تصريحات منسوبة لقنصل مغربي تثير جدلا في الجزائر
أثارت تصريحات قنصل المغرب بمدينة وهران الجزائرية، جدلا واسعا بعد تداول مقطع فيديو منسوب له يصف فيه الدولة الجارة بـ“العدو”.
وتناقلت وسائل إعلام جزائرية مقطعا يظهر لقاء، قالت إنه للقنصل أحرضان بوطاهر مع أفراد من الجالية المغربية أمام مقر القنصلية بوهران.
وفي سياق دعوته الجالية إلى مغادرة المكان، برر القنصل طلبه “بأنكم تعرفون أننا على أرض بلد عدو”.
وتم تداول تصريحات الدبلوماسي المغربي على نطاق واسع بالجزائر وسط دعوات إلى طرده، فيما لم يصدر موقف رسمي من السلطات المحلية. ونفى بوطاهر ما تم تداوله قائلا إن الصوت المرافق لشريط الفيديو تمت فبركته، مؤكدا التزامه بالأعراف الدبلوماسية والتقاليد المرجعية المتعلقة باحترام الدول ومؤسساتها.
وأوضح أن “المشاهد الظاهرة في الفيديو، التي تبين اجتماعه بعدد من المغاربة أمام مقر القنصلية، صحيحة، إلا أن الصوت مفبرك”.
ويرى متابعون للشأن المغاربي أن جهات جزائرية ربما كانت وراء فبركة فيديو لتأليب الرأي العام خدمة لأجندات تعمل على مزيد تأزيم العلاقات مع المغرب. واستبعد دبلوماسي مغربي في تصريح لـ”أخبارنا الجالية ” أن يكون القنصل المغربي بوهران قد تفوه بمثل هذه العبارات، مرجحا فبركة الفيديو المتداول.
رئيس الحكومة المغربية ناصر بوريطة يعرب عن أسفه لاستمرار دولة مجاورة في تغذية الانفصال
ومنذ عقود، تشهد العلاقات الجزائرية المغربية انسدادا على خلفية ملفي الحدود البرية المغلقة وقضية إقليم الصحراء المغربية المتنازع عليه بين الرباط وجبهة بوليساريو الانفصالية.
واغتنم الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، قبل أيام، مؤتمر دول عدم الانحياز، ليعبر بشكل صريح عن استمرار دعم انفصاليي بوليساريو، واصفا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بالوضع في فلسطين المحتلة، ما دفع مراقبون إلى وصف هذا السلوك بغير المسؤول سواء من ناحية الوصف غير الموفق سياسيا وقانونيا، أو في التوقيت الذي يتطلب تعاونا بين الدول لمواجهة وباء كورونا.
وردا على تصريحات الرئيس الجزائري أعرب رئيس الحكومة المغربية ناصر بوريطة عن أسفه لاستمرار دولة مجاورة في تغذية الانفصال، مشيرا إلى أنه عوض أن تستعمل مواردها لتحسين الوضعية الهشة لسكانها في سياق جائحة كورونا، تعمل على تحويل هذه الموارد بهدف زعزعة الاستقرار الإقليمي.
ويؤكد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، القيادي السابق في جبهة بوليساريو أن “الجزائر تعي بأن انفصال الصحراء عن المغرب يكاد يكون مستحيلا، لذلك تسعى لإبقاء النزاع على ما هو عليه وهو الخيار الأنسب لأجنداتها في المنطقة”.