كورونا ينقل عروض مسرح الشارع إلى البيوت في المغرب

حول مبدعون شباب غرف منازلهم إلى ركح مسرحي مصغر ضمن مبادرة أطلقتها فيدرالية المغرب لفنون الشارع؛ حيث يعملون، مستعينين بأدوات بسيطة مستوحاة من أجواء المسرح، على تقديم عروضهم عبر فيسبوك.

انفتحت فيدرالية المغرب لفنون الشارع بعد أن أطلقت عروضا فنية قدمها عدد من فناني الشارع المغاربة من منازلهم في إطار مبادرة “شارع الحجر”، على المسرح من خلال احتضانها ودعمها لعدد من المواهب الشابة.

وتحولت بفضل هذه المبادرة غرف عدد من المواهب الشابة إلى ركح مسرحي مصغر يحتضن عروضا خاصة بأبي الفنون.

ووفقا لوكالة الأنباء المغربية، قال طارق الربح، نائب رئيس فيدرالية المغرب لفنون الشارع، إن هذه العروض المسرحية المنزلية تشكل استمرارا للمبادرة التي أطلقتها الفيدرالية بهدف لفت الانتباه إلى تضرر فئة فناني الشارع من تداعيات الحجر الصحي الذي فرضته مواجهة فايروس كورونا.

وأشار الربح إلى أن المسرح يضطلع بدور هام إزاء مواجهة الجائحة، قائلا “يكفي أن نعود إلى تاريخ المسرح عبر مختلف الحقب، ليتأكد لنا أنه فن ينشط في فترة الأزمات، ويتغذى من مواضيع المجتمع ويشكل صدى لاهتماماته”.

وتطرق 11 عرضا من مجموع 36 عرضا مبرمجا للعرض ضمن مبادرة “شارع الحجر” على صفحة الفيدرالية على فيسبوك، حتى الآن إلى استثمار حكايات التراث والقضايا المجتمعية الآنية.

ومن بين هؤلاء الفنانين الشباب الذين حولوا بيوتهم إلى ركح منزلي، عبدالقادر الوردي، الطالب في شعبة ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والذي قدم رفقة زوجته وزميلته في الدراسة، ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺑﻮﻏﺎﻧﻢ، من غرفة في منزله عرضا مسرحيا تحت عنوان “نسيان”.

ركح مسرحي في البيت

وقال الوردي إن “عرض (نسيان) يتطرق لأولئك الأشخاص الذين تغافلوا عن وجود وباء كورونا، وأهملوا احترام التدابير الاحترازية حتى ذهبوا بأرواحهم إلى الموت”.

وأضاف أن هذا العرض يندرج في إطار ﻓﻜﺮﺓ “ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺪﺍﺭ”، و”هي تجربة ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ولدت من رحم ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺼﺤﻲ الذي ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ منازلنا، وﺣﺮﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﻭلة ﻣﻬﻨﺘﻨﺎ ﺃﻭ ﺣﺮﻓﺘﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ تقديم ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ”.

ولفت إلى أن فكرة المبادرة وليدة رغبتنا في “ﺘﻐﺬﻳﺔ ﺟﻮﻋﻨﺎ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺗﻘﺎﺳﻢ ﺤبنا لفن ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻣﻊ الجمهور”، مضيفا أن هدفنا يكمن في أن “ﻧﺒﻴﻦ كيف أن لا شيء يمنع الفن والفنانين من الإقبال على ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻔﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻓﺘﺮﺍﺕ الإنسانية ﺍﻟﻌﺼﻴﺒﺔ ﻛﺎﻥ ﺑﻤثابة اﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻨﺸﻖ عبرها ﻛﻞ ﻣﻦ ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ معاني ﺍﻷﻣﻞ ﻭﻛﻞ شيء ﺟﻤﻴﻞ”.وحول كيفية تحويل غرفة صغيرة إلى ركح تتوفر فيه العناصر الضرورية لتقديم عرض مسرحي قال “كانت هناك صعوبة نظرا لمساحة الشقة الصغيرة، بالإضافة إلى صعوبة التحكم في الإضاءة”.

وتابع “على الرغم من أننا افتقدنا كل التجهيزات التقنية التي عادة ما تكون متوفرة في المسرح، فإن ذلك لم يمنعنا” من النجاح في تقديم مسرح قادر على كسب مشاهدين وإمتاعهم.

وتقوم فكرة مبادرة “شارع الحجر” على اختيار مجموعة من فناني الشارع لتقديم عروض مباشرة لمدة 30 دقيقة على صفحة الفيدرالية على فيسبوك، في عروض يتجدد اللقاء معها كل يومين، على أن تتكفل الفيدرالية بدعم مادي بسيط لتحفيز الفنان على خوض التجربة، والعمل على استقطاب مساهمات مادية أخرى لفائدته، بحسب عماد فجاج، المكلف بالعلاقات العامة بفيدرالية المغرب لفنون الشارع.

وتم تنظيم ما يزيد عن 30 عرضا مباشرا في إطار هذه المبادرة حتى الآن في مختلف أصناف فنون الشارع (موسيقى، مسرح، فنون استعراضية..)، تابعها الآلاف من المتابعين.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: