معاناة المهاجرين في ديار المهجر ، رسالة إلى قنديلة الأسرة “وئام الصغيرة من الجالية المغربية بإسبانيا “

ذ.معاذ الصمدي :

كل واحد منا يعلم أننا لا نسلم في هذه الدنيا من إحدى العوارض التي لا مفر منها كالتعب ، والمُعاناة ، والحُزن ، والألم ، والفِراق ، والمرض ، والبلاء ، و الوباء كما وضَّحَتْه لنا الكورونا بلسان حالها في الوقت الذي لم ينفع فيه لسان المقال القرآني . إلى غير ذلك مما يُقدره الله تعالى علينا ، و كل من جَرَّبَ البَلاءَ والمرض يَومًا عَرَفَ قِيمَةَ العَافِيَةِ ، وَمَن رَقَدَ عَلَى سَرِيرِ المَرَضِ ثَمَّنَ قَدرَ الزِّيَارَةِ ، وعرف فضلها ومنزلتها. والمعنى أن من أعظم البلاء فقدان الصحة وانعدام العافية ، فالصحة والسلامة في البدن تُعد من أعظم النعم التي نسأل الله تعالى أن يُمتعنا جميعًا بها ، وأن يُعيننا على أداء شكرها ، وقد جاء في الحديث الشريف عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة ، والفراغ” رواه البُخاري ، ومما جاء في الحِكم والأمثال المُشتهرة على ألسُن الناس قولهم: (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى)، وما ذلك إلا لأن المَرِيضُ يُنهَكُ جَسَدُهُ ، وَتَضعُفُ قُوَّتُهُ ، وَتَنقَطِعُ بالأوجاع حِيلَتُهُ ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، لا سيما حينما يكون المصاب من الأطفال و ما أشدَّ قَسوتَهُم وهم أهل الحنانِ عندما يُطِلونَ علينا بوجوهٍ تتدفقُ بِشلالاتٍ من البراءةِ وأنهارٍ من العفوية ، وجوهٌ لا تَتبَعُ مَعاييرَ الجمال البَشري، بل تعكس الجمال الملائكي ، إذ لا يستطيع مخلوق من جِلدة آدم أن يُنكِر عَصفَ الرحمةِ وأعاصير التعاطفِ مع طفلٍ يُعاني من مرض السرطان.
لا أعلمُ موقفاً أشدَّ صعوبةً على الطبيب عندما يجدُ نفسهُ مضطراً ليقول لأبوي طفلٍ أن ابنهما يعاني من السرطان، كأنَّك تَحكمُ عليه بالموتِ وعلى أبويه بالعذاب بالرغم من علمك أنَّه قضاء الله في خلقه ، وبالرغم من وجود أمل بالعلاج إلا أنَّ المشاعر أسرع من الحقائق. قد يطول الحديث في هذا الباب و لكنني لا أملك التعبير بالقلم في مثل هذه المواقف اللهم إلا تعبير الدمعة الصادقة سائلا الله شفاء الصغار و إعانة الآباء و الأمهات حتى يقمن بالواجب تجاه كل مريض ، و هم مأجورون بالطبع تشفع لهم البنوة و البراءة . اللهم اشف ريحانتنا وِئام من الجالية الجالية المغربية و هي الآن راقدة في إحدى مستشفيات إسبانيا ، و لا ترنا فيها مكروها و أفرحنا و والديها و أسرتها بما يسُرُّ و لا يَضُر و عجِّل يا رب بلطفك الخفي و تداركها من كل سوء . آمين و الحمد لله رب العالمين .دعواتكم لكل المرضى ، تقبل الله منا و منكم

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: