إستمرار المساعدات ببروكسيل ينتشل المتضررين من كورونا

يعد التطوع من السلوكيات والقيم الإيجابية التي حث عليها الشرع الحنيف وندب إليها, قال تعالى :(فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ )[البقرة/184] ؛ ذلك لما يترتب على العمل التطوعي من نفع الخلق وقضاء حوائجهم , ومع ذلك فإننا نجد نوعا من التقصير في هذا الباب من أبواب الخير على الرغم من أن التطوع يعد قيمة أصيلة في مجتمعاتنا الإسلامية وله من الآثار و الثمار الايجابية ما لا يحصى ليس على المستوى الفردي فحسب بل على المجتمع بأسره , في المقابل نجد أن العمل التطوعي في المجتمعات الغربية يعد جزءا من الممارسات اليومية للأفراد , وهذا بحق من المفارقات العجيبة , وإليكم هذين الخبرين .

و مع استعار الحرب التي تخوضها بلجيكا ، كغيرها من دول العالم، في مواجهة فيروس كورونا، تشتد عزيمة جمعيات خيرية وشباب متطوعين، لمؤازرة المتضررين من التدابير الاحترازية المفروضة، لا سيما من خسروا أعمالهم، ويجدون صعوبة في إعالة عائلاتهم.

ولمجابهة الفيروس، فرضت بلجيكا حجرا صحيا شاملا في كامل البلد، وعززت انتشار وحدات الأمن، لحث المواطنين على التزام الحجر، ضمن تدابير وقائية أخرى.

** عائلات متضررة

جمعية “صوت الفن ” ” L’Asbl citoyens du partages” ” دار الورد ” “. Soyons Solidaires”    أحد مكونات المجتمع المدني في بروكسيل  المعروفة منذ سنوات، وتتكفل خاصة بالمشردين عبر توفير أغطية وملابس لهم، إضافة إلى سد رمق من يتخذون حافات الطريق مسكنا لهم، بتوفير بعض الوجبات.

الجمعيات  بمساندة بعض المتطوعين كالاستاذة أمينة بوعيوش ، و نادية دراز ، نادية بن عيسى و غيرهن من المتطوعات اللواتي يواكبن  اليوم ما تعانيه بعض الأسر الفقيرة من صعوبات في توفير قوت أبنائها، خاصة مع تفاقم الوباء وانتشاره في البلاد، وذلك عبر مبادرات لجمع مساعدات وتقديمها لتلك العائلات.

وفق فاطمة الزهراء العماري ، فإن “هذه المبادرة تدخل في إطار المد التضامني الذي تعيشه البلاد لمجابهة وباء كورونا، ولإعانة وإغاثة العائلات المحتاجة إلى الدعم المادي في مثل هذه الظروف الصعبة”.

ولأخبارنا الجالية : “من خلال جمعيتنا فكرنا في هؤلاء (المحتاجين)، وخاصة في من كان مصدر رزقه من أعمال يومية فقط، وهو يتأثر اليوم وبشكل مباشر بالأزمة التي نعيش على وقعها، ما أجبره على البقاء في البيت دون توفير قوت يومه وإعالة أطفاله.”

و أضافت حنان العمراني : “ننخرط في هذه الحملة عبر الموارد البشرية، العديد من الأعضاء  من فرقنا متمركزون هنا لاستقبال السلع وتنظيمها ووضعها في علب صحية، ليتم بعد تنسيق محكم النظر في مسالك توزيعها وإيصالها إلى كل من يحتاجها”.

وتضيف: “هدفنا هو تلك العائلات و الأشخاص بدون وثائق الإقامة  الذين يواجهون  صعوبات كبيرة، ونحن من خلال هذه الحركة التطوعية نريد أن نبعث برسالة مفادها أننا سنقف مع المحتاجين ، وهذا واجبنا، ولطالما كنا في الجمعية ، وسنكون في الخدمة دائما”.

نادية بن عيسى ، ناشطة مدنية ومنسقة أيضا، تقول لأخبارنا الجالية : “اليوم نسعى جميعا إلى وضع اليد في اليد.. ونأمل ألا نصل مرحلة تنقطع فيها كل المستلزمات، لا سيما مع الوضع الذي نعيشه و نحاول مساعدة المحتاجين من المواطنين بدون وثائق الإقامة و الطلبة .”

وتتابع: “بدأنا نشاطنا منذ أزيد من شهر، ونسعى إلى توفير التموين المطلوب للمحتاجين، و لن يتوانى عن مساعدة بلده، ولو للحظة، إلى غاية انجلاء الأزمة”.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: