من يستهدف رجال السلطة ؟

يعيش رجال ونساء السلطة ضغطا كبيرا يصعب تحمله من طرف أشخاص عاديين، لكن تكوينهم العسكري وتكوينهم الأكاديمي العالي يجعلانهم أطرا فوق العادة، يتواجدون بكل الدروب والأزقة والمداشر على مستوى التراب الوطني، ويعملون دون كلل ولا ملل.
جائحة كرونا كشفت الوجه الحقيقي لهؤلاء الرجال والنساء الذين لا يتوانون في خدمة المواطنين ويملأون الفراغات التي تخلفها باقي الأجهزة والمصالح المختلفة للدولة، ويقومون بالواجب كما يجب.
فإذا كان القانون يمنحهم الولاية العامة في إيالاتهم كممثلين للدولة، فبعض المواطنين يجهلون ذلك وهو ما يسبب اصطدامات واحتكاكات مع رجال السلطة بسبب جهل المخالفين للقانون.
فرجال السلطة يقومون بتنسيق عمل باقي أجهزة الدولة ويشرفون على حسن سير مرافقها بنفوذهم الترابي.
وحينما يطلب رجل سلطة من مواطن كيفما كان إسمه وصفته الامتثال للقانون أو الامتناع عن القيام بعمل، فعدم امتثال هذا الأخير لأمر رجل السلطة يعد عصيانا وفق مقتضيات الفصل 300 من القانون الجنائي.
وحينما نجد شخصا مخالفا للقانون ويرفض العدول عن المخالفة أو تسوية وضعيته القانونية، فلماذا نركز على تدخل رجل السلطة ونحاول شيطنته بدل التركيز على المواطن الذي خالف القانون مع سبق الاصرار والترصد.
فالأجدر احترام رجال السلطة والامتثال لأوامرهم، ويمكن تقديم شكايات بعد ذلك لاستفسارهم عن مدى قانونية الإجراء المتخذ. أما أن يرفض المواطن الامتثال ويريد فرض الأمر الواقع بالقوة وكأننا في غابة وتجاهل أوامر رجال السلطة هو إهانة في حد ذاته ومس بهبة الدولة.
فالبعض يحاول لعب دور الضحية واستغلال الظرفية للإساءة لجهاز هو الوحيد الذي يعمل رجاله ليلا ونهارا دون توقف، جهاز لا يعرف نظام الديمومة ولا يعرف أوقات راحة، جهاز يشتغل رجاله 24 ساعة في اليوم باستمرار ودون أي تعويض عن الساعات الإضافية أو أيام راحة كما هو الشأن بالنسبة لباقي أجهزة الدولة.
رجال السلطة يعملون باستمرار كآليات غير قابلة للتوقف سوى بالتقاعد أو الموت، فإذا كان الطبيب ينال قسطا من الراحة بعد 24 ساعة من الديمومة وكذلك الشرطي، فرجل السلطة يعمل دون توقف ليلا ونهارا.
من لا يعرف جيدا معاناة هؤلاء الرجال والنساء الأفداد فعليه أن يصمت، حركاتهم مستمرة ودون طلبات مسبقة ولا رغبات ولا اختيارات، واستعدادهم للعمل بجميع ربوع المملكة دون قيد أو شرط أمر محسوم منذ أن اختاروا التضحية براحتهم وحياتهم الشخصية والقرب من محيطهم العائلي من أجل خدمة المواطنين والوطن.
أقول لمن يتجرأ على هذا الجهاز العتيد هل وضعت نفسك يوما مكان رجل السلطة، هل حدث أن اطلعت عن قرب عن ما يقومون به يوميا من عمل إداري وميداني.
نحن جميعا ممتنون لهؤلاء الأسود البواسل، وعلينا احترامهم وتقدير مجهوداتهم، عوض لغة التبخيس والحقد والكراهية الغير المبررة سوى بكونها حالة مرضية ونفسية تجعل رجل السلطة شماعة لأخطاء باقي المتدخلين.
ألف تحية لكل رجال السلطة، وفقكم الله وكان في عونكم.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: