الطلاق بين الجالية شر لا بد منه في بعض الظروف .

الطلاق” أبغض الحلال عند الله، لكنه فى بعض الأحيان قد يكون الحل الوحيد لمشكلات زوجية استعصت؛ ورغم جرحه وآلامه إلا أن الطلاق لا يعنى نهاية المسيرة المشتركة بين الرجل والمرأة، خصوصا في حالة وجود أطفال …

رغم ذلك، الانفصال بين أفراد الجالية يعد أسوأ لحظات الزواج وأكثرها كآبة، ويترك فى النفس جرحا يطال الرجل كما يطال المرأة، على عكس ما يتوهم البعض أن المرأة فقط هى الخاسر الأكبر فى كل الأحوال.

رغم الآراء التى ترى أن الرجل بعد الطلاق هو الأسرع فى التأقلم مع الحياة وأقدر على تجاوز المحنة، هناك دراسات تؤكد أن الرجل مثله مثل المرأة؛ كلاهما يتأثر بالحدث.

تقول إحدى الدراسات إن أول رد فعل للرجل بعد انتهاء العلاقة هو سرعة الخروج مع أصدقائه وسرعة الارتباط بأخرى، مشيرة إلى أن نحو 26% من الرجال يتعالى على ما حدث وكأنه يحتفل مع أصدقائه وأن الموضوع برمته غير مهم وهؤلاء أقلية.

وأشارت دراسات إلى أن 36% من الأزواج قالوا إنهم يودعون طليقاتهم بابتسامة لامبالاة، كشكل من الأشكال التى يخفى بها الرجال مشاعرهم الحقيقية، لأنهم لا يستطيعون التعامل مع آلامهم أو غضبهم أو إحباطهم، وقد لا ينتبه الرجال إلى حالة الوحدة إلا بعد تخطى المرحلة الأولى من ردود الفعل الأولية، فيبدءون فى الحداد على حياتهم.

وأكد الباحثون أن 95% من الرجال المطلقين يغيرون مسكن الزوجية ولا يحبون العيش فيه بعد الانفصال، فنفسية الرجل ووضعه الاجتماعى ليسا بالقوة المتعارف عليها؛ فغالبا ما يشعر بالفراغ والوحدة بعد الطلاق.

وتؤكد إحصاءات أن أكثر من 85 بالمئة من حالات الطلاق بين المهاجرين في بلجيكا  تطلبها المرأة لا الرجل، هذا لا يعني أبدًا أنها هي سبب الطلاق أو أنها تغيّرت، بل يعني أنها من باشرت الإجراءات القانونية للطلاق.

بالمقابل لا يستطيع الرجل المهاجر تغیير نفسه وسلوكه والتنازل عن ميّزاته الذكورية التي ورثها من مجتمعه، ونظرته إلى المرأة، فسلطة الرجل هي الغالبة في كل مجالات الحياة حتى داخل الأسرة، لذا تسمی مجتمعاتنا أو تتصف بالذكورية”.

عندما تصل الزوجة إلى بلجيكا ، وترى الحقوق والحريات؛ يصبح لديها خيارات أخرى لم تكن موجودة من قبل، ومن ضمنها الطلاق”.

الحقيقة أن كل قصص الطلاق التي حدثت لا علاقة لها بالهجرة أو دولة المهجر، وأن التفكير فيها كان يبدأ من أرض الوطن، وقبل الهجرة، وكل ما في الأمر أن الظروف في البلاد الأوروبية تساعد المرأة على اتخاذ قرارها، وتعينها على تحمل أثاره وتبعاته، في حين لا يساعدها مجتمعنا العربي، الذي يقدس التقاليد مبتعدا كل البعد عن روح “العشرة الطيبة والحسنى” .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: