مغربيات رائدات في المهجر ….تضحيات عبر الأجيال

ٳن سألوك عن المرأة المغربية المهاجرة  فقل لهم هي روح و ليست جسد هي رحمة و ليست ضعف هي علم و ليست جهل هي عاطفة و ليست سذاجة هي طيبة و ليست غباء خلقها الله ملاذا لآدم و جعلها في القران فهي وصية النبي في عنق كل رجل.
فالمغربية في المهجر  ترمم جميع جروح دول الإقامة  ويبقي جرحها مفتوحا تمد القوة الى الجميع وهي على حافة الهاوية تستطيع تفسير التصرفات وحركة العيون وأن تلمح الدموع قبل سقوطها، هي تلك المرأة التي ستظل للجميع وليس لها أحد.
فالمغربية عقلها وقلبها وأخلاقها ونفسيتها صنع وتصميم رجال بما تحمله هذه الكلمة من معاني ، هي أرض خصبة صالحة للزراعة أرضها التقوى والصدق ماءها الحب هوائها الصبر بذورها أخلاقك.
و رغم هجرتها إلى الغرب، هي تبقى  جزءا لا يتجزأ من قضية الهجرة العربية بشكلها العام، رغم تفاوتها في الأسباب والأعداد والمشاكل التي قد تولّدها، مقارنة مع هجرة الرجل. فالمرأة المغربية المهاجرة لا تحمل هوية واحدة، أو شكلاً واحداً، فهي كالرجل تماماً، لديها العديد من الهويات والأحوال، يضاف إليها الحالة الجديدة، ألا وهي العيش في بيئة جديدة غير بيئتها الأصلية.
و طالما كانت للمرأة المغربية المهاجرة الدور الكبير في إصلاح المجتمعات و بناء الحضارات و إعمار الأراضي، كيف لا و هن شقائق الرجال،زورق الكبرياء،قد كانت هناك تضحيات كبيرة من طرف المرأة عبر الأجيال و لازالت تعرف كيف تقود النصر بكل وقار فتمدت في العلم عشقا و أدبا كالأمطار ،فهي و رغم أنوثتها و رقتها و وصفها بالضعيفة،يبقى جهدها و كفاحها مذكور و بقطرات الذهب مسطور، من أروع الأمثلة التي قد تضرب به المثال على ما ذكرنه سابقا.

هناك الكثير من النساء المغربيات اللاتي اخترن قرار الهجرة بمحض إرادتهن، بحثاً عن حياة وفرص جديدة في التعليم والعمل، لم يحظين بها في أوطانهن. وفي المهجر، يواجهن العديد من المعوقات التي تراوح بين مطالبتهن الدائمة بإثبات قدراتهن وكفاءتهن في الفضاء العام والخاص، وسعيهنّ الدؤوب للتأقلم مع المجتمع الجديد، والإبقاء على أواصرهن الاجتماعية في البلد الأم.

لكن الشكل الأبرز للنساء المغربيات في المهجر، يتجلَّى في صورة المرأة المتزوجة والتي تختار أو تجبر غالباً، على قرار الهجرة لمرافقة زوجها إلى العالم الجديد المجهول. وفي هذا الشكل الأخير، تعيش المرأة صراعاً حقيقياً بين رغبتها في المحافظة على هويتها كزوجة أو أم أحياناً، بكل ما لهذه الهويات من معنى في العالم العربي، وبين الآفاق الجديدة التي تحملها لها كينونة المرأة في الغرب.

ففي إيطاليا مثلا تعتبر نسرين بطاش التي ولدت في إيطاليا لأبوين من أصل مغربي، أم لطفلين ، مفتخرة حتى النخاع بانتمائها المغربي وجذور عائلتها الغائصة في تاريخ المغرب الأصيل. ولطالما كان فخر ها بهذه الجذور شعوراً طبيعياً حاضرا في كل المحافل وحتى في عملها اليومي. ومن هنا جاءت فكرة تأسيس “نسمة”، علامة تجارية مسجلة في عالم الموضى الإيطالية. تنتج حقائب وإكسسوارات نسائية ورجالية فيها مزيج مثالي بين الحرفية المغربية والإبداع الإيطالي.
حقيقة جميلة لحلم كان صغيرا لكنه كبر واجتهد في توحيد عالمين وثقافتين ليخلق باقة من الجمال والإبداع يمكن للجميع الاستمتاع بها.

ولا يمكن تجاهل دور إشراق حفيظ المجازة في الإقتصاد بإيطاليا و الحاصلة على الماستر بجامعة ألمانية  في الحركة النسائية والحقوقية والديمقراطية التي آمنت بدور المرأة ومكانتها وطالبت وناضلت من أجل الحصول على حقوقها وإخراجها من بوتقة التمييز والإقصاء والتهميش، ورغم المكانة التي بلغتها والحقوق التي تحصلت عليها والتي كفلها الدستور والقوانين إلا أنها إعتبرتها غير كافية في ما يخص المساواة بين النساء والرجال، وتعرض النساء إلى العنف.

نفس المشور شقته سارة شفيق ، من مواليد ميلانو ومن أصل مغربي. في عام 2015 ، حصلت على درجة الماجستير بميزة امتياز ، في جامعة ميلانو ، بأطروحة في قانون الأعمال والشركات، وأعمل حاليًا في إحدى شركات قانون الأعمال الرئيسية في إيطاليا. في عام 2018 شاركت في إنشاء جمعية “المحامين المغاربة المقيمين بالخارج” بالتعاون مع وزارة الخارجية المغربية. في عام 2018 أصبحت أصغر محامية في إيطاليا وأول محامية مغربية في منطقة لومبارديا. حماس ونشاط تعج به حياتي في خدمة ابناء وطني لتشريف انتمائي المزدوج الى ايطاليا والى. المغرب.

كما تعتبر سكينة الأزمي، من مواليد مدينة الدار البيضاء. لكنها سكنت تطوان او تطوان سكنتها منذ الطفولة كما تقول… حملت حقيبتها من هناك حيث درست أبجدية الموسيقى على يد اساتذة كبار من أمثال محمد امين الأكرمي ومحمد راضي وغيرهم من الأسماء اللامعة. توقفت في طريقها بمدن الأندلس وبالضبط في إشبيلية لتصقل نوتاتها بميلوديا زريابية عريقة وحطت الرحال في إيطاليا حيث أبدعت في ميكساج عبقري، كتب لها تميزا موسيقيا فريدا من نوعه.
جوائز سكينة الفنية حصدتها منذ كانت في المغرب كجائزة الاغنية المغربية بتطوان سنة 1996. حصدت جوائز موسيقية اخرى بايطاليا وأسست جمعتها الفنية “أندلس” و اخرجت ألبوماتها والتي منها البوم “مسافات” والذي كتب ايضا كلمات بعض من أغانيها به.

لمياء حراق نجمة أخرى إرتجفت ولها من أعماق مدينة تطوان لتهادي الطيف على مدينة بروكسيل، لتلهم صمت الرؤيا بين بنوك بلجيكية بعد حصولها على الإجازة المهنية في تسيير المقاولات بالإضافة إلى ماجستير بالإفتحاص المالي حرصت على الحفاظ على التقاليد العريقة التي تشكل جزء من الهوية الثقافية و الحضارية للمغرب.

من جهة أخرى تعتبر نجاة سعدون أيقونة العمل الجمعوي ببروكسل. هذه البلجيكية من أصل مغربي جعلت حل المشاكل اليومية للنساء في وضعية هشاشة، وإعادة البسمة لأطفال مصابين بأمراض، وإعادة شباب فقدوا هويتهم إلى الطريق الصحيح، منحى لحياتها وسببا لوجودها.

بتواضع، وقدرة عالية على الإنصات، تفضل نجاة سعدون العمل في الظل. فرفضها للظلم والفقر جعلاها لم تنتظر الدينامية الحالية التي عرفتها الحركة الجمعوية لتنضم إليها.

في معظم الأحيان، تنأى المرأة المغربية  في المهجر عن صهر هويتها هذه في الأبعاد المختلفة لهوية المرأة المهاجرة، خاصة إن كانت سيدة متزوجة ومن فئة عمرية كبيرة نسبياً، فما زال الرجل الزوج، هو ذاته، الرجل المغربي الذكر، الذي يأبى أن يرضخ طوعاً، لسقف الحريات الجديد المتاح للمرأة والرجل على حد السواء في الدول الغربية، وإن تفاوت هذه الشيء وتأثيره على المرأة، بحسب تفاوت مقدار تحصيلها العلمي، ودرجة تمكينها واندماجها في المجتمع الجديد. يظهر هذا الأمر جلياً لدى الجاليات العربية في أوروبا، وتحديداً تلك القادمة من المغرب العربي أكثر من غيرها، إذ تعاني المرأة العربية المهاجرة في هذه الحالة، من أشد أشكال السلطة الأبوية والذكورية، ما يدفعها إلى التقوقع في مجالها الخاص داخل بيت الأسرة، والابتعاد عن المشاركة الفعالة في المجال العام.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: