نيران الاحتجاجات تطال البيت الأبيض.. وترامب “يختبئ تحت الأرض”

كشفت وسائل إعلام أميركية، الاثنين، أن الرئيس الأميركي نقل  إلى قبو البيت الأبيض المُحصن (مركز عمليات الطوارئ)، وذلك بعد تصاعد الاحتجاجات أمام البيت الأبيض بسبب وفاة مواطن من أصل أفريقي تم توقيفه بطريقة عنيفة على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس.

وتحولت الاحتجاجات المستمرة منذ 5 ليالٍ لكارثة من الغضب والنار، حيث تم تخريب المباني الفيدرالية واندلعت الاشتباكات بين عناصر جهاز المخابرات والمتظاهرين خارج البيت الأبيض. واندلع حريق هائل في مبنى متعدد الطوابق على مرمى حجر من المجمع الرئاسي.

وذكر مسؤول بالبيت الأبيض ومصدر أمني أنه تم “نقل الرئيس ترامب لفترة وجيزة إلى مخبأ تحت الأرض بالبيت الأبيض لفترة من الوقت، الجمعة الماضية”، وأضافا أنه “مكث في المخبأ لمدة أقل من ساعة قبل أن يصعد للأعلى مجددا”.

وقال المصدر الأمني ومصدر آخر مُطلع على الحدث إن زوجة الرئيس ميلانيا ترامب وابنهما بارون تم نقلهما إلى المخبأ أيضا.

وفي سلسلة سابقة من التغريدات، أشاد ترامب بالخدمة السرية الخاصة بحمايته داخل مقره المحصن، مؤكدا أنه كان يشعر “بأمان تام” بينما تجمع المتظاهرون في الخارج.

وتجددت التظاهرات في مختلف الولايات الأميركية في وقت متأخر الأحد لليلة السادسة على التوالي، فيما تزايد عدد المحتجين أمام البيت الأبيض، مقر الرئيس الأميركي، وسط مواجهات مع قوات الأمن حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين فيما فرض حظر تجول في مدن أميركية كبرى لوقف أعمال الشغب والاحتجاجات على عنف الشرطة على خلفية وفاة جورج فلويد أثناء محاولة توقيفه.

وقال مراسلون صحفيون إنّ الغاز المسيل للدموع استُخدم لتفريق حشود الناس الذين تجمّعوا خارج البيت الأبيض وهم يهتفون ويشعلون النيران ويحملون لافتات احتجاجيّة.

ودعا قادة محليون المواطنين إلى التعبير عن غضبهم ازاء وفاة المواطن الأسود فلويد في مينيابولس، بشكل بناء فيما فرض حظر تجول ليلي في عدة مدن بينها واشنطن ولوس انجليس وهيوستون.

وفُرض حظر للتجوّل الأحد في واشنطن، بعد خروج تظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض، حسب ما أعلنت رئيس بلديّة العاصمة موريل باوزر.

وكتبت باوزر على تويتر أنّ حظر التجوّل سيكون ساري المفعول بدءاً من الساعة “23,00 الأحد حتّى الساعة 06,00 الإثنين”، مضيفاً أنّه أمر بنشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة.

وتجمع مئات الأشخاص مساء الأحد أمام البيت الأبيض الذي وُضع تحت حراسة مشدّدة. وأفاد صحافيّ في وكالة فرانس برس بأنّ بعض المتظاهرين ألقوا زجاجات ماء باتّجاه الشرطة.

وكانت وفاة جورج فلويد في ولاية مينيسوتا في 25 مايو سبباً لاحتجاجات عنيفة أجبرت قوّات الحرس الوطني على تسيير دوريّات في مدن أميركيّة عدّة الأحد.

وحاولت شاحنة صهريج شق طريقها الأحد بين آلاف المتظاهرين على جسر في وسط مينيابوليس في مينيسوتا، وهو الأمر الذي استدعى تدخلا لعدد كبير من عناصر الشرطة.

وقالت الشرطة المحلية في بيان إنّه لم تُسجَّل على الأرجح إصابات في صفوف المتظاهرين، واصفة ما حصل بأنه واقعة “مزعجة جدا”.

وأصيب سائق الشاحنة بجروح لكنّ حياته ليست في خطر، وقد اعتُقل ونُقل إلى المستشفى.

والتظاهرة التي خرجت احتجاجا على وفاة جورج فلويد بأيدي الشرطة، انطلقت من الكابيتول في سانت لويس حيث برلمان مينيسوتا. واتجهت التظاهرة التي ضمت نحو ألفي شخص في اجواء سلمية نحو وسط مينيابوليس.

وزار المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن الأحد موقعاً يحتج فيه مناهضون للعنصرية، في ولاية ديلاوير، قائلاً إن الولايات المتحدة “تتألم”. وكتب بايدن في تويتر “نحن أمة تتألم الآن، ولكن يجب ألا نسمح لهذا الألم بتدميرنا”.

نيران الاحتجاجات تطال البيت الأبيض

ودارت مواجهات في أكثر من عشرين مدينة بينها لوس أنجلس وشيكاغو وأتلانتا، ما دفع السلطات في هذه المدن إلى فرض حظر تجول ليليا، في حين استدعت ولايات عدة قوات الحرس الوطني للمساعدة في السيطرة على الاضطرابات الأهلية التي لم تشهد الولايات المتحدة مثيلا لها منذ سنوات عدة.

ومن سياتل إلى نيويورك تظاهر عشرات الآلاف للمطالبة بتوجيه تهمة القتل العمد وتوقيف آخرين في قضية فلويد، الذي قضى اختناقا بعدما ثبّته الشرطي الأبيض ديريك شوفين على الأرض بساقه.

في لوس أنجليس أطلق عناصر الأمن الأعيرة المطاطية واستُخدمت الهراوات لتفريق متظاهرين أحرقوا سيارة تابعة للشرطة.

وفي مدن عدة بينها نيويورك وشيكاغو وقعت مواجهات بين المحتجين والشرطة التي استخدمت رذاذ الفلفل ردا على رشقها بمقذوفات، في حين تم تكسير الواجهات الزجاجية لمحال عدة في فيلادلفيا.

وأعلن البنتاغون أنه تمت تعبئة حوالي خمسة آلاف عنصر من الحرس الوطني في 15 ولاية وكذلك في العاصمة واشنطن مع تجهيز ألفين آخرين احتياطيا.

وكان الرئيس الأميركي اتهم اليسار المتطرّف بإثارة أعمال العنف التي شملت النهب وإشعال الحرائق. وقال ترامب الذي دان مرات عدة الموت “المفجع” لجورج فلويد، إن المتظاهرين يلحقون العار بذكرى الرجل.

واعتبر أنه “يجب علينا ألا نسمح لمجموعة صغيرة من المجرمين والمخربين بتدمير مدننا”. ونسب حالة الفلتان إلى “مجموعات من اليسار الراديكالي المتطرف” وخصوصا المعادين للفاشية.

وتسبب قضية وفاة فلويد بتظاهرات خارج الولايات المتحدة أيضا لا سيما كندا وبريطانيا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: