بداية محتشمة للمطاعم والمقاهي في المغرب

يحاول أصحاب المقاهي والمطاعم في الدار البيضاء بعد أن شرعوا في فتح محلاتهم تدريجيا أمام الزبائن، بإقناع أنفسهم بأن عودتهم لممارسة نشاطهم الاعتيادي ستكون حميدة، وتتيح لهم الحصول ولو على جزء بسيط مما ضاع منهم خلال فترة التوقف بسبب الحجر الصحي، واستعادة النزر القليل من رقم معاملاتهم.

استئناف نشاط المطاعم والمقاهي سيبقى محدودا، ففي مرحلة أولى سيقتصر على توصيل الطلبات إلى المنازل وإعداد الطلبات الجاهزة رغم طول انتظار مهنيي هذا القطاع.

يقول محمد الغلضي مدير مطعم متخصص في الطبخ الإيطالي، “بدأنا بخدمات التوصيل عن بعد في انتظار أن نبدأ في استقبال الزبائن داخل صالة المطعم”، مشيرا إلى أنه حرص على “تنظيف المطعم وتعقيمه” قبل إعادة فتحه.

وتفاءل الشبان الذين يقدمون خدمة التوصيل المنزلي بهذا القرار، ويشير أحدهم إلى “انطلاق طلبات الزبائن منذ بدأت المطاعم فتح أبوابها بعد أن ظل شغلهم يقتصر على توصيل الطلبات من المتاجر الكبرى طيلة فترة الحجر الصحي”.

وقام وزير الصناعة والتجارة بالسماح لأرباب المقاهي والمطاعم باستئناف أنشطتهم ابتداء من 29 مايو الماضي، شريطة الاقتصار فقط على تسليم الطلبات المحمولة وخدمات التوصيل إلى الزبائن.

وقالت الوزارة، إنه ضمانا لسلامة الزبائن والموظفين والحدّ من تفشي الوباء، يتعين على أصحاب المقاهي والمطاعم الالتزام التام بالقواعد الوقائية والصحية المنصوص عليها من قبل السلطات الصحية، وخاصة التأكد من نظافة أماكن العمل والتجهيزات وفق برنامج يومي وعلى مدار الساعة، والحرص على التهوية الكافية لفضاء العمل، وتنظيم العمل بما يضمن التقليص من كثافة الموظفين، واحترام قواعد التباعد الجسدي بين الزبائن والموظفين وفي ما بينهم.

كما اشترطت الوزارة، الحرص على سلامة الوجبات والمشروبات المقدمة للزبائن خلال مراحل إعدادها وإيصالها وتسليمها، والالتزام بتسليم الطلبات خارج المحل، وتحسيس الموظفين بضرورة التقيد بإجراءات السلامة والتكثيف من الوقاية والنظافة. أما عدد المقاعد حول كل طاولة في المقهى فسوف لن يتجاوز مقعدين، مع خفض الطاقة الاستيعابية للمقهى إلى الثلث، وأن تكون الأطباق والكؤوس والملاعق بلاستكية ذات الاستعمال الواحد التي يتم إتلافها مباشرة بعد استعمالها من طرف الزبون.

ويبقى استئناف المقاهي والمطاعم لنشاطها قبيل العاشر من يونيو الجاري، الموعد المحدد لنهاية مرحلة الطوارئ الصحية، محتشما حسبما عاينت ذلك وكالة المغرب العربي للأنباء في جولة عبر مختلف أحياء المدينة، بما أن العديد منها لا يزال مغلقا.

وحسب مهنيين من القطاع، فإن هذه الوضعية تجد تفسيرها، أساسا، في كون ملاك المقاهي والمطاعم لم يستطيعوا فتح محلاتهم وبالتالي استئناف عملهم نتيجة إكراهات مالية ولوجيستية على الخصوص.

وفي هذا الصدد، يوضح مالك أحد المطاعم بالدار البيضاء محمد بوزوبع، “بعد إعادة فتح المطعم عقب فترة إغلاق دامت أكثر من شهرين بسبب الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية، شرعنا في العمل بتقديم خدمة الطلبات المحمولة والتسليم بالمنازل”.

وقد تمت إعادة تهيئة فضاء المطعم بالكامل لضمان استئناف آمن للعمل في ظل أفضل شروط السلامة الصحية، إذ في المدخل، وحتى قبل الوصول إلى المستخدم المكلف بأخذ درجات الحرارة وتوزيع المحلول المعقم، هناك ملصقات وضعت على الأرض لتحسيس الزبائن بأهمية احترام التعليمات الصحية، وخاصة مسافة الأمان.

وعمد صاحب المطعم إلى وضع نظام يبين المسار الذي ينبغي اتباعه ابتداء من الدخول إلى المحل، إلى حين استلام الطلب.

وقال السيد بوزوبع، “قمنا باتخاذ كل تدابير السلامة والوقاية التي أقرتها السلطات الصحية، لنقدم لزبائننا أفضل خدمة بيع، ونجعلهم يعيشون معنا تجربة جيدة، من خلال الحفاظ على صحتهم وصحة المتعاونين معنا من مستخدمين وموزعين، والذين وزعت عليهم الكمامات وبدلات الوقاية والقفازات من أجل حمايتهم”.

حرص كبير على التنظيف الدائم واليومي للمطعم، وتعقيم أدوات العمل وتهوية المكان، هي جزء من التدابير التي لا يتردد مالك المحل في احترامها وتنفيذها بصرامة كبيرة.

وينتظر أصحاب هذه المحلات إعفاءهم من أداء جميع الرسوم الجبائية لهذه السنة، وتأجيل أداء الديون إلى آخر سنة 2020.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: