السعودية تحاول طي ملف خاجقشي بعفو عائلته المرعوبة

قرّر أبناء الصحافي السعودي جمال خاشقجي العفو عن قتلة والدهم بعد نحو خمسة أشهر على صدور أحكام بالإعدام والسجن في القضية، وفق ما أعلنه نجله صلاح خاشقجي عبر حسابه على تويتر، في وقت مبكر الجمعة.

وجاء في تغريدة صلاح خاشقجي أنّ قرار العائلة يستند إلى آية قرآنية تشجّع على العفو.

ويرى مراقبون أن عفو عائلة خاشقجي بمثابة ضربة للنظام السعودي الذي تورط في مقتل صحفي داخل قنصلية السعودية بتركيا و تورط إبن سلمان مباشرة في القضية التي أطاحت بالعديد من الرؤوس الفاسدة في النظام الوهابي .

كما يرون أن قرار العفو ليس إلا شراء للدمم بواسطة أموال الحج و البترول أو بواسطة الترهيب و التخويف و هذا ليس بجديد على نظام سجن أغلبية رجال الأعمال و المعارضين من العائلة الحاكمة .

وقال صلاح في تغريدة على تويتر “في هذه الليلة الفضيلة من الشهر الفضيل نسترجع قول الله تعالى “فمن عفا وأصلح فأجره على الله”.

“ولذلك نعلن نحن أبناء الشهيد جمال خاشقجي أنا عفونا عن من قتل والدنا لوجه الله تعالى وكلنا رجاء واحتساب للأجر عند الله عزوجل”.

وأطلقت الرياض منذ مقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر 2018 داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في حادثة هزت الرأي العام الدولي، مسارا قضائيا لمعاقبة قتلة الصحافي لم تنفكّ تركيا تشكّك في مهنيته ونزاهته.

وعمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأعضاء طاقمه الحكومي على محاولة إظهار الحقيقة رغم الضغوطات التي تعرض لها الرئيس التركي من قبل بعض حلفاء النظام الوهابي في قضية مقتل خاشقجي إلى أقصى حد في محاولة لتحقيق أقصى ما يمكن من الحقائق في وقت تعيش فيه الرياض ذروة أزماتها الداخلية.

ورغم فشل إبن سلمان في تحصيل أي مكسب سياسي أو مادّي من الضجيج الكثيف والمتواصل، الذي حرص على تفاديه بجميع الوسائل  حول القضية سعيا لإخفاء تورطه في القضية ، إلا أن محاولته لم تحقق الأهداف، التي كان يريدها.

وفي ختام محاكمة أحيطت بسرية كبيرة في السعودية، حكم على خمسة سعوديين بالإعدام العام الماضي، بينما حكم على ثلاثة آخرين بعقوبات سجن تبلغ بمجملها 24 عاما في حين لازال العقل المدبر طليقا يدبر لجرائم أخرى و ماخفي أعظم .

وأشارت النيابة العامة السعودية إلى أن التحقيقات أثبتت أنّ جريمة قتل الصحافي في قنصلية بلاده باسطنبول العام الماضي، كان مخططا لها من طرف فريق مدرب للقيام بالعملية على أكمل وجه إلا أن خاب الغرض و خابت معه نظام المخابرات السعودي و كل الأنظمة التي شاركت في العملية.

وذكرت النيابة أن محاولة طي الملف من طرف النظام السعودي لم يتحقق بعدما كشفت تركيا عن كل الخبايا في القضية ، مما جعل العلاقات بين أنقرة والرياض تتأزم ، و هي متوترة  أصلا على خلفية المنافسة الإقليمية الطويلة الأمد بين الطرفين، نتيجة لهذه القضية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: