غضب مغربي بسبب محاولة الإمارات والسعودية التعامل مع المغرب كإمارة ملحقة وتوظيف الصحراء المغربية
علاقات المغرب مع السعودية والإمارات غالبا ما كانت تتّسم بالمتانة والاستقرار. فما الذي جعل الرباط تستدعي سفيرها في الرياض منذ العام الماضي وسفيرها في أبو ظبي مع مطلع الشهر الحالي؟الأزمة الصامتة بين المغرب ودول الخليج العربية بدأت تخرج للعلن فهل يتعلّق الأمر ببوادر قطيعة أم أنها سحابة عابرة؟
حتى الآن تحاول الدول الثلاث، المغرب والسعودية والإمارات إحاطة التوتر بقدر كبير من السرّية، إلا أن مصادر مقربة من السلطة المغربية، كشفت أن المغرب سحب سفيره في الإمارات، محمد آيت وعلي، بعدما ظل في منصبه أكثر من تسع سنوات، كما استدعي القنصلَان المغربيان في دبي وأبو ظبي.
وعزت عدّة مواقع إعلامية أمر فتور العلاقة بين هؤلاء الدول الثلاث إلى مواقف المغرب من قضايا مقاطعة قطر، التحالف العربي في اليمن، الصراع الداخلي الليبي إضافة إلى مسايرة «الربيع العربي». عوامل أدّت جميعها إلى فتور العلاقات الدافئة بين أبناء زايد والمملكة التي تُحاول الحفاظ على استقلال سياستها الخارجية في عدد من قضايا الشرق الأوسط.
كما تحدث رئيس الحكومة المغربي سعد الدين العثماني لأحد القنوات التلفزيونية عن تربص أطراف بأمن واستقرار بلاده وقال إن هؤلاء يريدون الحاق الضرر بالقضايا الوطنية الكبرى للمغرب وعلى وجه الخصوص في ما يتعلّق بوحدته الترابية.
وفي أتون التوتر المستتر هذا بين الدول الثلاث، استدعى المغرب حينها سفيره في السعودية للتشاور. وبينما التزمت السعودية الصمت، رأى السفير المغربي في الرياض حينها أن الأمر لا يعدو كونها سحابة عابرة لا تخلو منها العلاقات الديبلوماسية بين الدول. وفي خطوة مماثلة، استدعى المغرب سفيره لدى دولة الامارات للتشاور.
وتزامنت هاتان الخطوتان مع وقف المغرب عملياته العسكرية في اليمن ضمن التحالف الذي تقوده السعودية حيث أن المغرب لم يعد يشارك في الاجتماعات الوزارية ولا في المناورات العسكرية للتحالف بعد أن تغيّرت مقاربة المغرب لمجريات ما يحدث في اليمن.
ولم تكُن اليمن وحدها السبب في فتور العلاقة، فتدخّل الإمارات في الصراع في ليبيا كان له دور كبير، خاصة أن المغرب احتضن المشاورات الليبية في الصخيرات، التي خلصت إلى اتفاق على قيادة حكومة فايز السراج البلاد بقرار أممي، في حين اختارت أبو ظبي دعم قوات اللواء خليفة حفتر .
كما أن من الأسباب الخفية لبرود العلاقة بين المغرب ودول الخليج العربية تلك المتعلقة بموقف المغرب من الأزمة الخليجية ورفضه تبنّي موقف دول الحصار واختياره الحياد الداعي لحلّ الأزمة بالحوار وهو ما أثار امتعاض المسؤولين في الرياض بحسب عدّة وسائل إعلامية.
الجديد نهاية الشهر الماضي(مارس ) أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة والمستشار الملكي فؤاد عالي الهمة أجريا جولة خليجية زارا فيها السعودية، حيث بحثا مع ولي العهد محمد بن سلمان «مختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك»، كما زارا قطر، حيث التقيا الأمير تميم بن حمد، وعبّرا له عن نيّة المملكة مساعدة الدوحة في تنظيم «كأس العالم» المقبل، في حين أن هذه الجولة استثنت الإمارات.
انفراج لم يدم طويلا إذ أنه أياما قليلة بعدها، وأعلنت وسائل إعلام مغربية مقرّبة من السلطة أن الرباط أفرغت سفارتها في أبو ظبي من جميع المستشارين والقائم بالأعمال، ما قلّل تمثيلها الدبلوماسي على نحو كبير، علاوة على سحبها سفيرها واستدعاء القنصلَين.