الجزائر: جدل حول “ندوة صحفية” لوزير الصحة في “غرفة نوم طبيبة” توفيت بكورونا!
أثارت صور وفيديوهات متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي لوزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد وهو يزور منزل الطبيبة وفاء بوديسة التي توفيت بسبب فيروس كورونا الكثير من الجدل، خاصة وأنها تظهر الوزير والصحافيين والمصورين الذين رافقوه خلال الزيارة داخل غرفة نوم الطبيبة المتوفاة، كما تداول رواد المواقع وكما أظهرت الصور، والتي تحولت إلى مكان لعقد ندوة صحفية تناول فيها الوزير قضية الطبيبة وحتى قرار الرئيس عبد المجيد تبون برفض حجر صحي شامل خلال عيد الفطر.
وسارع وزير الصحة إلى مدينة عين الكبيرة بولاية سطيف (300 كيلومتر شرق العاصمة الجزائرية) من أجل تقديم التعازي لزوج الطبيبة الراحلة بوديسة التي توفيت أمس الأول بسبب إصابتها بفيروس كورونا، وهي حامل في الشهر الثامن، وهو ما تسبب في صدمة وغضب كبيرين، خاصة وأن الرئيس عبد المجيد تبون سبق أن دعا إلى إعفاء النساء الحوامل من العمل في خط المواجهة الأول لمحاربة فيروس كورونا.
وكانت الكثير من الصفحات قد نشرت محادثة منسوبة الى الطبيبة الراحلة وهي تشتكي لإحدى صديقاتها بسبب رفض إدارة المستشفى الذي تعمل فيه منحها ترخيص بعدم العمل، وأنها متخوفة من الإصابة بالفيروس.
وبعد أن قدم الوزير بن بوزيد التعازي لأسرة الطبيبة الراحلة، أكد أن تحقيقا تم فتحه لمعرفة ملابسات وفاة الطبيبة وفاء بوديسة، لكن الصورة التي ظهر فيها الوزير وهو محاط بالكاميرات والعدسات والأضواء داخل غرفة نوم الطبيبة الراحلة، وخلفه حاجياتها وحقائبها وأغراضها الخاصة، أثار صدمة لدى الكثير من الجزائريين، الذين علقوا أنه من غير المعقول أن تتحول غرفة نوم إلى مكان لعقد مؤتمر صحافي، وعدم احترام إجراءات التباعد الاجتماعي في غرفة مكتظة وبحضور ابنة الراحلة، التي ظهر الوزير وهو يربت عليها، وقبل ذلك وبعده زيارة بيت طبيبة توفيت بسبب فيروس كورونا بما يثير ذلك من مخاطر انتشار عدوى الفيروس على جميع الحاضرين.
ورغم أن معلقين اعتبروا تنقل الوزير الى منزل الطبيبة الراحلة لفتة طيبة، ودليل على تحول ايجابي ولو نسبي في تعامل المسؤولين مع مثل هذه الحالات، إلا أن عدم تحكم الوزير والفريق العامل معه في الجانب الاتصالي وعدم ادراكهم لدلالات الصورة وأبعادها، يوقعهم مثل ما يوقع الكثير من المسؤولين في أخطاء كارثية.
في مقابل شكوى عائلتها بأن الراحلة طلبت وعائلتها إحالتها على عطلة بسبب تقدمها في الحمل، أكدت إدارة مستشفى راس الوادي في ولاية برج بوعريريج، أن الطبيبة وفاء بوديسة كانت تعمل بمصلحة الاستعجالات الجراحية بناءً على طلبها، رغم اقتراح الإدارة عليها تغيير منصب العمل إلى مصلحة طب الأطفال أو مصلحة حديثي الولادة.