تماطل الحكومة المغربية يؤزم وضعية المغاربة خارج الوطن و المغاربة مزدوجي الجنسية العالقين داخل المغرب

وجّه المغاربة مزدوجي الجنسية العالقون في المغرب  بسبب جائحة كورونا، بيانا قوي المضمون إلى السلطات المغربية يتهمونها بالكذب عليهم بشأن تاريخ فتح الحدود المغربية ، ويعتبرون أن ما يحصل لهم بمثابة جرح لن يندمل، بينما تتحدث الحكومة عن بدء خمس رحلات متوجهة إلى بلجيكا تضم فقط 1400 من ضمن 6300 مواطن بلجيكي من أصول مغربية .
و من خلال مجموعة بلجيكيين من اصول مغربية التي يترأسها محسين المودن و التي تضم ازيد من 4600 شخص من الشيوخ و المرضى و الأطفال و يطالبون السلطات المغربية بالسماح لهم بمغادرة التراب الوطني ليلتحقوا بعائلاتهم و لعملهم بعدما طال تماطل السلطات المغربية و تبادل الاتهامات  بين الحكومتين المغربية و البلجيكية حيث أصبحوا ككرة المضرب بين معلومات وزير الخارجية البلجيكي و نظيره المغربي .

وقد صدرت المجموعة العديد من البيانات ، بعدما نفد صبرهم وفقدوا الأمل في العودة السريعة. ويتضمن البيان أن “الوضع المتأزم الذي نعيشه، وتحوله إلى ألم عميق، في بلاد تتخلى عنا بشكل مريع، حيث لم تأت كل الاجتماعات والنقاشات الحكومية بأي مخطط واضح لعودتنا لأرض لبلجيكا، وبعد تبدد كل بصيص مع توالي الأيام وانتظار ينهي أسبوعه السابع دون بروز أية بوادر لفك هذا الحصار”.

و لم يأتي رئيس الحكومة بأي جديد في حوار تلفزي مؤخرا بعدما تبين أنه غير ملم بالموضوع و ان الحكومة تحاول إيجاد حلول بعد انتهاء الحجر الصحي .

وفي جهة أخرى يعاني المغاربة العالقين بالخارج الأمرين بين تشرد و استغراب بعدما عملت دول العالم كلها على إجلاء مواطنيها باستثناء المغرب، وأن “الحكومة المغربية قد تخلت عنهم بشكل قاطع وتركتهم يواجهون  مصيرا مجهولا مشكلة بذلك استثناء على المستوى العالمي في الوقت الذي دأبت كل دول العالم على إرجاع مواطنيها إلى حضن وطنهم”، واستنكروا “تمييز الحكومة بين المواطنين داخل الوطن والمواطنين الموجودين خارجه واعتبارهم مصدر تهديد لصحة المواطنين دون موجب حق”.

وانتقدوا وزير الخارجية ناصر بوريطة الذي تعهد في جلسة برلمانية ببدء الإجلاء سريعا، في إشارة منه إلى أيام قليلة، مؤكدين: “كان من الحري به أن يقدم مخططا واضحا لملف الترحيل الذي لا يتطلب كل هذا الوقت للشروع فيه، وأن هذه الأجوبة لعب على أعصاب ونفسية العالقين لأهداف لا تعلمها إلا الحكومة ووزيرها في الخارجية”.

وفي فقرة أخرى يتحدثون عن “فشل الحكومة المغربية في تقديم تبريرات مقنعة لموقفها المتسم بالتعتيم والمفعم باللامبالاة بمواطنين مغاربة لهم حق على وطنهم الذي تتنكر لهم حكومته دون اهتمام ولا رعاية وفي ظروف قاسية”.

ويستشهدون في المقابل بما قامت به دول أخرى، وتقول الفقرة إن “هذا الفشل الحكومي المغربي، فيما نجحت كل البلدان لترحيل المواطنين نقطة سوداء في سجلها وجرح لن يندمل لآلاف المواطنين وعائلاتهم”، رافضين “تحميل ملف العالقين ذي الطابع الإنساني والحقوق والاجتماعي لحمولات وحسابات سياسية بائسة وغير مقبولة أخلاقيا في ظل ظروف عصيبة يعيشها العالم بأسره ويعيشها العالقون بشكل مضاعف”، وتساءل كيف تخلت الدولة عن العالقين في سبتة ومليلية الذين يتطلب الأمر فقط فتح الحدود لعبور المعبر.

وبعد التشديد على الأوضاع الاجتماعية والنفسية التي يعاني منها العالقون ورفض الحكومة الاستجابة لمطالبهم بالعودة الى وطنهم، لوّح العالقون في البيان بخوض أشكال احتجاجية مشروعة.

ويوجد العالقون في الخارج وعددهم يفوق 20 ألفاً منذ إغلاق المغرب الحدود منتصف مارس الماضي، ولا توجد مؤشرات واضحة بشأن عودتهم قبل 20 مايو المقبل، تاريخ رفع الحجر الصحي.

ورغم ذلك، وحول هذا الموضوع، كشف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت في جلسة برلمانية عن بدء إجلاء العالقين في سبتة ومليلية بعد تفاهم مع اسبانيا. لكن في المقابل، يؤكد العالقون في سبتة ومليلية بأن لا أحد منهم انتقل الى المغرب حتى ظهر اليوم الخميس. وقد تكون عملية الإجلاء خلال نهاية الأسبوع، رسميا بعدما اقترحت اسبانيا على المغرب إجراء التحاليل المخبرية على العالقين لتسهيل عودتهم.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: