حديث رمضان المغترب(ة)
باريس/نجاة بلهادي بوعبدلاوي
المغترب، هو إنسان منسي اجتماعيا، مشكوك فيه وطنياً، يراه الناس غنياً، حالته وحدانية وتعب وألم نفسي، يتعامل مع أقرب الناس إليه إليكترونياً، يسرق الزمان من عمره يوميا الكثير .. ويعيش الأمل في نفسه، بعدما يتذكر أنه سيرى أهله سنوياً…
فقط في أحلامه يرى من يعشق يومياً، يعيش الأعياد ولمة رمضان هاتفياً،حياته مختلفة كلياً عن الآخرين..
رمضان في الغربة هو معاناة كبيرة واشتياق إلى الأهل باستمرار، لأنه مع حلول شهر رمضان أحاسيسنا يغلب عليها الجوّ العائلي، ومعها يتضاعف الإحساس بالحنين والشوق إلى الأسرة ومحيطها الدافئ، إنّه واقع لا يغادر حال المغتربين أبدا، يزداد هذا الشوق مع تجليات وروحانية الشّهر الكريم الذي ما إن يقبل حتى تحل معه ذكريات الزمن الجميل لتتجول في عقولنا وقلوبنا ونحن نعيش حدود الوطن الأم.. ذكريات اللّمة المغربية تعود للأذهان على مائدة الإفطار، تدمع العين وتتحسر على لمٌة وزمان مضى ولن يعود ..
يا رفيقي أول شيء تتعلمه في الغربة هي أن القسوة تعلمك الكثير، تعلمك كيف تقف دون مساعدة، تعلمك كيف تدوس على مشاعرك، كيف توزع الابتسامات دون أن تحس بها، تعلمك كيف تكرر أنك بخير والامور هانية كل يوم، تعلمك كيف تكلم الجماد، وكيف تكتب للراحيلين، كيف تهدي مع الأطياف…كيف تتألم في صمت، تنسى في صمت، تحب في صمت.
أنا اليوم يا رفيقي ﻻ أبكي، كل مافي الأمر أن غبار الحنين قد دخلت عيني وأجبرت دمعتي على النزول في زمن الجائحة كورونا ورمضان..