هل ستفتح المساجد أبوابها نهاية الشهر ؟؟ هل سنحج البيت الحرام هذا العام ؟؟ هل انتهت الكورونا و الحجر الصحي ؟؟؟؟؟؟؟

ذ.معاذ الصمدي :
كل خبر ينشره الناس مما يثير الفتنة ، نشرُه باطل و ناشِرُه آثِم .

كل ما ينشره الناس من أخبار تثيرُ الفتنةَ والتسخُّط و تُسبِّب أذيةً الناس ، فلا يجوزُ نشرُها إطلاقا ، وناشرُها آثمٌ خاطئ مذموم غير مقبول ، والله تبارك تعالى ذمَّ كلَّ ناشرٍ للأخبار التي تُزعزعُ أمنَ الناس وتثيرُ الخوفَ بقوله”وَإِذَا جَاءَهُمُ و أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ” أي : هم ناس مِن ضعَفَةِ المسلمين الذين لم يكن فيهم خبرة بالأحوالِ ، ولا استبطان للأمور، كانوا إذا بلَغَهم خبرٌ عن سَرَايا رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم من أمنٍ وسلامةٍ ، أو خوفٍ وخللٍ ، أذاعوا به، وكانت إذاعتُهم مَفسدَةً”. و هذا النوع من الناس يتكرر وجودهم هداهم الله في كل زمان و مكان ، و حاصل الأمر أن عامَّةَ الناس لا يصلحون لمثل هذه الأمور، وليس لهم أن يَلُوكوا ألسنَتَهم بكل موضوع دون التأكد من صحة الخبر ، ولو أن إشاعة الخبر صارت تُلاكُ بين ألسُنِ عامةِ الناس دون تريث لفسَدَتِ الدنيا ؛ لأن ناقل الخبر من الصنف الذي نتكلم عمه ليس عنده علم وليس عنده يقين ، وهذا يدلُّ على أن الإنسان لا ينبغي له أن يكون مذيعًا، كلَّما سمع عن خبرِ خوفٍ أو أمنٍ أذاعَه ؛ بل قد يكون من الخير أن يكتمَ هذا الخبرَ الذي حصل ، و قد أصاب الناس اليوم مع وجود هذا الوباء رفعه الله عن البشرية أن أصبح كل فرد إلا من حفظه الله بوقا يشيع الأخبار دون تأكد من مدى صحتها ، فهذا يحدد موعدا لرفع الحجر الصحي ، و آخر يحدد تاريخ فتح المساجد ، و ثالث يطرح فرضية الحرمان من الحج و الكل يخبط خبط عشواء دون الرجوع إلى أهل الحل و العقد و دون مشورتهم و دون اعتماد المراجع الرسمية المؤكدة مما يفتح المجال على مصراعيه لانتشار الكذب حتى بات المتلقي في حيرة من أمره ، و قد وقفت على كلام نفيس لصاحب كتاب التحبير الصنعاني رحمه الله حيث قال “إذا فشا الكذبُ، وجبَ التأني في الأخبار حتى يُبحَثَ عن حال الراوي، ويتثبتُ في خبره”ولا يكون التحقُّق من هذه الأخبارِ إلا بحصولِ اليقين والعلم الأكيد، لا بالظنون والشكوك، قال تعالى”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا” و قد ساعدت و سائل الاتصال كلها في هذا الأمر لمن لا يحسن ترشيد استعمالها ، فالأَولى بالمسلم أن يتجنَّبَ نشرَ الأخبار حتى لا يكون عليه وبال، وإن أراد نشرَ خبرٍ، فلا ينشر إلا أمرَ الخير والنصح والإرشاد والتأليف بين الناس، وما يورث بينهم المحبة، ويُطَمئِنُ قلوبَهم، أو ما يُنبِّههم على ما يضرُّهم ويُحذِّرُهم من مكروه، و ليتحرَّ أخذ الخبر من مصدره و هنا أهمس في آذان المستمعين ببلاغ وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية للتصدي للأخبار الزائفة أن كل ما يهم الشأن الديني يعلن عنه عبر القنوات الرسمية أي من مصادره الموثوقة . اللهم استعملنا في الخير و اصرف ألسنتنا و أقلامنا عن نشر الشكوك و اهدنا و اهد بنا و اجعلنا سببا لمن اهتدى و اكشف عنا ما نحن فيه و الحمد لله رب العالمين .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: