مغالطات وأكاذيب في أجوبة بعض الوزراء

فوجئ العديد من البرلمانيين، الذين يراقبون العمل الحكومي، ويسائلون أعضاء الحكومة، من خلال الأسئلة الشفوية أو الكتابية، بمغالطات وأكاذيب في أجوبة بعض الوزراء، ما يشكل سابقة في العمل التشريعي والحكومي.
وأمام توالي تهرب بعض الوزراء من قول الحقيقة، وتقديم عناصر جواب تكون خالية من الكذب، اضطر بعض النواب إلى رفع تظلمات إلى حبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، من أجل عرض مناقشة الموضوع مع سعد الدين العثماني بصفته رئيسا للحكومة، ووصيا على عمل الوزراء.
ويستعين بعض الوزراء، عندما يمثلون أمام أعضاء البرلمان، بأجوبة مكتوبة لهم من قبل موظفين، غالبا ما تنقصها الدقة والمعلومة الصحيحة، وهو ما يغالط الرأي العام، ومعه سكان الدوائر الانتخابية التي يطرح ممثلوها في المؤسسة التشريعية أسئلة محددة وواضحة، لكنهم يتلقون أجوبة فيها الكثير من المغالطات والكذب.
في السياق نفسه، وجه هشام لمهاجري، رئيس لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة بمجلس النواب، وعضو فريق الأصالة والمعاصرة، رسالة احتجاج إلى حبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، عنوانها “مصداقية جواب وزير الطاقة والمعادن والبيئة عن سؤال حول الاستثمار في القطاع المعدني”.
وقال لمهاجري، في رسالته المرفوعة إلى رئيس مجلس النواب،  “سبق أن تقدمت بتعقيب إضافي على سؤال لفريق العدالة والتنمية موجه لوزير الطاقة والمعادن والبيئة حول الاستثمار في القطاع المعدني، خلال الجلسة الدستورية للأسئلة الشفوية ليوم الاثنين 3 فبراير 2020. وتضمن جواب الوزير على التعقيب، الذي تقدمت به، معطيات مغلوطة، إذ قال إنه غير المرسوم الذي تحدثت عنه بمرسوم جديد يتضمن مقتضيات مخالفة للمعطيات التي تقدمت بها”. وبعد التحري والتدقيق حول الواقعة من قبل البرلماني نفسه، اكتشف بأن “المرسوم الجديد الذي تحدث عنه عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن والبيئة، لم يصدر بالجريدة الرسمية سوى بتاريخ 16 أبريل 2020، في حين أن الجلسة موضوع النقاش انعقدت بتاريخ 3 فبراير 2020”.
وبالنظر لما سبق، واعتبارا للمكانة الاعتبارية والدستورية للمؤسسة التشريعية، التمس لمهاجري من حبيب المالكي، بصفته رئيسا للغرفة الأولى، لفت انتباه رئيس الحكومة حول ضرورة أن تتضمن عناصر أجوبة الوزراء معطيات دقيقة على أسئلة البرلمانيين، وتتسم أيضا بالمصداقية.
وينتظر هشام لمهاجري، الموقع على رسالة الاحتجاج، أسلوبا جديدا في مراقبة العمل الحكومي، من عزيز رباح، بصفته وزيرا للطاقة والمعادن والبيئة، تقديم توضيحات حول النازلة المليئة بالكذب والمغالطات على حد وصفه.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: