تتويج الوداد البيضاوي بين موسم أبيض واستكمال الدوري
تتضارب آراء فرق الدوري في المغرب ومواقفها بشأن قرار إلغاء الموسم أو الاستمرار في خوضه، وفقا لما يبدو أنه لعبة مصالح تحدد توجهات مسؤولي الأندية حسب استفادتها. وتترقب سبعة أندية بشغف كبير ما سيقرره اتحاد الكرة المحلي في الـ5 من مايو الجاري بشأن مصير دوري المحترفين.
تواصل أزمة كورونا فرض كلمتها على الرياضة حول العالم، إذ أجبرت هذه الأزمة عددا من الدوريات الأوروبية الشهيرة على الاستسلام وإعلان إلغاء الموسم، وهو القرار المحير لكل الاتحادات في الوقت الراهن. وبين تضارب الآراء بشأن إعلان موسم أبيض أو استكمال الدوري خلف الأبواب المغلقة، فإن 7 فرق تهتم كثيرا بالقرار المنتظر لاتحاد الكرة.
ويتقدم الوداد البيضاوي، حامل اللقب والمتصدر الحالي للترتيب، هذه الأندية، إذ يحلم بإعلانه بطلا، في حال تقرر إنهاء الموسم بسبب احتلاله صدارة الترتيب. كما يراقب اتحاد طنجة ورجاء بني ملال، الوضع كونهما مهددين بالهبوط للدوري الثاني.
وتظل 4 فرق من الدوري الثاني معنية بالقرار المقبل، وهي المغرب الفاسي وشباب المحمدية نظرا إلى احتلالهما المركزين الأول والثاني وهما المرشحان للصعود، وشباب الحسيمة واتحاد سيدي قاسم المرشحان للهبوط. ومن شأن إعلان موسم أبيض، أن يدفع اتحاد الكرة لاتخاذ قرارات مهمة لتحديد بطل الدوري، ومن سيمثّل المغرب في المشاركات الأفريقية.
الحل الأمثل
كان مدرب اتحاد طنجة بيدرو بنعلي بطل المغرب قبل موسمين، الذي يحتل هذا الموسم المركز قبل الأخير، والمهدد بالهبوط، أكد أن الحلّ الأمثل للأزمة الحالية هو إلغاء الموسم، حتى تحصل كل الفرق على فرصتها بالتساوي في الإعداد لموسم جديد، يخلو من الضغوطات. وذهب محمد فاخر مدرب نادي حسنية أكادير السابق، وهو فريق مهدد بالهبوط أيضا، ليدعم موقف اتحاد طنجة، مقرّا بحتمية إعلان موسم أبيض. وفسر البعض تلك الآراء بأنها خاضعة لمصلحة أصحابها، الطامحين في إنهاء معاناتهم وتفادي خطر الهبوط. على عكس هذه الفئة تقدّم نادي نهضة بركان في شخص مدربه طارق السكتيوي المواقف المطالبة باستئناف اللعب، بعد زوال الفايروس.
ويرى السكتيوي أن هذا القرار من شأنه أن يكافئ الفرق التي اجتهدت هذا الموسم، إذ ينافس بركان على درع المسابقة للمرة الأولى في تاريخه. كما دعم مدرب المغرب التطواني جمال الدريدب هذا الموقف، مستدلا على أن إيقاف الدوري سيعصف بآمال، وبمستقبل عدد من اللاعبين، وسيضر بهم من الناحية المالية، وسيربك التعاقدات مع فرقهم.
ولم يكشف الغريمان الوداد والرجاء بعد موقفهما الرسمي كما لم يصدر عنهما أي إشارات في هذا الموضوع. وإن كان الوداد يدعم استمرار الموسم كونه يحتل صدارة الترتيب، وهو مرشح للاحتفاظ بالدرع الذي في حوزته. وكان اتحاد الكرة المغربي قد تلقى خطابا من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” طالبه فيه بتحديد موقفه من الموسم الحالي، وذلك قبل 5 مايو الجاري.
ومرة أخرى يتواجد الوداد في مرتبة متقدمة ويحتل الصدارة وهو ليس غريبا عنه، إذ أنه في آخر 5 مواسم إما أن يتوج بالدرع (3 نسخ) وهو رقم قياسي منذ تطبيق الاحتراف بالمغرب قبل 7 مواسم، وإما أن ينتهي به الأمر وصيفا، الأمر الذي حدث مرتين. الوداد حاليا في الصدارة برصيد 36 نقطة ويمتلك مباراتين مؤجلتين بإمكانهما تعزيز فرصة في الإبقاء على الدرع بحوزته، وهو التحدي الصعب الذي لم يقو على تحقيقه أي من الفرق خلال العقد الأخير.
مقعد قاري
بل ومنذ أكثر من عقد لم ينجح فريق في الفوز بلقب الدوري مرتين على التوالي، وأسوأ ما يمكن أن يحدث للوداد إن حدثت مفاجأة هو أن يضمن مقعدا للمشاركة قاريا الموسم المقبل. لم يسبق في تاريخ الدوري المغربي وأن تواجد ناديين يمثلان المنطقة الشرقية وهما مولودية وجدة صاحب التاريخ الكبير، ونهضة بركان الذي تحصل على لقب كأس العرش قبل عامين، ووصيف النسخة الأخيرة من بطولة الكونفيدرالية الأفريقية.
يتقدم الوداد البيضاوي، حامل اللقب والمتصدر الحالي للترتيب، هذه الأندية، إذ يحلم بإعلانه بطلا، في حال تقرر إنهاء الموسم بسبب احتلاله صدارة الترتيب
الناديان يحتلان على الترتيب المركزين الثالث والرابع بفارق نقاط ضئيلة عن الوداد المتصدر وسجلهما هذا الموسم مع بعض المباريات المؤجلة يرفع من سقف الأحلام عاليا، للإطاحة بعرش الوداد. فإن لم تحدث المفاجأة الكبيرة وهي التتويج لوجدة أو بركان، فهما يطمحان بالقبض على بطاقة قارية أو عربية على أقل تقدير. وإن كان نهضة بركان تعود على المشاركة في نسخ الكونفيدرالية وبلغ نهائي خلال العام الماضي ونصف النهائي هذا العام، فإن وجدة مع الجزائري بنشيخة طموحه كبير ليظفر ببطاقة خارجية.
يعيش الفتح الرباطي (الوصيف) حاليا، حالة معنوية جيدة، رفقة الجيش الملكي الملقب بالزعيم وثاني أكثر الفرق تتويجا بالدوري المغربي بعد الوداد، حيث يقبع في المركز الخامس بعد موسم مميز.
وسيمثل الجيش والفتح تهديدا كبيرا وقويا لباقي الفرق التي تطمح في لقب الموسم الحالي، بمعية الرجاء السادس والبعيد عن الوداد المتصدر بـ8 نقاط لكنه لعب 15 مباراة فقط ولازال ينتظر خوض مباريات مؤجلة. هذه الفئة هي الحيتان الكبيرة للكرة المغربية مع الوداد وأقل ما يمكن أن تناله ما لم تتوج، هو أن تشارك قاريا الموسم المقبل.