بريطانيا تبدأ فرض الحجر الصحي على الوافدين من الخارج

تفرض المملكة المتحدة على القادمين من الخارج اعتبارا من الإثنين حجرا صحيّا لمدة 14 يومًا لتجنب استيراد إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد، في إجراء مثير للجدل يشكّل مصدر قلق بالنسبة لقطاعي الطيران والسياحة.
ويشمل الحجر، الذي ستراجع تطبيقه الحكومة البريطانية كل ثلاثة أسابيع، جميع الوافدين عن طريق البر والبحر والجو، سواء كان المسافرون مقيمين أو غير مقيمين في المملكة المتحدة.
ويهدف إلى تجنب استيراد إصابات جديدة بكوفيد-19، بينما بدأت البلاد منذ أوائل يونيو برفع القيود التي فرضت في نهاية مارس للحد من انتشار الوباء.
وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك في تصريح لقناة سكاي نيوز التلفزيونية: “نفرض هذا الحجر الصحي لأنه مع انخفاض عدد الإصابات الجديدة (في المملكة المتحدة)، فإن نسبة الإصابات القادمة من الخارج تزداد”.
وسيتم تطبيق تفتيش عشوائي حيث يواجه المخالفون غرامة قدرها ألف جنيه إسترليني (1122 يورو). ويستثنى من الإجراء سائقو الشاحنات والعاملون في المجال الصحي والعمال الزراعيون الموسميون أو القادمون من أيرلندا.
وذكر متحدث باسم داوننغ ستريت، الإثنين، أن القرار يتم تطبيقه بشكل جيد حتى الآن.

-إجراء “مجنون” –

ويعارض قطاع الطيران هذا الإجراء، معتبرا أنه سيعوقه عن التعافي من الصدمة الرهيبة جراء الوباء.
وحذر مدير مطار هيثرو اللندني جون هولاند-كاي في مدونة صوتية لمركز الأعمال “سيتي إي إم” من أن 25 ألفا من موظفي المطار، أي ما يعادل ثلث العاملين، مهددون بالتسريح.
وتباينت الآراء لدى المسافرين الإثنين.
ورأت ساندي بانكس (45 عاما)، التي عادت من جامايكا مع أطفالها الثلاثة: “إنها فكرة جيدة”، مشيرة لوكالة فرانس برس إلى “أن دولا أخرى تقوم بذلك”.
واعتبر محام هولندي يعيش في لندن، عاد لتوه بعد أن أمضى أسبوعا في أمستردام، أن الإجراء “مجنون”. وأوضح: “يوجد عدد أكبر من الإصابات والوفيات في المملكة المتحدة، وربما ينبغي على أوروبا حماية نفسها منا”.
وأحصى آخر تقرير رسمي الأحد 40542 وفاة لأشخاص ثبتت إصابتهم بالفيروس وأكثر من 48 ألفا لحالات مشتبه بها – مع نحو 287 ألف إصابة.
وأشارت دراسة أجرتها السلطات الصحية الإنكليزية وباحثون في جامعة كامبريدج إلى أن انتشار الفيروس تباطأ في مناطق معينة منذ بدء رفع إجراءات الإغلاق.
وقالت المهندسة فاطمة كامارا (31 عاما)، التي تعمل في فرنسا ولكنها غالبًا ما تعبر القناة، في محطة سانت بانكراس بلندن: “شخصياً، كنت سأقوم بالحجر الصحي لنفسي لأنني لا أعرف ما إذا كنت أنقل شيئا ما”، ولو لم تكن الحكومة قد أجبرتها على ذلك.
واعتبر سيلفان بريومونت (50 عاما) وهو مدير شركة يسافر كل أسبوع بين البلدين، مما يعيقه عن الالتزام بالحجر الصحي، أن هذا الإجراء “لا معنى له”.
وأوضح: “الدبلوماسيون معفون، وسائقو الشاحنات معفون والعاملون في مجال كوفيد معفون… وبذلك يصبح الأمر سخيفًا، لأن هؤلاء المعفون هم الأكثر تعرضا!”.

– جسور جوية –

وأعرب العاملون في مجالي الطيران والسياحة، المتضررون بشدة من الوباء، عن استيائهم البالغ من هذا الإجراء.
وطالبت الخطوط الجوية البريطانية وشركة “إيزي جيت” و”ريان إير” الحكومة بالعدول عن هذا “الحجر الصحي غير الفعال، الذي سيكون له تأثير كارثي على صناعة السياحة البريطانية وسيقضي على آلاف الوظائف”.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “ريان إير” مايكل أوليري لقناة سكاي نيوز الإثنين إن “آلاف الأوروبيين الذين كانوا يسافرون عادة إلى المملكة المتحدة في يوليو و أغسطس خلال موسم الذروة لن يأتوا لأنهم خائفون من هذا الحجر الصحي”.
وتفكر حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون في إيجاد مخرج عبر فتح جسر جوي مع وجهات سياحية معينة مثل فرنسا أو إسبانيا، ما سيجعل من الممكن تجاوز الحجر الصحي.
وطلب جونسون من وزير النقل إيجاد حل قبل نهاية يونيو، بحسب صحيفة “صنداي تايمز”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: