الجزائر تتنصل من مسؤوليتها إزاء المصابين بكورونا داخل مخيمات تندوف

حذر منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي في مخيمات تندوف من تفاقم معاناة الصحراويين المحتجزين بالمخيمات إلى درجة خطيرة وغير مسبوقة في ظل انتشار وباء كورونا، بعد أن رفضت الجزائر مبادرة مغربية إنسانية لإغاثة السكان.

وتدهورت الأوضاع الإنسانية والصحية بالمخيمات بشكل لافت جراء الوباء، في وقت تخلت فيه قيادة بوليساريو عن السكان ولم تتفاعل مع احتياجاتها الضرورية.

وخلق قرار الجزائر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى مخيمات تندوف موجة من غلاء الأسعار وشح المواد الغذائية، إذ أن المخيمات تعتمد على المساعدات الإنسانية الأممية والأوروبية التي تراقب مرورها السلطات الجزائرية. وراسل المحتجزون بمخيمات تندوف الرئاسة الجزائرية بشأن الظروف المعيشية المزرية التي يعيشونها بسبب إجراءات عزلهم، إلا أن رسالتهم لم تلق ردّا. ورفضت السلطات الجزائرية مبادرة مغربية تقضي بتزويد مخيمات تندوف بشكل عاجل بـ800 طن من المواد الغذائية عبر موريتانيا من أجل مساعدتها على تجاوز الأزمة.

بروكسل قلقة إزاء الأخطار المترتبة عن نشوء بؤرة لتفشي الفايروس في مخيمات تندوف

ويرى مراقبون أن المواقف السياسية الجزائرية تقوض أي محاولات لتقديم مساعدات لسكان المخيمات في هذا الظرف الدقيق، فيما أكدت مصادر أن الرباط مستعدة لتقديم دعم إنساني سواء من دواء الكلوروكين المعتمد في علاج كورونا أو وسائل التنظيف والكمامات التي تنتجها المصانع المغربية. ويعتقد متابعون لملف نزاع الصحراء، أن تخلي الجزائر عن دعم المخيمات في هذا الظرف الحساس ورفضها للمبادرة المغربية، يؤشران على أن قيادة الجيش الجزائري تنظر إلى سكان المخيمات على أنهم مجرد أداة لمناهضة مصالح المغرب وتهديد وحدته وسيادته لا أكثر.

وتتكتم قيادة بوليساريو الانفصالية على عدد المصابين بالفايروس داخل المخيمات الذين يعيشون منذ مارس الماضي أوضاعا صحية متردية بسبب عدم إخضاع السكان لتدابير الحجر الصحي المعمول بها دوليا.

وقالت مصادر إن الأماكن التي خصصت للحجر الصحي داخل المخيمات لا تستجيب لأدنى الشروط الصحية المتعارف عليها في مثل هذه الحالة، وغير مجهزة بأي وسائل طبية.

وكشفت مصادر دبلوماسية في بروكسل أن الاتحاد الأوروبي قلق للغاية إزاء الخطر الذي يمكن أن يترتب عن نشوء بؤرة واسعة النطاق لتفشي الفايروس في هذه المنطقة.

تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية بالمخيمات

وقال المحامي بهيئة المحامين في باريس المتخصص في قضايا المخاطر هوبرت سيلان، “نعلم ما الذي تشكله منطقة تندوف على المستوى الصحي في ظرف عادي، فالبؤس يجاور الجريمة، وقانون الأقوى يتجسد كل يوم، والمساعدات الإنسانية تتقاسمها قلة قليلة. وكنتيجة منطقية، ليس من الممكن تقديم أي إجابة على التحديات التي يطرحها الوباء”.

وأضاف سيلان أن “خلع الجزائر لمسؤوليتها عن هذا الجزء من ترابها يرتبط بخدعة (دولة صحراوية) تسعى إلى الحفاظ عليها، لكن الأمر لم يعد يتعلق بحقوق الإنسان وحسب بل بصحة الإنسان على المستوى العالمي”. وتابع “منطقة تندوف بسكانها الفقراء ليست وحدها الموجودة على المحك، لكنها تشكل قنبلة موقوتة بالنسبة إلى المنطقة بأسرها”.

وأشار إلى أن الهلع الذي ظهر في المخيمات “يفسر ماهية الخطر أكثر من الأرقام، وإذا كنا هنا، فذلك راجع ببساطة إلى أنه ليس بوسعنا أن نأمل في بلورة منظومة صحية منبثقة عن سلطات مافيوية لا مصداقية لها”.

ويهدد إغلاق الجزائر لحدودها بوجه سكان المخيمات بتفاقم الأزمة الصحية والاجتماعية داخلها. وقال سفير المغرب بجنوب أفريقيا يوسف العمراني إن “مسؤولية الجزائر عن الوضع الإنساني المتردي في مخيمات تندوف واضحة وثابتة”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: