توزيع هدايا العيد على المعوزين و المغاربة العالقين بالجهة الفلامانية ببلجيكا

في ظل أزمة وبائية غير مسبوقة ببلجيكا، كما بجل بلدان العالم، واكبتها تدابير صارمة لحماية صحة وسلامة المواطنين، وأهمها فرض حالة الطوارئ الصحية، ازدهرت مبادرات جمعوية تتوخى المساهمة في جهود تقليص الحياة العامة لكبح جماح فيروس “كورونا”، وتنطوي على حس إنساني وتوعوي هادف.

بمنصات التواصل الاجتماعي ذائعة الصيت والأكثر استقطابا لمختلف الشرائح الاجتماعية، تطورت هذه المبادرات وتوسعت أنشطتها، بفضل شباب واعد أعاد إلى الواجهة قيم التضامن والتآزر المتجذرة من طرف المغاربة في المجتمع البلجيكي، لا سيما إزاء الفئات الهشة والأكثر عرضة لخطر الوباء التاجي.

وهكذا، برزت مبادرة “قفة رمضان “،  لتشكل واحدة من أهم هذه المبادرات الإنسانية بالجهة الفلامانية ببلجيكا  التي تنضاف إلى الدعوات والجهود التحسيسية الرامية لإذكاء حس المسؤولية لدى المواطن والإسهام في جهود مكافحة تفشي الفيروس،

ولعل ما يميز هذه المبادرة أنها لم تكتف بالحملة الافتراضية، بل نزلت إلى أرض الواقع، لتصوغ صورا مثالية لمجتمع متآزر وقت الأزمات، حيث لاقت استحسانا كبيرا من لدن المواطنين، وخاصة فئة المغاربة العالقين بهذه الجهة خصوصا و المسنين والمصابين بأمراض مزمنة والأشخاص محدودي الحركة وحتى المعوزين و كذلك عائلات بلجيكية معوزة .

ومن بين الفعاليات المدنية التي انخرطت بحماس كبير في هذه المبادرة الفريدة هناك جمعية الصفاء بمدينة أنفيرس بتنسيق مع القنصلية العامة المغربية بالجهة الفلامانية و البنك الشعبي ، الذين جندوا كل طاقاتهم خلال الشهر الكريم  لمساعدة العائلات المعوزة التي تضررت خلال فترة الجائحة بتنظيم قفة رمضان كما قاموا  بتوزيع حلويات العيد على 170 عائلة  و رجال الأمن و على المغاربة العالقين بنفس الجهة و كذلك مجموعة من الهدايا للأطفال .

و في هذا الصدد صرح القنصل العام للمملكة المغربية بالجهة الفلامانية  السيد إبراهيم رزقي لأخبارنا الجالية  إن هذه المبادرة هي قبل كل شيء تجسيد للتفاعل التام والجدي للنسيج الجمعوي مع القرارات المتخذة من قبل السلطات المغربية للحد من انتشار الفيروس القاتل.

وأبرز أن هدفها الأسمى هو حث الأسر على لزوم بيوتها لتفادي الإصابة أو نقل عدوى الفيروس، بفضل شباب مسؤول تم تزويدهم بما يكفي من المعارف والآليات اللوجستية لتقديم هذه الخدمة، من جملتها تكوين دقيق حول تدابير النظافة وكيفية تفادي نقل الأمراض وسبل الوقاية منها.

ولضمان إتمام المهمة على أكمل وجه، أشار القنصل العام  إلى أنه تم توفير كل الإحتياجات اللازمة من أدوية و مستلزمات للمغاربة العالقين الذين بلغوا 240 شخصا بتنسيق و مساعدة الدكتور العربي زهير و الصيدلي ميمون صابر الدين تابعوا الحالات الصحية للمغاربة العالقين بالمنطقة الفلامانية و إعطائهم العناية اللازمة  .

و لقد ثبت خلال الأيام القليلة الماضية، بما لا يدع مجالا للشك، أن المغاربة أكدوا، كل في مجال تخصصه وقدر استطاعته، أن وحدة الصف والتضامن وأخذ زمام المبادرة تعد تجسيدا لروح المواطنة وحب الوطن المتجذر فينا حتى في دول الإقامة  !

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: