التهديدات الإيرانية تذكي إصرار واشنطن على تمديد حظر الأسلحة على طهران

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يلوح باستخدام كل الأدوات لتمديد حظر التسلّح على إيران

قالت واشنطن، الأربعاء، إن التهديدات الإيرانية لن تثنيها عن استخدام أيّ أداة ممكنة بهدف تمديد حظر الأسلحة على حكومة الملالي في طهران، وذلك في وقت لوّح فيه الرئيس حسن روحاني برد ساحق في حال مددت الولايات المتحدة حظر التسلح على بلاده.

ردت الولايات المتحدة الأربعاء، على تصريحات إيرانية تتوعد واشنطن برد ساحق في حال تم تمديد حظر الأسلحة المفروض عليها وذلك في وقت تتباهى فيه طهران باستيراد شحنات عسكرية وتواجه فيه انتقادات لتعاملها مع وباء كورونا.

وتعهد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الأربعاء، باستخدام كل الأدوات لمنع إيران من شراء المزيد من الأسلحة من خلال تمديد الحظر المفروض عليها في ما يخص التسلح.

وقال بومبيو إن “ما يجب أن يعرفه الشعب الأميركي هو أن الرئيس دونالد ترامب ملتزم باستخدام كل أداة لدينا لمنع الإيرانيين من الحصول على المزيد من الأسلحة التقليدية. أنا مقتنع بأن لدينا القدرة على القيام بذلك”.

حسن روحاني: سيكون ردنا ساحقا إذا جرى تمديد حظر التسلح المفروض علينا
حسن روحاني: سيكون ردنا ساحقا إذا جرى تمديد حظر التسلح المفروض علينا

وجاءت تصريحات بومبيو في أعقاب رد على تلويح الرئيس الإيراني حسن روحاني برد ساحق إذا مضت الولايات المتحدة في خططها بتمديد حظر على التجارة الإيرانية في الأسلحة التقليدية، والذي من المقرر أن ترفعه الأمم المتحدة في وقت لاحق هذا العام.

وبموجب اتفاق إيران مع القوى العالمية لتحجيم برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، فمن المقرر أن ينتهي حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة في أكتوبر المقبل.

وتقول الولايات المتحدة، التي انسحبت من الاتفاق في 2018، إنها تريد تمديد الحظر، ولكن ذلك سيجعلها تواجه عقبات كثيرة أبرزها إقناع الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن بعدم رفع حق النقض (الفيتو).

وكرر روحاني في كلمة ألقاها الأربعاء انتقاد إيران لقرار واشنطن بالانسحاب من الاتفاق النووي والذي وصفه بأنه “خطأ غبي”.

وأضاف روحاني “إذا كانت أميركا تريد العودة للاتفاق، فعليها رفع كل العقوبات عن طهران وتعويضها عن معاودة فرض العقوبات، سيكون رد إيران ساحقا إذا جرى تمديد حظر الأسلحة المفروض عليها”.

ولا يعد هذا التهديد وليد اللحظة حيث جرت العادة على أن تلوح طهران بضرب الولايات المتحدة وتواجدها العسكري في المنطقة.

وقال مراقبون إن روحاني يعي تماما أن بلاده غير قادرة على الرد على أي إجراء أميركي ضدها في الوقت الحالي نظرا لأن نظام ولاية الفقيه في موقع ضعف، وتقتصر تلك التهديدات على التسويق المحلي لا غير.

وقلصت إيران تدريجيا التزاماتها بموجب الاتفاق ردا على قرار الولايات المتحدة بالانسحاب، لكنها تقول إنها تريد أن يظل الاتفاق ساريا. وانتقدت الأطراف الأوروبية في الاتفاق لتقاعسها عن إنقاذه من خلال حماية اقتصادها من العقوبات الأميركية.

وقال روحاني “خطوات إيران النووية يمكن العدول عنها إذا أوفت الأطراف الأخرى في الاتفاق بالتزاماتها وحافظت على مصالح طهران بموجب الاتفاق”.

وأكد الرئيس حسن روحاني الأربعاء أن نظيره الأميركي دونالد ترامب سيندم على الانسحاب من الاتفاق النووي مع بلاده وذلك في تصريح له في الذكرى الثانية للقرار الأميركي.

تحدي للعقوبات
تحدي للعقوبات

واعتبر روحاني أن ترامب خرج من الاتفاق النووي “عنادا” مع سلفه باراك أوباما.

وكانت الولايات المتحدة انسحبت عام 2018 بصورة أحادية من الاتفاق النووي الذي كان يهدف لمنع طهران من الحصول على ترسانة نووية مقابل تقديم مزايا اقتصادية لها.

وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا قصوى على إيران لإجبارها على التفاوض على اتفاق أوسع يتجاوز برنامجها النووي، إلا أن طهران تؤكد أنها لن تدخل في أية مفاوضات مع الولايات المتحدة ما لم تعد واشنطن الأمور لما كانت عليها وترفع كافة العقوبات التي فرضتها على إيران بعد انسحابها من الاتفاق. وكبلت هذه العقوبات الاقتصاد الإيراني وجعلته يرزح تحت أزمة فجرت تحركات اجتماعية تخمدها السلطات عادة بالقوة.

وبالرغم من أنها منشغلة في كبح جماح كوفيد – 19 إلا أن إيران تواصل تنفيذ برامجها العسكرية حيث استلمت في وقت سابق طائرات مسيرة تستهدف حماية شريطها الحدودي.

كما أقدمت طهران على إطلاق قمر اصطناعي عسكري نحو الفضاء في عملية نددت بها واشنطن وباريس.

وبموازاة ذلك يواصل فايروس كورونا تفشيه في البلاد التي تعد الأكثر تضررا في الشرق الأوسط بالجائحة.

وواجهت إيران انتقادات أميركية بشأن تدهور البنية التحتية الصحية مقابل انشغال إيران بدعم أنشطة عسكرية في الشرق الأوسط.

والأربعاء حذرت طهران من “اتجاه تصاعدي” لتفشي فايروس كورونا المستجدّ بالبلاد مع إعلانها تسجيل 1680 إصابة جديدة، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى أكثر من مئة ألف.

وتكافح إيران لاحتواء تفشي كورونا الأكثر فتكا في الشرق الأوسط منذ الإعلان عن أولى حالاتها في منتصف فبراير.

وأثار البرلمان الشهر الماضي مخاوف بشأن خطر “موجة ثانية” من الفايروس في تقرير انتقد رد فعل الحكومة البطيء.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور في مؤتمر صحافي متلفز الأربعاء “نشهد اتجاها تصاعديا في الأيام الثلاثة أو الأربعة الماضية”.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: