محمد بنسعيد آيت إيدريدعو إلى تحقيق انفراج سياسي حقيقي والتحضير لتعاقد وطني جديد

دعا الزعيم الوطني المغربي، محمد بنسعيد آيت إيدر، إلى انفراج سياسي حقيقي والتحضير لتعاقد وطني جديد واعد، وأن تستثمر الحكومة ما ستوفره إعادة النظر في بنية قانون المالية، لتتسنى إعادة توظيف المداخيل المتوفرة من الترشيد العقلاني.
وتشبث بنسعيد، أحد قادة المقاومة ضد الاستعمار وأحد رموز النضال الديمقراطي واليسار في تاريخ المغرب الحديث، بـ«إلغاء الميزانيات المضافة هذه السنة للتسلح أو الاستغناء عن ميزانيات الكماليات غير الضرورية للسير العادي للإدارة ومداخيل المجهود الوطني التضامني، وإعادة توظيف كل ذلك للدعم الاجتماعي الضروري والعادل، إلى جانب تقوية مجال الصحة العمومية التي لم يجد الوطن بأكمله موئلًا وملاذاً غيرها اليوم، وضرورة تعزيز ميزانية تعميم التعليم العمومي الجيد»، وهو المجال الذي بين أنه إلى جانب الصحة خلال الأزمة، حاجة الأوطان إلى الاستثمار فيهما بقوة وبنفس مستمر وبعيد المدى.
واعتبر أن الجائحة قلبت كل المعادلات وفرضت على العالم كله إعادة النظر في أولوياته وبالأحرى نحن. ما يستلزم تحضير نموذج تنموي بديل يستهدف استرجاع الثقة بين الدولة والمجتمع، وتوجيه المشاريع المستقبلية إلى خدمة الإنسان أولاً، وإطلاق الحريات، والوفاء لما تشبث به شبابنا من الحرية والكرامة والعدالتين الاجتماعية والمجالية»، وقال إن «الدرس الأساسي الذي يبدو لي اليوم بليغاً هو أن تعلي كل الضمائر الحية في العالم أصواتها وترفعها بقوة من اجل اعادة بناء العلاقات الدولية على اسس جديدة ومغايرة بعد زمن كورونا. فما أحوجنا اليوم إلى إعلاء الأصوات من أجل غلبة العلم، وغلبة البحث العلمي، وغلبة الحس الإنساني، وغلبة الحس البيئي، وغلبة التضامن الإنساني، وغلبة هم استتباب الأمن بمختلف أنواعه والاستقرار بمختلف أنماطه، والحد من الحس العسكري المتغطرس».
وقال آيت إيدر، في رسالة مفتوحة، إن إطلالة شهر رمضان الكريم فرصة أدعو «مواطناتنا ومواطنينا من مختلف الشرائح الميسورة أن تتحمل مسؤولياتها وتضاعف مبادرات التعاطف والتراحم والتواد والتضامن الاجتماعي مع الفئات الفقيرة والهشة، المظلومة أصلاً، والتي زادها هذا الوضع وسيزيدها فقراً وتهميشاً وقهراً». وأن على الدولة أن تقوم ببعض من واجبها نحو هذه الفئات، فهي مطالبة بمجهود أكبر وأقوى، فإن المواطنات والمواطنين مطالبون بشحذ حسهم الاجتماعي والالتفات إلى جيرانهم وأقربائهم ومحيطهم بمبادرات فعالة ومستدامة ومواكبة أحوال الناس، ففي مثل هذه الأزمات تظهر المعادن الأًصيلة للشعوب؛ ومن مآسيها ومحنها تنبع الإبداعات الاجتماعية الجميلة التي سيذكرها التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز».

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: