قناة مغربية تثير استنكارا بمنع صحافييها من البث المباشر على فيسبوك

منع مدير هيئة التحرير في قناة  “ميدي 1 تيفي” المغربية، صحافيي القناة من المشاركة في حوارات مباشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، في سابقة هي الأولى من نوعها في القنوات المغربية، ما أثار استنكارا واسعا في الوسط الإعلامي.

وتأتي هذه الخطوة عقب إقدام صحافيين بالقناة على استضافة مسؤولين عموميين، من بينهم وزراء، عبر حساباتهم الشخصية في منصات التواصل الاجتماعي، ويعني القرار بالدرجة الأولى الصحافيين يوسف بلهيسي وإيمان أغوتان.

ودعا المدير المركزي لهيئات التحرير بقناة ميدي 1 تيفي عمر الذهبي، الصحافيين العاملين بالقناة إلى احترام الالتزامات التعاقدية مع القناة.

وأضاف أن من حق القناة أن تقوم بالإجراء اللازم من أجل ضمان حقوقها وفق ما يخوله لها القانون وبناء على الالتزامات التعاقدية بين الصحافيين والإدارة، مضيفا أنهم (الصحافيون) يقومون بإجراء مقابلات مباشرة عبر الإنترنت بالموازاة مع أنشطتهم المهنية بالقناة، الأمر الذي يتعارض مع العقد الذي تم إبرامه بهذا الخصوص. في المقابل، علق بلهيسي بالقول إن أنشطته على مواقع التواصل الاجتماعي لا تتعارض مع التزاماته المهنية بالمؤسسة التي يعمل لديها وهي استمرار لعمله الصحافي، وأنه حريص على العمل بقناة ميدي1 تيفي، وكان من المساهمين في هذا المشروع الإعلامي.

وأثار القرار موجة من الاستنكار والرفض بين صفوف صحافيي القناة والوسط الإعلامي المغربي، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذي اعتبروه تعسفيا.

وقال عاملون بالقناة لـ”أخبارنا الجالية ”، إن هذا القرار غير مهني ولا مبرر حقيقيا له، وهدفه التضييق على حرية الصحافيين، مؤكدين أن صحافيي القناة منضبطون بجدية ومسؤولية وملتزمون بما جاء في بنود العقد، والحوارات التي يقدمونها في ظل الحجر الصحي عبر تقنية المباشرة لا تنتقص من مهنيتهم ولا تؤثر على عملهم بالقناة.

المنع جاء بعد استضافة صحافيين بقناة “ميدي 1 تيفي” لمسؤولين عموميين عبر حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل

وأضافت مصادر من داخل القناة، أن منع الصحافيين العاملين بالقناة من إجراء حوارات مباشرة على حساباتهم الاجتماعية، جاء بعد انخفاض نسبة المشاهدات للقناة.

ورأى البعض أن المنع طريقة أخرى لتكميم الأفواه تحت مبررات واهية. وقال عمر الشرقاوي، الأستاذ بكلية الحقوق بالمحمدية، إن الصحافيين بلهيسي وأغوتان، بذلا مجهودا جبارا لتعبئة المواطنين وتوعيتهم وتنويرهم خصوصا خلال الجائحة، وقدما خدمة إعلامية تفوق ما تقدمه قنوات يصرف عليها الملايين من الدراهم، وكان من
المفترض أن تحتضنهما قناتهما وتدعمهما.

ولفت الشرقاوي إلى أن الذهبي شعر بخطر انخفاض نسبة المتابعة لبرامجه في مقابل ارتفاع نسبة متابعة ما يقوم به الصحافيون على مواقع التواصل وهو ما يظهر فشلا في الإدارة، والحلّ السهل الذي اهتدى إليه هو تكميم أفواه صحافييها الذين لديهم متابعة كبيرة على الشبكات الاجتماعية.

بدوره قال القيادي السياسي بحزب الاستقلال عادل بنحمزة “إن منع إدارة قناة ميدي 1 تي.في صحافيي القناة من التصرف بحرية في حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي هو مس مباشر بحقوقهم الشخصية”، موضحا أن القول بمنافسة الصحافيين للقناة كعمل غير مشروع أمر لا يسنده الواقع ولا بنود عقد العمل الذي يربط الصحافيين بالقناة.

ولفت بنحمزة “إذا كانت القناة تعترض على مضمون ما ينشر على تلك الحسابات الشخصية فهذه ممارسة تنفخ الروح في جثة مشروع قانون سيء الذكر 22.20، لتقنين وسائل التواصل الاجتماعي، أما إذا كان الأمر يرتبط بتقدير مهني بشأن النشر فذلك يعتبر مسا بالالتزامات المهنية للصحافيين اتجاه القناة، وهذا وارد، لكن هذا يتطلب دعوة هؤلاء الصحافيين لمراجعة عقود العمل، فالعقد شريعة المتعاقدين، ولا يمكن للمذكرات الإدارية أن تغير ذلك”.

وبرر الذهبي قراره بأن الصحافيين المعنيين لا يحترمون الحق في الصورة والحصرية بالإضافة إلى التقيد بعدم المنافسة، معتبرا أن هؤلاء الصحافيين ليسوا صحافيين بنصف دوام أو مستقلين وإنما هم صحافيون مهنيون يعملون بدوام كامل بالقناة. وسجل الإعلامي يوسف بلهياسي، حضورا بارزا في مساره المهني وقد دأب خلال فترة الحجر الصحي بسبب كورونا على استضافة شخصيات سياسية وحقوقية واقتصادية على صفحته الرسمية في فيسبوك لمناقشة عدد من القضايا الشائكة. وعلق الإعلامي عبدالصمد العلوي المدغري، على القرار بالقول إنه جاء لأسباب واهنة وغرضه حرمان يوسف وإيمان من البث المباشر على فيسبوك، حيث كان يستفيد منه الكثير من المغاربة في هذه الأزمة خصوصا أنهما يناقشان بعض المواضيع التي خلقت الجدل.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: