منشقون عن بوليساريو يندفعون صوب الرباط لتجاوز نزاع الصحراء المغربية

يعتزم عدد من القيادات المنشقة عن جبهة بوليساريو الانفصالية تأسيس إطار سياسي جديد أطلقوا عليه حركة “صحراويون من أجل السلام“، البحث عن حل سلمي لقضية الصحراء المغربية عبر التواصل المباشر مع المغرب.

وتضم الحركة السياسية الجديدة ضباطا ومسؤولين سابقين في جبهة بوليساريو، إلى جانب أبناء وأحفاد أعضاء الجماعة الصحراوية إبان الحقبة الاستعمارية الإسبانية، بالإضافة إلى طلاب الجامعات وعدد كبير من النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان وممثلين عن المجتمع الصحراوي من داخل الإقليم وخارجه.

ويرى متابعون لملف النزاع الصحراوي أن التنظيم الجديد يعتبر تجربة غير مسبوقة تكسر نموذج بوليساريو الراديكالي في التعامل مع ملف الصحراء المغربية، وتسمح بزرع ثقافة التنوع السياسي والتعددية الحزبية في المجتمع الصحراوي. ويشير هؤلاء إلى أن فشل قيادة بوليساريو في تحقيق أي حل سياسي وعدم استقلالها عن الأجندات الجزائرية عمق غضب الصحراويين الذين يواجهون ظروفا حياتية مأساوية في مخيمات تندوف ودفعهم للتشكيك في تمثيل بوليساريو لهم.

حركة صحراويون من أجل السلام تراهن على الحلول السلمية لوضع حد للنزاع حول الصحراء المغربية

وتتخوف قيادة بوليساريو من انفلات قبضتها على المخيمات مع ارتفاع الأصوات الداعية إلى تجاوز خيارات القيادة الحالية إلى الانفتاح على المبادرات الدولية لوضع حد للخلاف مع الرباط. وتراهن حركة “صحراويون من أجل السلام“، التي تم الإعلان عن ميلادها في إسبانيا، على الحلول السلمية لوضع حد للخلافات بشأن الصحراء.

ويضع مؤسسو الحركة ضمن أهدافهم الأساسية تنظيم أول مؤتمر في فترة لا تتجاوز 24 شهرا، والتعريف بتصوراتهم من خلال الاتصال بالأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وكذلك حكومات إسبانيا والمغرب وجبهة بوليساريو، بالإضافة إلى الجزائر وموريتانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

ويبدو أن عددا كبيرا من المنتمين إلى الطرح الإصلاحي لهذه الحركة السياسية البراغماتية مقتنعون إلى حد معقول بمبادرة مقترح الحكم الذاتي التي أطلقها المغرب كحل سياسي يضمن كل حقوق المواطنة والتي اعتبرها مجلس الأمن الدولي ذات مصداقية. وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تطالب بوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي لاجئين من الإقليم.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: