المغرب يدعو إلى إلحاق هزيمة شاملة بداعش في أفريقيا

حذر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة من أن يستغل تنظيم داعش المتطرف الوضعيةَ التي خلفتها جائحة كورونا للتخطيط لعودته، بعد أن كثف نشاطه في منطقة الساحل وغرب أفريقيا.

وكشف بوريطة أن عناصر داعش في أفريقيا يستخدمون أسلحة متطورة، بما في ذلك الطائرات دون طيار، ويغذون طموح التحكم في المجتمعات المحلية، إلى جانب السعي لاستقطاب مقاتلين من فروع إرهابية أخرى.

ودعا الوزير المغربي في كلمة له، أثناء الاجتماع الوزاري الذي نظمته المجموعة المصغرة للتحالف الدولي ضد داعش والذي ترأسه كل من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ووزير الشؤون الخارجية الإيطالي، لويدجي دي مايو، إلى مضاعفة الجهود لضمان إلحاق هزيمة شاملة بالتنظيم المتطرف، عبر تجريده من الوقت ومن المكان ومن الموارد اللازمة لدعم عملياته الإرهابية.

خالد الشرقاوي السموني: المغرب وضع تجربته في مكافحة الإرهاب على ذمة شركائه

وشدد على أهمية القضاء على التهديد الإرهابي بأفريقيا، مبرزا في هذا الصدد أن الجهود الجماعية مكنت من إجهاض الأطماع الإقليمية للتنظيم في الشرق الأوسط.

وتوج الاجتماع الوزاري بتأكيد التزام الأعضاء بالتعاون في جميع مجالات عمل التحالف قصد ضمان إلحاق هزيمة شاملة ومستديمة بهذا التنظيم الإرهابي.

ويأتي هذا الاجتماع الذي شارك فيه ثلاثون بلدا عقب عدة مشاورات سابقة انعقدت، أساسًا، بباريس في يونيو 2015، وروما في فبراير 2016، ونيويورك في سبتمبر 2017، وبروكسل في يوليو 2018، وواشنطن في نوفمبر 2019.

وقال عبدالله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، إن المجهود الأمني الذي تبذله الرباط لمواجهة التحديات الإرهابية والتطرف العنيف في أفريقيا والمنطقة يلقى إشادة واسعة من عدة دول على غرار الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا مرورا بمنظمة الأمم المتحدة.

وذكر بوصوف أن إستراتيجية المغرب لمواجهة داعش ترتكز على عدة آليات وعناصر، لاسيما التنسيق الدائم والمستمر بين مختلف الأجهزة الأمنية ومختلف المتدخلين وتكوين الأطر والعناصر المكلفة بمواجهة ظاهرة الإرهاب وجمع المعلومات والعمل الاستباقي في مجال التعرف على الحيثيات والبيئة الحاضنة وكذلك المؤهلة للاستقطاب والتجنيد، مؤكدا أن كل هذه العوامل ساهمت في تحقيق نتائج جد مهمة في التصدي للتطرف العنيف.

وتشير التقديرات إلى وجود ما يصل إلى تسع خلايا تابعة لتنظيم داعش تنشط في أنحاء أفريقيا ومنطقة الساحل، فيما يقدر عدد المقاتلين المنتمين إلى التنظيم بـ6 آلاف مقاتل.

عبدالله بوصوف: مجهود الرباط في مواجهة التحديات الإرهابية يلقى إشادة دولية

وقال مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية خالد الشرقاوي السموني، إن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي وانخراطه في الجهود الدولية والإقليمية وتكثيف تعاونه الأمني مع مختلف الشركاء، على غرار دول الجوار المتوسطي والأوروبي، تمكنه من وضع تجربته في مجال الإرهاب رهن إشارة شركائه في المنطقة.

وأفادت منظمة هيومن رايتس ووتش، بأن تزايد الهجمات التي تشنها الجماعات الإسلامية المسلحة على المعلمين والطلاب والمدارس في بوركينا فاسو كان له تأثير مدمر على وصول الأطفال إلى التعليم.

وجاء في تقرير المنظمة مؤخرا أن ما لا يقل عن 222 من العاملين في مجال التعليم في بوركينا فاسو كانوا “ضحايا للهجمات الإرهابية” حتى أواخر أبريل 2020.

ويقول أليس هانت فريند، كبير المحللين السابقين في وزارة الدفاع الأميركية، إن الحلول العسكرية لن تعالج مسألة التطرف العنيف ودحر تنظيم داعش من أفريقيا، مشددا على أنه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل دون استثمار كبير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: