التكنولوجيا تساعد الأديان في زمن كورونا

اعتراف على سكايب وفتوى على فيسبوك.. الحجر ليس حاجزا أمام تعزيز الإيمان

تداعيات جائحة كورونا التي طالت الممارسات الدينية، فرضت انتهاج سلوكيات جديدة غير مألوفة، من قبيل تلاوة القرآن على فيسبوك والاعترافات المسيحية عبر سكايب. فتكيف الممارسات الدينية مع المقتضيات التي فرضتها الجائحة، كان هدفه أولا التقليل من التجمعات الكبيرة التي تسهم في تفشي الفايروس، وثانيا عدم القطع مع الممارسات الدينية والروحانية، ما احتاج بدوره رؤية مرنة للدين وإيلاء الصحة ما تحتاجه من اهتمام.

نجت الأديان الثلاثة الرئيسية في العالم من المجاعات والأوبئة والحروب. والآن، في ظل الحجر الصحي في هذه المرحلة، يلجأ رجال الدين من اليهود والمسلمين والمسيحيين في نيويورك إلى التكنولوجيا لمساعدة أتباعهم على تخطي أزمة فايروس كورونا.

وقال رجال الدين إن المصلين لجأوا إلى ممارسة شعائرهم الدينية عبر الإنترنت، حيث أن خطر انتشار الفايروس وحالة عدم اليقين بشأن العزلة الذاتية تعمق روحانيتهم وتعزز إيمانهم.

وقال الشيخ أسامة الصالحية، إمام في المركز الإسلامي في مقاطعة باسيك في كليفتون بولاية نيو جيرسي “أعتقد من وجهة نظر روحية، أن هذه الأدوات قوية للغاية”.

وأضاف في مقابلة إن عمليات الحظر التي أقرتها الحكومة كانت “فرصة لنا للتعرف على أولوياتنا الحقيقية في الحياة واكتساب شعور بالوضوح بشأن ما يهم حقًا: الأسرة والمجتمع والمسجد ودوره”.

وأكد الصالحية إنه في الوقت الذي أدى فيه حظر التجمعات إلى القضاء على صلاة الجماعة، خاصة خلال شهر رمضان الذي يصومه المسلمون، فإن المركز الإسلامي يتصل عبر الإنترنت بالمصلين لتلقي تعاليم الدين ولقراءة القرآن. لكنه لم يشجع على ممارسة الصلوات على الإنترنت، مضيفًا أنه ينبغي على الأُسر أن تصلي معًا في المنزل.

اللجوء للتكنولوجيا والإنترنت لممارسة الشعائر الدينية وتبديد الفراغ الإيماني المترتب عن تعليق صلوات الجماعة وغيرها من التجمعات الدينية، لم يقتصر فقط على الصلوات بل امتد أيضا إلى المناسبات الدينية الأخرى والترانيم الصوفية، ففي فلسطين، اختلف رمضان هذا العام عن كل الأعوام السابقة بالنسبة للفرقة الصوفية للفلسطيني فراس القزاز. فقد اعتادت الفرقة في السابق على أن تقدم ترانيمها النابضة بالحياة أمام الجمهور.

لكنها اكتفت هذا العام، بأن تقدم أداءها الصوفي في مدينة القدس القديمة من خلال حفل يتم بثه عبر الإنترنت، بسبب إجراءات العزل العام.

أقيم العرض في الحي الإسلامي بالبلدة القديمة داخل مركز السرايا لخدمة المجتمع الذي كان يكتظ في السابق بالجماهير الراغبة في الاستمتاع بالإيقاعات الصوفية.

وقال القزاز “هذه الأيام في السنوات الماضية كنا نحيي هذه الأمسيات بين الناس، ويكون هناك جمع غفير من المصلين من أهالي البلدة القديمة، وكنا نحيي أزقتها في الأمسيات الرمضانية والمدائح النبوية لكن في ظل هذه الظروف نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع هذا البلاء والوباء عنا وعن المسلمين وعن الناس أجمعين إن شاء الله”.

وقال عدنان الشلودي أحد سكان عقبة السرايا في القدس “إحنا كنا نشوفه (القزاز) شخصي (شخصيا) نسلم عليه وهلا (الآن) ما منقدر نشوفه صرنا نتواصل نحضره على الأون لاين وصرنا نستمتع.. إنه أحسن عشان كورونا وهيك إشي”.

ولرمضان أجواء خاصة بما فيه من صوم حتى غروب الشمس، وإفطار في المساء على الأطباق التقليدية وتوافد السكان إلى القدس لأداء صلاة القيام في المسجد الأقصى الذي أغلق هذا العام بسبب فايروس كورونا المستجد.

لكن جزءا من الاحتفال بالشهر ينطوي أيضا على أحداث ثقافية، مثل العروض الصوفية في القدس. والقدس موطن للعديد من الأضرحة الصوفية أو الزوايا، بما في ذلك الزاوية الهندية، والزاوية القرمية، والزاوية الأفغانية، التي يقع الكثير منها داخل أسوار البلدة القديمة.

ليلة القدر في الإنترنت

Thumbnail

يحيي المسلمون في ماليزيا، مساء الأحد القادم، ليلة القدر هذا العام في منازلهم بدلاً من المساجد، في إطار الوقاية من فايروس كورونا.

ويحيي المسلمون في العديد من بلدان العالم ليلة القدر في الـ27 من رمضان من كل عام، إلا أن علماء ماليزيا، أفتوا بجواز إحياء ليلة القدر في السابع عشر من رمضان أيضاً.

وانطلاقاً من ذلك، يحيي مسلمو ماليزيا، مساء الأحد القادم، ليلة القدر التي يسمّونها بـ”نزول القرآن”، في حين يستعد مسلمو العالم لإحيائه ليلة 27 من رمضان (19 مايو الجاري). وخلافا للسنوات الماضية، يحيي مسلمو ماليزيا ليلة القدر هذا العام في منازلهم، بدلاً من المساجد، للوقاية من كورونا. ومن المقرر أن تبث القنوات التلفزيونية ومواقع الإنترنت في ماليزيا، تلاوات قرآنية ومواعظ دينية، بمناسبة هذه الليلة.

وقال الواعظ الماليزي، ذلراملي محمد رازالي، إنه يعتزم إحياء ليلة القدر في منزله مع أسرته، عبر تلاوة القرآن الكريم.

عناق وقبل افتراضية

المصلون لجأوا إلى ممارسة شعائرهم الدينية عبر الإنترنت، حيث أن خطر انتشار الفايروس يعمق روحانيتهم ويعزز إيمانهم

لم تحل إجراءات الحجر الصحي التي فرضها فايروس كورونا، دون تواصل الممارسات الدينية اليهودية، حيث اضطر الكثير من اليهود إلى متابعة احتفالاتهم عبر الإنترنت.

حيث اجتمع العديد من اليهود، بما في ذلك إستر غرينبرغ من جزيرة لونغ آيلاند في نيويورك، مع أُسرهم للاحتفال بعيد الفصح على تطبيق “زووم”.

وقالت غرينبرغ (73 سنة) في 8 أبريل الماضي “لسوء الحظ، لا يمكننا جميعًا أن نجتمع ببعضنا البعض، ونتبادل العناق والقبلات، لكننا نفعل ذلك بشكل افتراضي لأن هذا هو ما تفعله عائلتنا”.

وقال كانتور بيني روجوسنيتزكي في كنيس بارك إيست في مانهاتن، إن العديد من المصلين الأكبر سنا كانوا يتصلون عبر الإنترنت للمرة الأولى. وأضاف روجوسنيتزكي “لقد كانت التكنولوجيا مذهلة. إنها حقاً شريان الحياة”.

وقال روجوسنيتزكي إن المصلين يستخدمون منصات عبر الإنترنت ليس فقط لممارسة خدمات الصباح، ولكن أيضاً للاتصال بمجتمع ازدادت روحانيته خلال الأزمة.

وبعد انتهاء مدة الحظر، قال إنه يتصور توافد تجمعات أصغر على الكنيس، كما يتخيل وجود حواجز بين الأفراد، وأفرادا يقيسون درجة حرارة كل من يدخل إلى الحرم. وقال “سيكون الأمر أكثر من ذلك بكثير، ابقوا منفصلين”.

اعتراف على سكايب

Thumbnail

وقال القس باتريك مالوي إنه على عكس بعض استطلاعات الرأي التي أظهرت انخفاضًا في الحضور الديني الافتراضي منذ تفشي الفايروس، شهدت كاتدرائية القديس يوحنا الإلهية في مانهاتن زيادة في عدد المصلين عبر الإنترنت لخدماتها الأسقفية.

وقال مالوي “إن أحد الأشياء العظيمة التي تحدث في أيام الأحد هو وجود أشخاص من جميع أنحاء العالم، والآلاف منهم يشاركوننا في العبادة كل يوم أحد”.

وأضاف “سمعت اعترافا على سكايب لأول مرة. كما تعلم، عليك أن تفعل ما عليك فعله دائما”.

يقول مالوي، مثل رجال الدين الآخرين، إن روحانيات أتباعه ازدادت أثناء الوباء، “عندما تضطر إلى البقاء وحدك في منزلك، وخاصة إذا كانت شقة صغيرة في نيويورك بنفسك، فإنه مع مرور الوقت والأيام تبدأ في التفكير في المسائل الأكبر”.

وقال مالوي إنه عندما تنتهي الأزمة التي فرضها فايروس كورونا، يتوقع أن يرى الكنيسة على الأقل ممتلئة كما كانت من قبل لأن “الناس يفتقدون بعضهم البعض”.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: