فتح المساجد ببلجيكا مع تطبيق تام للإجراءات الاحترازية التي أقرتها الحكومة البلجيكية

بعد أن استهل المسلمون في بلجيكا شهر رمضان على غير العادة بدون موائد الإفطار داخل المساجد وبدون صلوات التراويح، وصلاة الجمعة، عادت المساجد ، مثلها مثل الكنائس، لتفتح أبوابها مجددا أمام المصلين و أدى مسلموا بلجيكا  صلاة الجماعة لأول مرة منذ أسابيع في المساجد التي كانت مغلقة ضمن إجراءات مواجهة انتشار فيروس كورونا. وكانت مساجد بلجيكا قد أعادت فتح أبوابها الإثنين أمام المصلين، وسط إجراءات وقائية صارمة.

وشهدت المساجد إجراءات مشددة بمداخلها لضمان التزام المصلين بالإجراءات الوقائية، و ضمان دخول فقط 100 مصلي للإلتزام بالقرار الحكومة البلجيكي .بموجب القواعد الجديدة و الحد من عدد مرتاديها.

ووزعت إدارة المسجد الكبير ببروكسيل  كمامات وحددت على الأرض مواقع للمصلين لإبقاء مسافات أمان بينهم وأكد مطلعون، أن مشاهد المساجد اليوم أكدت مدى الوعي لدى المجتمع البلجيكي، حيث ذكر السيد صالح الشلاوي مدير المسجد الكبير ”  أن هناك التزاما من المصلين بالإجراءات الوقائية والاحترازية، مؤكداً أن الهيئة التنفيذية  تراهن على وعي المصلين والالتزام بالإرشادات، وبإذن الله تنطوي هذه المرحلة من حياة الناس، ويحصل التعافي.

وكان قد أدى المصلون الصلوات في معظم المساجد بمختلف مناطق البلجيكية، بعد رفع إيقاف صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض بناء على الموافقة الكريمة، وسط مشاعر البهجة التي ارتسمت في وجوههم، والسرور يخالط أفئدتهم وألسنتهم تلهج بالحمد والشكر لله – عز وجل – والثناء عليه – سبحانه وتعالى – بأن يسر لهم العودة إلى مساجدهم كي تطمئن قلوبهم بذكر الله، وتسعد نفوسهم بلقاء ربهم في أجواء روحانية إيمانية.

واستقبلت جوامع ومساجد المملكة مع ظهر يوم الإثنين الثامن من يونيو  ، المصلين مع تطبيق تام للإجراءات الاحترازية التي أقرتها الحكومة البلجيكية  والمتوافقة مع التعليمات الصادرة عن الجهات الصحية المختصة للحد من انتشار فيروس كورونا والتصدي له، والتي تمثلت في مراعاة التباعد بمقدار متر و نصف  ووضع المسافة الكافية بين الصفوف ، ورفع المصاحف مؤقتاً ، وإغلاق دورات المياه وأماكن الوضوء ، وعدم السماح بتوزيع المياه والمأكولات والطيب والسواك، وفتح نوافذ المساجد وإشراع

الأبواب منذ دخول الوقت حتى نهاية الصلاة، حفاظاً على صحة وسلامة الجميع من هذه الجائحة وتوفير جميع المستلزمات المطلوبة لضمان سلامة مرتادي بيوت الله .

وتضمنت الإجراءات الاحترازية والتعليمات التي عممت بها الهيئة التنفيذية  على المساجد المعترف بها ، لبس الكمامة القماشية، وإحضار المصلين لسجاداتهم الخاصة معهم، وعدم تركها بعد الصلاة، وعدم اصطحاب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، والوضوء في المنزل، وعدم التزاحم عند دخول المساجد أو الخروج منها، وأن لا يتجاوز عدد المصلين 100 شخص  .

البيت ما يزال بديلا للمسجد في ظل المخاوف من كورونا
ورغم أجواء التفاؤل السائدة وسط الكثير من المسلمين بإعادة فتح المساجد لأبوابها وعودة البعض للصلاة داخلها، يفضل آخرون الانتظار ومواصلة شعائرهم الدينية داخل بيوتهم مع عائلاتهم.

ويحذر الخبراء الصحيين  من موجة جديدة للفيروس، داعيين المواطنين إلى الحذر والالتزام بالإجراءات الصحية الضرورية لتفادي الإصابة بالوباء المستجد، وعلى رأسها التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات في الأماكن العامة.

و في بيان وتوضيح حول فتح المساجد في اوروبا في الوقت الراهن نصح رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الطاهر التوجكاني بالرجوع إلى رأي الخبراء والأطباءفي واقعنا الأوروبيفإن كلمتهم مجمعةٌ على أن وباء كورونا لا يزال حاضرا، وجاثما، ومتربصا،ومختفيا، والاحتياط منه واجب، والوقوع فيه مهلكة.

و تابع بأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، والوقاية خير من العلاج، وفي الرخصة الشرعية سعة، وفي انتظارالفرج مخرج، وفي التواضع رفعة، وفي الأناة بركة، وما نحن في أوروبا بأكثر علما و صلاحا وورعا، أو أكثر حرصا على الجمعة والجماعة من العلماء الأجلاء في المجالس العلمية، والمجامع الفقهية، والمؤسسات الإفتائية، وملايين المسلمين عبر العالم ، الذين رضوا برخصة الله،وتفرغوا لأعمالهم ووظائفهم، وتجنبوا كل المخاطرات والمجادلات، في انتظار عودة آمنة مطمئنة إلى المساجد، وعسى أن يكون ذلك قريبا، وماذلك على الله بعزيز.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: