الإمارات تبتز السودان ماليا لدفع مقاتليها للقتال في ليبيا
كشفت صحيفة ليبية النقاب عن طلب دولة الإمارات العربية من قائد قوة الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، إرسال مئات الجنود السودانيين على وجه السرعة لدعم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في قتالها ضد حكومة الوفاق الليبية.
وقال مصدر مطلع لصحيفة “ليبيا أوبزرفر” إن “حميدتي” وافق مؤخرا على طلب إرسال 1200 مقاتل بعد تهديدات إمارتية بقطع الدعم المالي له، رغم المعارضة التي يواجهها من قبل قيادة الجيش السوداني.
ونوه المصدر – الذي فضل عدم الكشف عن هويته – إلى أن “حميدتي” يواجه صعوبة في إقناع مقاتليه للذهاب إلى ليبيا بعد سماعهم بسلسلة الغارات الجوية التي تنفدها قوات حكومة الوفاق الوطني بليبيا بدعم من الحكومة التركية ضد خطوط الإمداد لقوات حفتر.
وكثفت قوات حكومة الوفاق الوطني بدعم من تركيا غاراتها الجوية على قوات حفتر، الفترة الماضية، وبدأت في استهداف خطوط الإمداد الممتدة من وسط ليبيا حتى جنوب العاصمة طرابلس، ما دفع بحفتر لطلب هدنة إنسانية خلال شهر رمضان، الأمر الذي رفضته حكومة الوفاق.
وأفاد المصدر بأن 350 مقاتلا من قوات الدعم السريع يتواجدون الآن بمنطقة ساوا الإريترية في انتظار نقلهم إلى ليبيا.
ويتجنب “حميدتي” إرسال قوات النخبة في الدعم السريع وأبناء قبيلته المقربين للقتال في ليبيا؛ ليبقيهم إلى جواره في حال احتاج إليهم في أي مواجهة ضمن خطته للوصول للحكم في السودان.
ويرى قيادات في الجيش السوداني أن المشاركة في حرب ليبيا قد يجر السودان لويلات، إضافة للتبعات القانونية والأخلاقية. حسب الصحيفة.
وبناء على ذلك، ذكر المصدر أن كبار القادة في الجيش السوداني قد بدأوا فعليا في التضييق على تحركات “حميدتي” باتجاه ليبيا، ما أجبر على إرسال مقاتليه عبر دولة إريتريا القريبة، تمهيدا لنقلهم إلى ليبيا.
وتعثر هجوم حفتر على العاصمة طرابلس الذي بدأه في إبريل/ نيسان الماضي من هذا العام وأصيبت قواته بانتكاسة، وخسائر كبيرة بالأرواح والمعدات، ما دفع بدولة الإمارات إلى البحث عن المزيد من المرتزقة لمنع انهيار قوات حفتر.
وتعج قوات حفتر بآلاف المرتزقة من السودان وتشاد وروسيا وسوريا، وبحسب تقارير، فإن دولة الإمارات تجري اتصالات مع عدد من الميلشيات الشيعية في العراق لإقناعهم بالالتحاق بمحاور القتال ضمن قوات حفتر مع ووعود بدفع مستحقاتهم المالية.
وكشف تقرير أممي النقاب عن انتشار مجموعة من المرتزقة الغربيين في ليبيا خلال يونيو 2019م؛ بهدف مساعدة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
ونشر موقع “بلومبيرغ” الأميركي، تفاصل التقرير السري بعدما أطلع عليه مسؤولين دبلوماسيين عقب إعداده من قبل فريق خبراء لجنة العقوبات بمجلس الأمن في فبراير/شباط الماضي.
وأوضح التقرير السري أن المرتزقة المرتبطين بشركتين مقرهما في دبي، سافروا إلى ليبيا في يونيوالعام الماضي لفترة وجيزة للمساهمة في هجوم حفتر على العاصمة طرابلس؛ بهدف الإطاحة بالحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة.
والمرتزقة الغربيين ينتمون إلى شركتي “لانكستر ستة دي أم سي سي” و”أوبوس كابيتال أسيت”، وكلتاهما مسجلتان في المناطق الحرة بدولة الإمارات.
وسبق أن أشارت صحيفة “الصباح” التركية، إلى دور روسيا التي لا تزال تقوم بتسليح حفتر متجاهلة الحظر المفروض بشأن ذلك، وزيادتها عدد المرتزقة “فاغنر” وغيرها، ومن ناحية أخرى تتنقل الطائرات الروسية بشكل مكثف في الشرق الليبي.
وقالت إنه من السهولة لروسيا اتخاذ خطواتها، في الوقت الذي تقوم فيه الإمارات بتمويل جميع أنواع العمليات واردافها بالأسلحة.
وتتطلب عودة المشهد الليبي إلى طاولة الحوار، بالإضافة لوقف القتال، تعيين مبعوث أممي جديد خلفاً لغسان سلامة المستقيل منذ مطلع مارس الماضي، لكن يبدو أن الإمارات تسعى لجعل المنصب شاغراً، فقد مارست ضغوطاً دبلوماسية على واشنطن، وحثتها على الاعتراض على تعيين الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة لشغل المنصب، لأنها تعتبره مقرباً من حكومة الوفاق، بحسب تقرير لـ”فرانس برس” في التاسع من إبريل.