المغرب ينتج ثلاثة ملايين كمامة يومياً مما يتيح إمكانية تصديرها
استطاعت السلطات المغربية التصرف بجرأة انعكست على القضايا الحيوية المتعلقة بالوباء، تصرف كان في بعض الأحيان متقدمًا على نصائح منظمة الصحة العالمية.
في الإثنين الـ 6 أبريل، أوصى المدير العام لهذه الهيئة التابعة للأمم المتحدة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، باستخدام الكمامات الصحية للمرضى أو الذين يرعون المرضى في المنازل.
وحذر في مؤتمر صحافي من أن الاستخدام المكثف لها يمكن أن يعرض مصالح الصحة للخطر، والذين هم في أمس الحاجة إليها.
ومع ذلك، في اليوم نفسه، قرر المغرب الالتزام بارتداء الكمامات لكل من يخرج إلى الشارع منذ الثلاثاء السابع من أبريل الماضي، وتم سن ذلك بين عشية وضحاها.
أعلن ذلك ليلة الإثنين، وفي اليوم التالي كان إلزامياً بالفعل، مدعوماً بعقوبات للمخالفين تصل إلى ثلاثة أشهر في السجن، وغرامة تصل إلى 1300 درهم؛ أي ما يعادل 130 دولارًا.
نظريًا، قامت الدولة بتصنيع وتوزيع كمامات مدعومة في جميع أنحاء البلاد، وستكون متاحة في محلات البيع والصيدليات.
وزير الصناعة المغربي، مولاي حفيظ العلمي، أعلن يوم الثلاثاء 7 أبريل، عندما دخل القانون حيز التنفيذ، أن البلاد بدأت في إنتاج الكمامات قبل أسبوع، ووزعت لأول مرة على قطاع الصحة ومسؤولي إنفاذ القانون.
وقال: «اليوم ننتج ثلاثة ملايين وحدة يوميًا وسننتقل قريبًا إلى خمسة ملايين… وقريبًا سنصدر كمامات مغربية إلى أوروبا».
لكن تطبيق القانون كان أكثر صعوبة من صباغته، فالحقيقة هي أنه لمدة أسبوعين على الأقل كان من المستحيل العثور على كمامات في أماكن عديدة. وبيعت في بعض الصيدليات كمامات هشة من الورق، على الرغم من جودتها المنخفضة، مقابل دولارين تقريبًا. وبعبارة أخرى، وقعت عملية احتيال لم يكن أمام العديد من المواطنين خيار سوى الخضوع لها، فقد كان المواطن بين خيارين إما الانصياع طوعًا إلى احتيال الصيدليات، أو الانصياع قسرًا لقانون السلطات. في الـ23 أبريل، كشف وزير الصناعة علانية عن عمليات الاحتيال والفساد التي نشأت في سلسلة التوزيع، وتحدث العلمي عن الذي حصل مع منتجي المنسوجات، الذين اضطروا إلى الالتزام بسعر منظم، وفي الوقت الحالي لا يمكنهم التصدير. وأفاد أيضًا أنه طلب مساعدة مصنع ألبان وشركة كوكا كولا لمساعدته في التوزيع، مضيفًا أنهم أنتجوا بالفعل 6.8 مليون قناع وأنهم سيصلون قريبًا إلى 8 ملايين، وإنه يرى هذه الأزمة كفرصة.وعلق الوزير، وهو رجل أعمال مؤسس لمجموعة «سهم» التي تغطي قطاعات مثل التأمين والتمويل والعقارات والرعاية الصحية مؤخرًا، على صحيفة «لوموند» الفرنسية بأن هناك «35 شركة مخصصة لتصنيع الأقنعة غير المدعومة».«خمس منها تصدر بالفعل نصف إنتاجها إلى أوروبا… ولدينا طلب كبير من دول أجنبية، وبما أننا نلبي بالفعل الاحتياجات الوطنية في غضون أسابيع قليلة، سنفوض المزيد من الشركات للتصدير»، يقول العلمي.اليوم، الأقنعة متوفرة في كل مكان؛ في الصيدليات ومتاجر الأحياء. وفي المجموع، تم توزيع 160 مليونًا.
وهكذا تمكن المغرب، البلد الذي يبلغ عدد سكانه 36 مليون نسمة، من احتلال الصدارة في العالم من حيث تدابير الاحتواء التقييدية، وأصدرت الحكومة قرارًا بالحجر الصحي والحجر المنزلي في 20 مارس، ومددته حتى 20 مايو الحالي.
اليوم لا يوجد حديث عن رفع الحجر في الوقت الحالي، بل هناك احتمال لتمديده مرة أخرى، وحتى اليوم تم إحصاء ما مجموعه 5408 حالة إيجابية لفيروس كورونا، وتم تسجيل 183 حالة وفاة منذ بداية الوباء مطلع مارس.
وفي جميع أنحاء المغرب، يرتدي اليوم جميع الناس كماماتهم، حتى عند الخروج بمفردهم في سياراتهم الخاصة، أو لقضاء حاجياتهم اليومية، بحيث تمتلك البلاد حاليًا إنتاجًا تراكميًا يبلغ 147 مليون كمامة يمكن التصدير منها.