كلهم_يتساءلون_لمن_ولماذا_اكتب

باريس / نجاة بلهادي بوعبدلاوي

يسألونني لمن ولماذا تكتبين كل مساء؟ أجبتهم الكتابة فن ولا يتقنها سوى من اكتوى بنار الغربة وتذوق مرارة الفراق ..قلت لهم الكتابة تشبه البكاء، نعم هي الدموع الهاربة من جبروت الحرمان والفراق والألم، هي صرختنا التي فقدت صوتها في بداية الحياة، هي الوصاية الاخيرة للكبرياء، هي نحن حين نحتسي القهوة بمرارة الوحدة وشوق اللقاء والنظرة، الأخيرة، هي أننا لا زلنا أحياء رغم ألم الحياة والوحدة والمرض والخذلان، هي دمنا النازف قهرا فوق جثة الصمت الرهيب والخيانة الكبرى، هي كل ما بقي لنا من الحياة البئيسة، يا ناس ليس كل من يكتب هو باحث عن شهرة او غاية أو البوز، فالكتابة بالنسبة لي الهواء الذي أتنفسه في مجتمع منافق شرير …
يا ناس هناك أشخاص، نكتب لأجلهم لأن لهم أرواح تشبهنا، يسهل التوحد معها، ويصعب التخلي عنها، نعم يا رفاقي كل شيء معهم يأتي بنكهة البراءة والعفوية، والكثير لا يقال، بل يحس ويعاش في كنف حضورهم.
لهؤلاء شكر من القلب لأنهم وحدهم من يغسلون وجعنا في بحر السحر والطهر، هؤلاء من يعطوننا نسمة هواء بعبق الزهر واستمرار الحياة بنكهة قهوة مسائية تزف لنا لحن الأشواق…
يا رفاقي أنا أكتب لتلك الأرواح التي تشبهنا في الحياة وتحمل معها جزء من أسباب بهجتنا وسر البقاء، أنا أكتب يا رفاقي لأرواح مطرزة بالشجن الذي يجعلك تبتسم بينما في عينيك دموع مصدرها قلبك، إلى تلك الأرواح التي نألف وجودها في أرواحنا دون أدنى شكوي أو إنزعاج.. لهؤلاء أقول أنتم صمام الأمان الذي يحفزني للكتابة، نعم أنتم النفس التي تميل لمن يشبهها والقلب يميل لمن يدخله دون استئذان والله يوزع محبته بين البشر كيفما يشاء والأرواح على أشكالها تقع في فن الكتابة والسرد القصصي…
يا رفاقي هنالك قلوب أرغمت نفسها على الصمت ل تكون بمثابة مقبرة تدفن جميع الأشياء وتمضي إلى حيث السكون لتمسك بالقلم وتكتب بدل الدموع كلمات تداوي بها الجراح والألم والحسرة …
يا رفاقي حينما تتمنون حلما دعوه يشرق في دعواتكم، حتى يبقى نابضا في قلوبكم البيضاء، ولاتفتحوا أذانكم لكل من يقول: مستحيل…
يا رفاقي جميل أن نتعلموا متى تجعلوا سكوتكم يتكلم ومتى تجعلوا كلامكم يصمت، حينها فقط تصبح حروفكم من ذهب وماس وياقوت…
يا رفاقي هواتفنا مستودعات سريّة و‏تاريخ حافل بالمتغيرات، ‏فكمية الحب والبؤس والذكريات ‏والصور فيها أبلغ من كل رواية هي سيرة ذاتية حقيقية لكل منا، فهناك أشخاص كالكتب عنوانهم صادق ومحتواهم يستحق القراءة..يارفاقي الجميل في الكتابة، هي أنها تصبح أحيانا حالة متبادلة ومتنوعة، فمرة تكتب شعورك ومرة تجد نفسك بين حروف شخص لاتعرفه، أما أنا أحبائي لا أجد نفسي إلا بينكم وأتمنى لمن يقراء سطوري أن تكون حياته مليئه سعادة وفرح وأن تحقق كل أمنياته ورمضان كريم يعم فيه السلام والخير ويلتم شمل الأحبة وتخفف وجع غربة على كل مغترب عن وطنه وأهله، وأن تجمعنى بأحبتى الذي طال بعدهم واشتقت لهم .. وعذرا من الجميع لرحيلي عنكم فلكل ظروفه، لكن أنتم دائما في القلب وستبقون دوما رفاقي وأحبتي، فهل عرفتم لماذا أكتب، فهل وعيتم لمن أكتب، أنا أكتب لأرواح أرهقها البكاء دمعا فأحبت أن تكتب وتطرب الأخرين ..
فهلأعجبتكمرسالتياحبكمجميعافلميعدللحقدأوالكراهيةمتسعبقلبيلأنحبكمملئ_الفؤاد

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: