثانوية في أنحاء بكين. كما أُغلقت أيضا بعض المطاعم والحانات والنوادي الليلية.

وخارج الصين، سجلت الولايات المتحدة أكثر من 700 وفاة جديدة ليتجاوز بذلك عدد ضحايا كوفيد – 19 عتبة الـ116.850 ألفا ويتخطى بذلك عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى.

ووفقا لوزارة شؤون قدامى المحاربين فإنّ عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى يناهز 116.500 عسكري.

وتخطّت حصيلة الوفيات اليومية بالفايروس في الولايات المتّحدة عتبة الـ 500 وفاة في نهاية مارس وبلغت ذروتها في منتصف أبريل حين فاقت 3000 وفاة يوميا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: