منظمة مغربية تحتج لدى سفير تونس في الرباط بسبب برنامج تلفزيوني اعتبر مسيئاً للبروتوكول الملكي
احتجت إحدى أكبر المنظمات الشبابية في المغرب، بشدة، على البرنامج التلفزيوني “الملك” الذي تبثه قناة “حنبعل” التونسية، داعية إلى اتخاذ الإجراءات القانونية لإيقافه، واتخاذ التدابير اللازمة لفتح تحقيق من أجل معرفة حقيقة ما يجري داخل هذه القناة وكشف خيوط هذه “المؤامرة” التي قالت المنظمة إنها تستهدف المغرب.
ووجهت “الشبيبة الاستقلالية” رسالة إلى حمد بن عياد، سفير تونس في الرباط، عبّرت فيها عن احتجاجها وشجبها لمضامين برنامج “الملك” الذي تبثه قناة “حنبعل” التونسية، مشيرة إلى أنه “يتضمن إيحاءات غير بريئة تمس المغاربة في مقدساتهم وثوابتهم الوطنية، واستهزاء ومسخا بالبروتوكولات والمراسيم المعمول بها، ومحاولة إفراغها من حمولتها الدينية والأخلاقية والسيادية.”
وبرنامج “الملك” عبارة عن كاميرا خفية تقوم على إبرام عقد مع فنان للمشاركة في إحدى مقالب “رامز جلال” مقابل مبلغ مالي كبير، ولكن بشروط من بينها تقبيل يد الملك. ويفهم من بعض مشاهد البرنامج أن المقصود هو العاهل المغربي محمد السادس وولي عهده.
ولمحت رسالة منظمة “الشبيبة الاستقلالية” إلى حملة استهداف المغرب من قبل قنوات سعودية، وخصوصا “العربية”، فقالت إن واقعة هذا “البرنامج”، شبيهة بوقائع أخرى نسجتها بعض الجهات المارقة المعروفة والمفضوحة، والتي تندرج ضمن فصول مخطط حقير يستهدف المغرب ليس فقط في وحدته ولكن في مقدساته وأعمدته الصلبة والتي أسست الوجودية المميزة للمملكة المغربية.
وكانت “العربية” بثت خريطة للمغرب مبتورة من الأقاليم الصحراوية، كما أولت حيزا وافرا لجبهة “البوليساريو”، وعملت مؤخرا على تقديم معطيات مبالغ فيها حول فيروس “كورونا” في المغرب.
وقالت “الشبيبة الاستقلالية” في رسالتها التي اطلعت “القدس العربي” على مضمونها: “كنّا نامل أن يظل الإعلام المغاربي في منأى عن هذا الاستغلال، وأن يسهم بالمقابل في تعزيز أواصر العلاقات بين الشعوب المغاربية، وتعزيز استقرارها ووحدتها واحترام مقدساتها، وأن يبقى محصنا ضد كل الإرادات عبر الإقليمية وعبر وطنية التي تسخر عائدات اقتصاد الريع والبترودولار خدمة لأجندتها السياسية، ولإذكاء الفتن وبث التفرقة وزعزعة الاستقرار في الصف الوطني والإساءة إلى الرموز وإلى الثوابت الوطنية، ومحاولة فرملة مسار دمقرطة الدولة والمجتمع.”
وتابعت الرسالة كذلك: “إن المغرب لا يعيش في قفص حديدي حتى يصدق العالم فورا كل ما يقال عنه، بل إن العالم يتابع تفاصيلنا، ويعلم علم اليقين أهمية التحول الديمقراطي الكبير الذي أنجزه المغرب في خضم متغيرات جهوية غير مسبوقة، وعبر قرارات اجتماعية وسياسية واقتصادية، دعمت الاستقرار وبوأت المملكة المغربية مكانة سامقة، وجعلت تجربتنا استثناء في المنطقة، يحتذى به في الإصلاح السياسي والدستوري والتنمية والاستقرار”، واعتبرت “الشبيبة الاستقلالية” أن هذه المكانة “شكلت على الدوام مصدر إزعاج للمتربصين بالمكتسبات والمنجزات التي حققها المغرب الجديد، ولرعاة الفتن السياسية وطنيا وإقليما ودوليا، الذي عملوا على توظيف كل الأساليب الدعائية التضليلية للتشويش أو تشويه صورة المغرب ومحاولة النيل من مكاسبه الوطنية عبر حملات إعلامية مغرضة تمس المصالح العليا المغربية” وفق ما جاء في الرسالة.