المغرب ينفي تشييد قاعدة عسكرية على حدوده مع الجزائر

فندت القوات المسلحة الملكية المغربية ما يروج حول اعتزام الرباط بناء قاعدة عسكرية في حدودها الشرقية والجنوبية تكون لها مهام عسكرية ميدانية، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بتشييد ثكنة مخصصة لسكن وإقامة أفراد القوات المسلحة الملكية العاملين بالمنطقة.

وأكد مصدر عسكري أن هذه الثكنة الجديدة المزمع تشييدها بمدينة جرادة، التي تبعد 38 كيلومترا عن الشريط الحدودي المغربي الجزائري شرقا، لا تملك مواصفات القاعدة العسكرية، وأن الأمر يدخل ضمن الاستراتيجية الجديدة للمؤسسة العسكرية المغربية والتي شرعت في نقل مختلف ثكناتها إلى خارج المدن.

ورغم أن القاعدة العسكرية المزمع إنشاؤها على مقربة من الحدود الشرقية للمغرب على مساحة 23 هكتارا لوجستية بالدرجة الأولى وليست لها أي دوافع هجومية، ولا ينفي مراقبون أن يكون الهاجس الأمني حاضرا لاعتبارات ليست عسكرية بالدرجة الأولى وإنما لتأمين الحدود من أي اختراقات قد تكون من المجموعات الإرهابية أو عصابات تهريب المخدرات الناشطة بكثرة في المنطقة.

الجزائر تعتزم تسليم 16 دبابة إلى جانب عتاد متطور لبوليساريو لبناء جدار مقابل الجدار المغربي من الناحية الجزائرية، تقوده قوات خاصة إلى جانب قوات الجبهة الانفصالية

ويرى متابعون أن الجزائر تسعى لإيجاد منفذ نحو المحيط الأطلسي عبر الحدود المغربية وهو ما دفع الرباط إلى تأمين حدودها الشرقية والجنوبية من أي تسريب يهدد أمنها القومي عبر قاعدة جرادة التي تفي بالتأمين اللوجيستي لهذا الهدف الاستراتيجي.

ويشير هؤلاء إلى أن قرار ترسيم المغرب لحدوده المائية حتى شواطئ مياه الصحراء المغربية، جعل الجزائر تتحرك باتجاه إنشاء قاعدة عسكرية شرق الجدار العازل لدعم حليفتها جبهة بوليساريو الانفصالية.

وتسعى الجزائر لإنشاء قاعدة في بئر لحلو بالمنطقة العازلة وهو ما يعتبر خرقا لديموغرافية المنطقة منذ وقف إطلاق النار في العام 1991، الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة، بين الرباط وجبهة بوليساريو الانفصالية.

ويقول مراقبون إن هذا التوجه يتناسب مع العقيدة العسكرية الجديدة التي يتبناها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، ورئيس الأركان الجزائري ووزير الدفاع بالنيابة سعيد شقرنيحة، خصوصا وأن بلاده تعمل على توسيع القواعد الميدانية الموجودة بإنشاء قاعدة قيادة في بئر لحلو.

وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الجزائر تعتزم تسليم 16 دبابة إلى جانب عتاد متطور لبوليساريو لبناء جدار مقابل الجدار المغربي من الناحية الجزائرية، تقوده قوات خاصة إلى جانب قوات الجبهة الانفصالية، وهو ما يغذي الحديث عن سيناريوهات المواجهة مع المغرب.

وتأتي الخطة الجزائرية ذلك تماشيا مع ما جاء في المسودة الأولية للدستور الجزائري الجديد المؤرخة في 7 مايو 2020، حيث تشير إلى أنه “يمكن لرئيس الجمهورية الجزائرية أن يرسل وحدات الجيش إلى الخارج بعد تصويت البرلمان بأغلبية الثلثين”، وهو تحول في العقيدة العسكرية الجزائرية تنظر إليه الرباط بتوجس.

الثكنة الجديدة المزمع تشييدها بمدينة جرادة، التي تبعد 38 كيلومترا عن الشريط الحدودي المغربي الجزائري شرقا، لا تملك مواصفات القاعدة العسكرية

ولا يخفي قادة الجيش الجزائري دعمهم لجبهة بوليساريو، ودأبوا على استفزاز المغرب بتصريحاتهم والتي دعمها الجنرال شقرنيحة منتصف شهر مارس 2016، خلال مناورات عسكرية كان مشرفا عليها، بتأكيده على “دعم الشعب الصحراوي في كفاحه واسترجاع أراضيه”.

وتعتمد خطة شقرنيحة لاستفزاز المغرب على تهيئة المجال العسكري بقواعد جوية على الحدود الشرقية لبلاده، خصوصا وأنه أشرف على تدريبات لميليشيات بوليساريو العسكرية عندما كان يشغل آنذاك قائد القوات البرية بالجيش الجزائري.

ويشير ملاحظون إلى أن المغرب يستعد منذ فترة طويلة للرد على أي خطط قتالية من طرف بوليساريو والدعم الجزائري لها خلف الجدار الدفاعي الأمني.

ويرى هؤلاء أن تحركات المغرب تندرج ضمن عزل الاستراتيجية الجديدة للجيش الجزائري، من عدة نواح أهمها تأمين المنطقة الحدودية من الجو عبر أقمار اصطناعية وجدار جوي صاروخي رادع وطائرات أف-16 متطورة ، حتى لا يتمكن الانفصاليون من توسيع أزمة الصحراء إلى حرب حدودية جزائرية ـ مغربية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: