السعودية تتذكر “الرحمة” فقط عندما يتعلق بمرتكبي أبشع اغتيال في تاريخ المنطقة

قال عبد الله العودة، الباحث في مركز التفاهم الإسلامي- المسيحي بجامعة جورج تاون، ونجل الداعية السعودي المعروف سلمان العودة، إن جريمة قتل جمال خاشقجي لا يمكن العفو عنها.

وأشار العودة إلى التغريدة التي نشرها صلاح، النجل الأكبر لخاشقجي يوم الخميس وقال فيها إنه وإخوانه قرروا العفو عن قتلة والدهم محتسبين الأمر عند الله. واستحضر صلاح شهر رمضان لإصدار العفو.

وجاء في حديث العودة، الزميل الزائر أيضا بجامعة جورج واشنطن، في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” أن “عائلة خاشقجي لا تختلف عن أية عائلة سعودية أخرى تتعرض للابتزاز والضغوط الكبرى من الحكومة السعودية”.

وأضاف: “نحن نشاهد عددا غير مسبوق فيه من الحالات التي تستخدم فيها العائلات كرهائن يتم من خلالها ابتزاز الناشطين والكتاب في الخارج”. وآخر مثال هو سعد الجبري الذي ترأس جهود مكافحة الإرهاب لعدة عقود بوزارة الداخلية.

وقال ابن الجبري، خالد، إن شقيقه الأصغر عمر (21 عاما) وشقيقته سارة (20 عاما) اعتقلا على يد قوات الأمن الشهر الماضي ولم تسمع العائلة عنهما منذ ذلك الوقت.

ولم تؤكد الحكومة السعودية خبر اعتقالهما لصحيفة “نيويورك تايمز”، كما تم اعتقال شقيق سعيد الجبري وهو استاذ جامعي في الستينات من عمره بدون سبب، غير كونه شقيق الجبري الذي فر إلى كندا. وقال العودة: “تم استفزاز عائلتي ومنع 17 فردا منها من السفر واعتقل عمي لمدة عامين في محاولة واضحة للضغط على والدي والضغط عليّ لكي أعود إلى السعودية”.

ويقول العودة إن الكثير من أفراد عائلة وأصدقاء الناشط عمر عيد العزيز اعتقلوا، كما قال، في محاولة لابتزازه وإسكاته.

ويضيف: “في هذا المناخ من الخوف والاستفزاز قام صلاح خاشقجي بالإعلان عن العفو”. ويضيف أن الحسابات على تويتر السعودي غمرت بسيل من الاستشهادات القرآنية والتقاليد الإسلامية بعد إعلان صلاح العفو، وكلها أثنت على قيمة الصفح والعفو في الإسلام، خاصة عندما يحدث الأمر في رمضان.

ويضيف العودة أن العفو وقيمته الإسلامية لم يتم التأكيد عليه من هذه الحسابات المؤيدة للحكومة عندما يتعلق الأمر بلجين الهذلول، التي قالت منظمة أمنستي إنها تعرضت للتعذيب والصعقات الكهربائية في السجن.

 ولم يشمل العفو الاقتصادي عصام الزامل الذي عانى من انتهاكات، أو عبد الله الحامد الذي مات في السجن الشهر الماضي بعد الإهمال الطبي الذي تعرض له.

وقال إن الحكومة السعودية التي تتبع القانون الإسلامي أعلنت محكمتها العليا قبل خمسة أعوام أن قتل الغيلة غير مشمول بالعفو، حتى لو كان من فرد أو أفراد عائلة القتيل. وفي عام 2014 أعلن وزير العدل محمد العيسى أن هذا النوع من القتل لا يشمله العفو وأكدت هذا القرار وزارة العدل بعد عام.

 وأثبت النائب العام بأنه الشخص المناسب للسعودية، حيث وصف قتل خاشقجي في ديسمبر بأنه قصاص يمكن لأهل القتيل العفو والحصول على الدية.

ولكن قتل خاشقجي هو مثال كلاسيكي عن قتل الغيلة الذي يعني جر الضحية عن قصد وقتله. وبهذه المثابة فلا يشمله عفو العائلة أو صفح الملك. فكما هو معروف فقد انتظر فريق من القتلة جمال في أكتوبر 2018 وقتلوه ثم قطعوا جثته.
ويقول العودة إن رمضان هو شهر الرحمة، لكن الحكومة رفضت الصفح عن الناشطين السلميين والمثقفين والكتاب والاقتصاديين الذين قدموا النصح لها.

وأضاف: “وا أسفاه، تتذكر الحكومة قيم العفو فقد عندما يتعلق الأمر بمن ارتكبوا ابشع عملية اغتيال في تاريخ المنطقة”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: