فيديو… قوات الأمن الجزائرية تقتل مواطنا جزائريا خلال مظاهرات تطالب بتحسين الأوضاع الاجتماعية في تين الزواتن
سقط اليوم، الإثنين 15 يوليو 2020، قتيلا على الأقل وأصيب العشرات بعضهم في حالة خطيرة في دائرة ” تين الزواتن ” بولاية تمنغاست الحدودية مع مالي التي تبعد ب 1900 كلم عن العاصمة الجزائرية بعد وقوع اشتباكات مع قوات الأمن خلال مظاهرات خرجت للمطالبة بتحسين ظروف العيش في جنوب البلاد. وقد اندلعت الاشتباكات عند وصول المتظاهرين إلى مركز الشرطة للاحتجاج على اعتقال عدد منهم، حيث استعملت قوات الأمن الجزائرية القوة المميتة لتفريق المتظاهرين السلميين، وسط تعتيم إعلامي كبير من وسائل الإعلام الجزائرية.
و شهدت الجزائر يومي عيد الفطر مظاهرات متفرقة داعمة للحراك ومعتقليه. وفي الوقت الذي أشاد فيه البعض بهذه المظاهرات، استنكرها البعض الآخر، معتبرا أنها “مخاطرة المتظاهرين بحياتهم وحياة الآخرين”.
وبحسب آخر حصيلة للجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، وهي منظمة داعمة للحراك، فإن ما يقارب 50 شخصا موجدون في السجون الجزائرية بسبب آرائهم السياسية. ويقدر عدد القتلى في أحداث العنف التي عمت الجزائر منذ عام 1992 بنحو مائة ألف شخص في حين أن مصادر مستقلة تقول إن عددهم يصل إلى 150 ألف شخص معظمهم من المدنيين. واندلعت أعمال العنف عندما ألغت السلطات المدعومة من الجيش انتخابات برلمانية حقق فيها الإسلاميون تقدما.
ويبدو أن الحراك الشعبي، في العاصمة الجزائرية تحديداً، بصدد خوض “معركة المساحات” مع الشرطة التي تسعى لتضييق مساحة تحرك المتظاهرين، واحتلال مزيد من الأرصفة وتقطيع الشوارع بالمركبات والحواجز، وحصر المتظاهرين في شارع ديدوش مراد، فيما يسعى المتظاهرون، في كل جمعة، إلى الحفاظ على الساحات المتاحة في الوقت الحالي للتظاهر، ومحاولة توسيع الأمكنة والشوارع المخصصة لذلك، إذ كان المتظاهرون قد حاولوا، خلال الأسبوع الماضي، التوجه نحو مقر الرئاسة، لكن الشرطة صدت محاولتهم تلك، وكذا استخدام شارع عسلة حسين القريب من البرلمان للتظاهر.
وخلال الأسابيع الأخيرة، انتقلت مساحة التجمع المركزية، إضافة إلى ساحة أول مايو ومسجد الرحمة وسط العاصمة، إلى ساحة الساعات الثلاث بحي باب الواد الشعبي في الضاحية الشمالية للعاصمة الجزائرية، وهو حي ملاصق لحي القصبة العتيق (المدينة القديمة)، ومعروف بتمرده على السلطة منذ انتفاضة أكتوبر 1988 وما تلا ذلك من أحداث سياسية متصلة بنشاط الإسلاميين، وخاصة الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، التي كان هذا الحي يعتبر معقلا رئيسا لها.