ضحية تناشد الجنرال هرمو للتدخل في هذا الملف الشائك .
ظاهرة العنف ضد الأصول ، هذه الظاهرة الخطيرة التي أفاضت الكأس في مجتمعنا الحديث وأصبحت حديث العام والخاص واحتلت مراتب متقدمة بعد المخدرات والخمر ، إنها سلوكات العصر الحديث الآباء يسوطون ويعنفون من طرف الأبناء جسديا “الضرب – الجرح وحتى القتل في بعض الأحيان ” ، ماديا ” الاستيلاء على الإرث والراتب – السرقة…” معنويا ” الإهانة – الشتم…….”
هذه هي قصة سهام كموس و عائلتها ضحية العنف الأسري من أخيها الذي يتاجر في المخدرات بدوار واركو بسيدي مبارك شلالات المحمدية التي عانت الويلين من أخيها و من تماطل رجال الدرك الملكي لمنطقة الشلالات الذين تهاونوا في متابعة ملف الضحية رغم الاتصال الذي ربطته معهم في عدة مناسبات دون ان يعطوا الاهتمام لشكايتها .
أخ العاطل عن العمل و المعروف بالتجارة بالمخدرات و يجلب النساء الى بيت العائلة أمام أنظار أخته و أمه دون مراعات الشهر الكريم و لا الاحترام بين الاباء و الأخوة .
سهام التي ربطت الاتصال بالجريدة لمساندتها في محنتها و إيصال صوتها للمسؤولين عن الدرك الملكي بما أن سرية الدرك للشلالات أصبحت لا تبالي بالفساد و التجارة بالمخدرات في منطقتها .
و بالفعل بعد نشر الفيديو للأخت في جريدتنا تحرك الدرك للقبض على المتهم و لكن أصبحت الضحية تعاني من خوف مستمر و خصوصا و أن تصريحها لم يرق للمسؤولين الأمنيين و حاولوا تحريضها ضد الصحفي الذي صور الفيديو .
الشيء الذي نحاول فهمه من منبرنا هذا ، كيف لرجال الأمن ان يقوموا بتحريض الضحية و محاولة متابعتها فقط لأنها استعانت بالصحافة في وقت لم تجد أدنا صاغية من المسؤولين الأمنيين الذين أصبح همهم الوحيد هو ان تسكت عن الظلم و ان لا تخرج صوت الحق إلى العامة .
نعم إنها سلوكات آخر زمان ، فبدل أن يركز المسؤولين الأمنيين اهتماماتهم على العنف ضد الأصول نجدهم يتشدقون لمساعدة الباطل ، حتى بتنا أمام هذا الوضع لانعرف كيف نربي أبناءنا ، ففي المدرسة يهدد التلميذ الأستاذ برفع دعوى قضائية ضده .لأن هذا الأستاذ، اضطر إلى إخراج التلميذ المشاغب، الذي يحرم أصدقاءه من الاستفادة المعرفية ، و يحدث البلبلة والصخب في فصله، وفي الفصول المجاورة لقسمه ، ومع ذلك يصر على عدم الخروج فإن سحب بالقوة، قيل ، هذا عنف في حق الطفل لا يجوز.والقانون يعاقب عليه . وقد يهان الأستاذ أمام القضاء إن لم يعتذر،نعم في ظل هذه التربية التي تعطي السيادة للطفل، وتذل الأستاذ، ،كما أصبحنا نسمع عن ضرب ابن لأمه ، أو التخلص منها عن طريق دار العجزة ، أو دحرجة أبيه مع الدرج ، والاعتداء عليه بالضرب ، ناهيك عن الشتم، والسب ،والتهديد له بالفضيحة، أمام الأهل والجيران ، والدخول عليه سكرانا آخر الليل، ليفزعه وأبنائه الصغار … كل ذلك من أجل إرث، أو طمع مادي. إن مجتمعنا لم يكن يسمح لنفسه حتى بالإشارة، إلى ما يمكن أن يفهم منه، عدم احترام الوالدين، نظرا للمكانة التي يشغلها الوالدين في نظامنا الاجتماعي والديني مصداقا لقوله تعالى ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لها أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لها جناح الذل من الرحمة وقل ربي إرحمهما كما ربياني صغيرا ” سورة الإسراء .
مع توالي الضغوطات وكثرة الإعتداءات على الأصول وفقدان الصبر يلجأ أحد الأبوين المتضررين إلى التفكير في تقديم شكاية أمام أقرب مركز للشرطة أو الدرك ( الضابطة القضائية ) . لكن سرعان ما يتم سحب الشكاية.
تصوروا معي هذا الملف وما خفي كان أعظم وأمام تنامي ظاهرة المخدرات والإنحراف في وسط العديد من الشبان وغياب الوازع الديني ستظل ظاهرة العنف ضد الأصول بمثابة قنبلة موقوتة تهدد التماسك الأسري مادام العديد من الأصول الضحايا يضعون حدا لسير قضية الإعتداء بالصفح عن الفروع، على هذا النحو تتحول شكوى الأصول إلى ألم مكبوت تجنبا لمشهد الأبناء وهم وراء القضبان. من هذا المنبر نناشد السلطات المحلية والقضائية والأمنية لمعالجة هذا المشكل في جذوره بتنظيم حملات تمشيطية ضد مروجي المخدرات ونناشد المجتمع المدني بتطوير أساليب العمل عبر التأطير بمفهومه العام سياسيا وثقافيا ورياضيا . ونناشد وعاظ المساجد وخطبائها بتقديم توضيحات فقهية وشرعية لهذه الظاهرة وكل هذه المجهودات إن تضافرت ستساهم في التخفيف من هذه الظاهرة.
أختتم كلامي بهذه الأبيات من ديوان الشافعي:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لهجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا.