الاتحاد الأوروبي يواجه أسوأ كساد اقتصادي بسبب الوباء
أوروبا تواجه ركودا تاريخيا خلال العام 2020 بسبب تأثيرات فايروس كورونا
تجمع التقارير الدولية على أن أوروبا على شفا ركود تاريخي خلال العام 2020 حيث ستتأثر بشدة بفايروس كورونا وخصوصا بلدان جنوب القارة بسبب توقف السياحة في وقت ترتفع فيه الضغوط لتخفيف وطأة الوباء الاقتصادية بإعادة الحياة للقطاعات المنتجة.
وتوقعت المفوضية الأوروبية الأربعاء حدوث ركود تاريخي في الاتحاد الأوروبي هذا العام مع انخفاض قياسي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.7 في المئة في منطقة اليورو، على أن تشهد بعدها حالة انتعاش بنسبة 6.3 في المئة في عام 2021.
وشدد المفوض الأوروبي للاقتصاد الإيطالي باولو جنتيلوني على أن “عمق الركود وقوة الانتعاش سيختلفان باختلاف السرعة التي يمكن بها رفع تدابير الاحتواء، وأهمية قطاع الخدمات في كل اقتصاد، مثل السياحة، والموارد المالية المتوفرة لدى كل دولة”.
وليس من المستغرب أن الدول التي يُتوقع أن تشهد أقوى فترات الركود الاقتصادي هي اليونان -9.7 في المئة وإيطاليا -9.5 في المئة وإسبانيا -9.4 في المئة التي تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على السياحة. فهذا القطاع الذي يوظف أكثر من 300 مليون شخص ويمثل 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، هو من القطاعات الأكثر تضررا من جراء الوباء.
وشهدت إسبانيا وهي ثاني أكبر وجهة سياحية في العالم، انخفاض عدد الزوار الأجانب بنسبة 64.3 في المئة في مارس الماضي بالوتيرة السنوية، وبأكثر من 25 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
وأعلنت شركة آر.بي.أن.بي للسياحة العالمية، أنها ستتخلى عن 25 في المئة من موظفيها البالغ عددهم 7500. وقال المؤسس المشارك للشركة براين تشيسكي إن “منصة حجز أماكن الإقامة تواجه “حقيقتين قاسيتين: لا نعرف متى سيستأنف السفر، وعندما يحدث ذلك، ستكون الأمور مختلفة”.
وفي سائر أنحاء العالم، يزداد الضغط لإنهاء العزل مع تراكم الأخبار الاقتصادية السيئة، ومع اقتراب العطلة الصيفية في أوروبا. ودفعت الفاتورة الباهظة للوباء بعض البلدان إلى تخفيف إجراءات العزل، ومن المتوقع أن تخطو ألمانيا خطوة حاسمة عبر السماح بإعادة فتح كل المتاجر والمدارس خلال مايو الجاري، وفق مسودة اتفاق بين الحكومة والمقاطعات حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية.
وبات بالإمكان القيام بذلك لأنه ومنذ بدء فرض تدابير العزل في 20 أبريل، ظل عدد الإصابات الجديدة بالفايروس متدنيا ولم تلحظ أي موجة عدوى ثانية، وفق النص. حتى أن برلين تخطط للسماح باستئناف بطولة كرة القدم من دون جمهور.
ومع ذلك، ستبقى الأحداث الرياضية أو الثقافية أو الاحتفالات الكبرى محظورة حتى نهاية أغسطس القادم “على الأقل” في ألمانيا.
ويرى خبراء أن هذا يبعث على الارتياح لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الراغب في الانتقال إلى مرحلة جديدة من المعركة، بعدما تجاوزت بلاده عتبة 70 ألف وفاة جراء الوباء.
وقال الرئيس من مصنع هانيويل لأقنعة الوجه في فينيكس بولاية أريزونا “علينا أن نفتح بلادنا وعلينا أن نفتحها قريبا”، دون أن يرتدي هو نفسه قناعا، وإنما اكتفى بنظارات واقية.
وأمام تحسن الوضع الصحي، بدأت العاصمة الإسبانية مدريد بتخفيف التدابير الصارمة المفروضة على سكانها.
وأعلنت رئيسة وزراء بلجيكا صوفي ويلميس الأربعاء عن تخفيف جديد لإجراءات العزل وإعادة فتح المتاجر التي لا تبيع السلع الأساسية اعتبارا من الاثنين في ظل شروط صارمة.
أما في مدينة ووهان الصينية مهد الوباء ومصدر انتشاره فقد استأنف طلاب المدارس الثانوية دروسهم في المدينة الأربعاء ، فيما فرضت المدارس على الطلبة وضع أقنعة واقية وإبقاء مسافة بينهم فيما تعمل كاميرات بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن أي ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
وأودى المرض التنفسي بحياة آلاف الأشخاص من حول العالم وأرغم أكثر من نصف البشرية على البقاء في منازلهم.
وفي خضم موجة الضغوط على الحكومات لمراجعة قرارات العزل يتواصل الأخذ والرد بين واشنطن وبكين بخصوص الفايروس حيث لا يزال السؤال المطروح هو حول كيفية ظهور المرض.