دبلوماسي: فيديو قنصل وهران مفبرك
الحسن عبد الخالق يواجه اتهامات الخارجية الجزائرية بتأن دبلوماسي
قال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه، إن فيديو القنصل المغربي بوهران، الذي روجت له جهات معادية للمغرب، على نطاق واسع، ونسبوا إليه عبارة “حنا في بلاد عدوة”، عندما كان يتحدث إلى مغاربة عالقين، مصنوع ومفبرك.
ولم يستبعد المصدر نفسه أن تكون يد المخابرات الجزائرية طويلة في فبركة فيديو القنصل المغربي، وتحويره وفق ما تريد، من أجل إذكاء روح العداوة بين الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، اللذين يترقبان فتح الحدود بين البلدين على أحر من الجمر.
وواجه الحسن عبد الخالق، سفير المغرب بالجزائر، الذي استدعاه صبري بوقدوم، وزير الشؤون الخارجية الجزائري، بتأن دبلوماسي، الأقوال التي نسبت إلى أحرضان بوطاهر، القنصل المغربي بوهران خلال حديثه إلى مواطنين مغاربة عالقين بالمدينة نفسها.
وظهر القنصل المغربي في وهران، في فيديو مسرب، وهو يخاطب مواطنين مغاربة متحلقين حوله يطالبونه بإيجاد حل لهم، وإعادتهم إلى أرض الوطن، بعد أن علقوا في الجزائر بسبب توقف الرحلات الجوية.
ونفى القنصل المغربي، في خروج إعلامي له، أن يكون تلفظ بالجملة التي حركت وزارة الخارجية الجزائرية، مؤكدا أن كلامه إلى المغاربة، الذين كان يتحاور معهم، تمت فبركته بطريقة احترافية.
واستبعد العارفون بشؤون ومطبخ العمل الدبلوماسي أن يسقط دبلوماسي مغربي، أيا كان مستواه، في مثل هذه الأخطاء، أو أن يتلفظ بما تم ترويجه، مرجحين فرضية حصول تلاعب بالصوت، في محاولة للإساءة للعلاقات بين البلدين الجارين.
وجاءت شهادات من داخل الجزائر، تفيد أنه من المستبعد جدا أن يأتي دبلوماسي مغربي بمثل هذه الأفعال، فبالأحرى أن يكون دبلوماسيا من درجة قنصل، لكي يطلق تصريحات عدائية ضد الجزائر وفوق ترابها.
ويجمع المهتمون بالعلاقات الجزائرية المغربية على أنها تعاني باستمرار نزلات برد حادة، وتكون معقدة ومتوترة باستمرار، وعادة ما يستخدمها النظام الجزائري في معاركه الداخلية لتحويل أنظار الشعب الجزائري إلى خلافات وهمية وخطر خارجي.
وشكك العديد من الجزائريين، الذين يعرفون حقيقة نوايا حكومتهم تجاه المغرب، في صحة التصريحات المنسوبة إلى قنصل وهران فوق التراب الجزائري، بالنظر إلى طبيعة الشخص المعني بها، وهو دبلوماسي من الدرجة الأولى، وخبير، ليس فقط بدقة العلاقات الجزائرية المغربية، وإنما أيضا بالقوانين الناظمة للعمل الدبلوماسي.
وتأتي الأزمة المفتعلة مع المغرب، في ظل ظروف جزائرية بالغة التعقيد، ليست فقط بسبب الحراك، الذي لا يزال مستمرا حتى وإن منعته جائحة كورونا من التظاهر الميداني، وإنما أيضا بسبب التداعيات الاقتصادية الضخمة بفعل تراجع أسعار المحروقات دوليا، وأيضا لتداعيات جائحة كورونا، التي أضرت بالاقتصاد الجزائري بشكل كبير.